حذر الرئيس الايراني السابق هاشمي رفسنجاني الاميركيين من "مستنقع" ينتظرهم في حال قرروا مهاجمة ايران. وكان رفسنجاني يتحدث في خطبة الجمعة في جامعة طهران حيث ردد آلاف الايرانيين هتافات معادية للرئيس الاميركي جورج بوش ورئيس الوزراء الاسرائيلي آرييل شارون. طهران - أ ف ب - اعتبر الرئيس الايراني السابق علي اكبر هاشمي رفسنجاني امس، ان الاميركيين "سيغوصون في مستنقع" في حال هاجموا إيران. وقال رفسنجاني الذي يرأس مجلس تشخيص مصلحة النظام في خطبة الجمعة في طهران: "بإمكانهم الاميركيون المجيء عندما يشاؤون، لكنهم لن يخرجوا منها ابداً، سيغرقون في مستنقع لأن ايران مختلفة عن افغانستان". وأضاف: "لدينا مبدأ الشهادة الذي يجعلنا نسمو على كل القيم المعتادة، التافهة... ولن يكون السجاد الأحمر ممدوداً للأميركيين لأن اللون الاحمر الوحيد سيكون لون دماء الاميركيين". وتابع رفسنجاني: "لدينا كل ما يلزم للدفاع عن انفسنا حتى ولو لم نكن على المستوى التكنولوجي للاميركيين نفسه، لكن ذلك يكفينا". ودعا الى "تعزيز اليقظة وأيضاً الوحدة" بين الايرانيين. وقال ان "الولاياتالمتحدة لن تعود ابداً الى ايران، والإيرانيون لن يقبلوا ابداً هيمنتها". وكشف ان "ملاحظات الرئيس محمد خاتمي ومجلس الشورى" المنددة بالاتهامات الاميركية لايران ب"الارهاب"، اثارت "الغضب الشديد في الولاياتالمتحدة"، مشيراً الى ان "هذه الحملة الاميركية ليست جديدة". وأضاف: "حتى الآن كنا نحن الذين نسميهم الشيطان الاكبر، واليوم يتهموننا بأننا جزء من محور الشر. هذا لا يتفق". وإيران التي لا تقيم علاقات ديبلوماسية مع الولاياتالمتحدة منذ 22 عاماً، وجهت خلال الايام الماضية تحذيرات عدة حادة الى واشنطن إثر التهديدات التي اطلقها بوش ضد دول ما سماه "محور الشر" الذي يشمل ايران والعراق وكوريا الشمالية. وقال رفسنجاني: "ان ايران اليوم هي غير ايران الامس فقد اصبحت تملك قدرات عسكرية وترسانة تسليحية تتناسب مع اهدافها الدفاعية"، مشدداً في الوقت نفسه ان "هذه الترسانة لا تستخدم في تهديد الولاياتالمتحدة وانما في الدفاع ورد العدوان ليس الا". ونصح السلطة التي ترسم السياسات الاستراتيجية في الولاياتالمتحدة بألاّ تأتي الى ايران بقصد الاعتداء. وقال: "اذا كنا نفكر فى محاربة اساطيلكم في الخليج في السابق بواسطة زوارق سريعة، فان الامر اختلف اليوم لأننا نملك اسلحة متطورة وصناعات عسكرية تتناسب واهدافنا، على رغم انها لا تصل الى قدراتكم العسكرية". وأضاف رفسنجاني موجهاًً كلامه الى الاميركيين: "نحن لا نملك شيئاً نخسره في الحرب التى تريدون فرضها علينا، فاذا قتلنا اصبحنا شهداء ودخلنا الجنة، واذا قتلناكم حصلنا على الاجر من الله". ودعا الى تعزيز الوحدة الوطنية الايرانية ونبذ الخلافات في الداخل، مشيراً الى نزاع نشب بين من سماهم بالنخبة حول اسباب ان تتجرأ اميركا على ايران في هذه المرحلة. وقال: "الأن وقد تجرأت اميركا يجب وضع الخلاف جانباً وعلينا تعزيز الصفوف لنقاوم العدوان". وأضاف رفسنجاني: "لو لم تساعد قواتنا في قتال طالبان لغرق الاميركيون في المستنقع الافغاني". وقال: "غير انه بالنسبة اليهم الاميركيون هذه مجرد بداية" لمصاعبهم في افغانستان. وأوضح: "تبين لهم انه لا يوجد غذاء ولا عمل وانهم لن يكونوا قادرين على الوفاء بوعودهم" للافغان، معرباً عن معارضته اقامة قواعد عسكرية اجنبية في افغانستان. ورفض رفسنجاني ايضاً الاتهامات الاميركية لايران بايواء عناصر من "القاعدة" او مسؤولين من "طالبان" الذين قال انهم خصوم للشيعة ولايران و"ما من سبب لوجودهم بيننا". وأكد ان "اسوأ ما فعله الاميركيون ضدنا في الآونة الاخيرة هو انشاء القاعدة وطالبان"، مكرراً تهمة تتردد باستمرار في ايران. وكان آلاف الايرانيين الذين تجمعوا في جامعة طهران لأداء صلاة الجمعة رددوا شعارات معادية للرئيس الاميركي جورج بوش. وهتف آلاف المصلين: "فليسقط بوش"، كما رددوا هتافات معادية لرئيس الوزراء الاسرائيلي آرييل شارون. وقالوا: "شارون يرتكب جرائم وبوش يدعمها". والهتافات التي تطلق خلال صلاة الجمعة في طهران، تكون عادة معادية للولايات المتحدة وللكيان الصهيوني ولا تشمل اشخاصاً بالاسم.