إسلام آباد، كابول - "الحياة"، رويترز، أ ف ب - خطى رئيس الحكومة الافغانية الموقتة حميد كارزاي خطوة اولى في اتجاه تشكيل جيش وطني موحد في البلاد، وذلك بتعيينه الزعيم الاوزبكي عبدالرشيد دوستم نائباً لوزير الدفاع، مما يمهد لضم ميليشيات الاخير التي تسيطر على الشمال الافغاني الى عملية توحيد الفصائل المسلحة تحت راية واحدة. وقال كارزاي ان القرار جاء بناء على اقتراح وزير الدفاع الجنرال محمد فهيم خان، وذلك لتأكيد ان الخطوة لا تهدد موقع الاخير في السلطة. وأضاف في تصريح الى الصحافيين بعد اجتماع في قصر الرئاسة: "من دواعي سروري ان اعلن بناء على اقتراح من وزير الدفاع، تعيين الجنرال دوستم نائباً لوزير الدفاع في افغانستان"، مشيراً الى ان "وزير الدفاع قدم له خطاب تعيينه وأنا وقعت عليه". وشكل انضمام دوستم الى حكومة كارزاي، نقلة نوعية وأبرز نجاح تحققه منذ تسلمها مهماتها السبت الماضي، بعدما كان كثيرون يتخوفون من انعكاسات المعارضة التي ابداها دوستم للحكومة المعينة في مؤتمر بون للفصائل الافغانية. وكان الزعيم الاوزبكي الذي تسيطر ميليشياته على مناطق استراتيجية في الشمال الافغاني وأهمها مدينة مزار الشريف والمعبر الحدودي الى اوزبكستان المجاورة، ابدى امتعاضه من عدم اشراك الاقلية التي يتزعمها في الحكومة الموقتة، فيما آلت الى ممثلي الاقلية الطاجيكية ثلاث وزارات سيادية هي الدفاع والداخلية والخارجية. وعلى رغم تأكيده انه لن يلجأ الى المعارضة المسلحة للحكومة، فان كثيرين اعتبروا بقاءه خارج الحكم مبعثاً للقلق، خصوصاً ان ثمة اطرافاً كثيرة بينها القوات الموالية لطهران غرب البلاد بقيادة الجنرال اسماعيل الحق، صعدت معارضتها لحكومة كارزاي وانتشار القوات الاجنبية في الاراضي الافغانية. كذلك، يبعد انضمام دوستم الى الحكومة وعمله جنباً الى جنب مع فهيم، مخاطر الاقتتال بين الاقليتين الطاجيكية والاوزبكية شمال البلاد. وفي الوقت نفسه، ابدى دوستم الذي يتمتع بعلاقات قوية مع دوائر العسكر في تركيا، رغبته في دمج مقاتليه الذين يقدر عددهم بحوالى 50 الفاً والمدربين تدريباً جيداً، في الجيش الوطني المقبل. الى ذلك، حذر الزعيم الاوزبكي من ان الحرب ضد "طالبان" وشبكة "القاعدة" لم تنته بعد. وقال ان مقاتلي الجانبين "سحقوا، لكنهم في مناطق اخرى، غيروا شكلهم فقط"، مشيراً الى منطقتي قندهار جنوبا وجلال اباد شرقا. وأكد ان "الخطر هناك لا يزال كبيراً".