مزار الشريف - رويترز - أفادت مصادر مطلعة في الشرطة الافغانية ان حوالى 600 من عناصر الميليشيات الاوزبكية بقيادة الجنرال عبدالرشيد دوستم، رفضوا مغادرة مدينة مزار الشريف عاصمة الشمال، وتحدوا رجال الامن الذين تدعمهم قوة دولية. وقال نائب رئيس الشرطة الاقليمية الجنرال عبدالله عزيز: "هناك حوالى 600 رجل يرفضون الاذعان لامر اخلاء المدينة". وأضاف: "في الوقت الراهن تركناهم على حالهم، وفضلنا ان نتوجه الى الجنرال دوستم لنرى ماذا سيقرر". وأضاف عزيز ان هؤلاء الرجال موجودون في مقاطعة نير شاهي في مزار الشريف. ومعلوم ان صراعاً للسيطرة على مزار الشريف يدور بين رجال دوستم الذي يتولى منصب نائب وزير الدفاع في الحكومة الموقتة، وقوات طاجيكية تابعة لوزير الدفاع الجنرال محمد فهيم خان. وبدأت الشرطة حملة امنية تدعمها فيها الاممالمتحدة والجماعات العرقية الرئيسة في تلك المنطقة، لابعاد المسلحين عن وسط المدينة والضواحي المجاورة، ولكنها فشلت عندما تصدى لها المقاتلون رافضين الانصياع لاوامرها. وبدأت حدة التوتر بين زعماء الفصائل الافغانية المتنازعة تشتد حتى تحولت الى نزاعات دموية تهدد استقرار البلاد. وحاولت الحكومة الموقتة تهدئة اشتباكات نشبت ايضاً في منطقة غارديز شرق البلاد، اثر نزاع على السلطة بين القادة المحليين. ومشط رجال الشرطة شوارع مزار الشريف مجبرين المسلحين على اخلاء المدينة. وقال عزيز ان حوالى 120 رجلاً فقط تجاوبوا، وان المهمة قد تستغرق 10 ايام على الاقل، وستنفذها قوة خاصة مؤلفة من 600 شرطي. وتم الاتفاق على تشكيل هذه القوة بين كل من الاممالمتحدة والحكومة الموقتة في كابول وقادة الفصائل في الشمال. وقال مسؤول آخر في الشرطة هو الجنرال عبدالرزاق: "اتممنا حتى الآن 30 في المئة من المهمة". وعاد الهدوء الى مدينة مزار الشريف بعدما شهدت نزاعاً اودى بحياة 40 مقاتلاً، وقع بين رجال دوستم، ومقاتلين طاجيك يقودهم محمد عطا التابع للجنرال فهيم. وتهدد هذه الانقسامات ببروز شرخ داخل الحكومة الموقتة، ويخشى عمال الاغاثة نشوب صدامات اخرى. وعلى رغم ان الطرفين انضما الى تحالف الشمال لاطاحة حكم "طالبان"، الا انهما عدوان لدودان تاريخياً. ويفترض ان يلتقي دوستم زعماء قبائل آخرين في مزار الشريف، ومن بينهم محمد محقق زعيم حزب الوحدة الشيعي الذي تضطلع قواته بمهمة الفصل بين المتحاربين.