أعلن مساعد وزير الخارجية الأميركي المبعوث الخاص للشرق الأوسط ويليام بيرنز أن بلاده تعتبر الرئيس عرفات الرئيس المنتخب من قبل الشعب الفلسطيني وستواصل العمل مع كل من السلطة الفلسطينية والجانب الإسرائيلي بهدف العودة الى طاولة المفاوضات. وقال بيرنز عقب استقبال الرئيس المصري حسني مبارك له في القاهرة أمس إن وزير الخارجية كولن باول طلب منه التوجه الى العاصمة المصرية للقاء مبارك وبحث كيفية التحرك معاً في الفترة المقبلة لمحاولة الوصول الى حل لهذه القضية. وقال إن القاهرةوواشنطن ملتزمتان ببذل كل الجهود لوقف أعمال العنف بين الإسرائيليين والفلسطينيين والعودة إلى المفاوضات وتحقيق رؤية باول التي تتعلق بإقامة دولتين فلسطينية وإسرائيلية بجانب بعضهما البعض وتحقيق الأمن والازدهار للشعبين. وأكد بيرنز أن الولاياتالمتحدة ستواصل التعاون الوثيق مع مصر للوصول الى هذا الهدف، نافياً أنه يحمل للقاهرة أفكاراً جديدة. وقال إن هذه فرصة من أجل العمل سوياً لاقتناص ما قد يكون من فرص مواتية للوصول إلى حل لقضية الشرق الاوسط وتنفيذ تقرير ميتشل وتوصيات تينيت وحض الطرفين على الالتزام بواجباتهما والمضي قدماً. ودعا بيرنز السلطة الفلسطينة إلى قرارات صعبة واجراءات حقيقية، مشيراً الى ان واشنطن تدرك ايضاً أن على إسرائيل مسؤوليات يجب القيام بها. ومن جانبه صرح وزير الخارجية المصري السيد أحمد ماهر بأن المبعوث الذي أوفده مبارك لعرفات تركزت مهمته على استطلاع رأي الرئيس الفلسطيني حول ما يمكن عمله في الفترة المقبلة لدفع الأمور نحو الاتجاه الصحيح. وأوضح ماهر أن مصر على اتصال دائم مع عرفات والفلسطينيين والإدارة الاميركية كذلك الجانب الإسرائيلي لتقييم الوضع الحالي وبحث كيفية الخروج منه. وأوضح ماهر أن القاهرة ليس لديها خطط لإرسال وفد الى واشنطن بعد زيارة ارييل شارون، وقال إن ما يهمنا في هذه الزيارة هو أن يستمع الى صوت اميركي واضح وقوي يحثه على اتخاذ الاجراءات المطلوبة لتهدئة الموقف وفتح الطريق امام المفاوضات. ورفض ماهر اعتبار الورقة الفرنسية الجديدة مبادرة، وقال إنها أفكار قدمتها فرنسا بهدف إثارة التفكير وتحريك الموقف وأن مصر رحبت بهذا الجهد الفرنسي. ويذكر أن مبارك يبدأ غداً زيارة لباريس يلتقي خلالها الرئيس الفرنسي جاك شيراك ويترأس وفد مصر في اجتماعات قمة مبادرة التنمية في افريقيا التي يشارك في أعمالها 13 رئيساً افريقياً بالإضافة الى شيراك الذي اقترح إقامتها. واستكمل ماهر وبيرنز محادثاتهما في مقر الخارجية كما اجتمع الدكتور اسامة الباز المستشار السياسي لمبارك مع بيرنز ايضاً. وعقب ختام الاجتماعات وصف ماهر محادثات بيرنز في القاهرة امس بأنها مهمة وشاملة وصريحة وعميقة، مشيراً الى اتفاق تم مع الجانب الاميركي على خطوات معينة "للخروج من المأزق الراهن الذي وضعتنا فيه سياسة اسرائيل". ولم يفصح ماهر عن طبيعة هذا الاتفاق. ومن جهته قال بيرنز إن كلاً من الاسرائيليين والفلسطينيين قد عانى بقدر كبير وأن "الوقت حان امامنا جميعاً لشحذ طاقتنا مجدداً والعمل معاً في محاولة لإيجاد طريق عملي لتنفيذ تقرير ميتشل وخطة تينيت والعودة مجدداً للعملية السياسية وتحقيق فكرة قيام دولتين تعيشان جنباً الى جنب". واضاف:"سنستمر في التعامل مع السلطة الفلسطينية"، مشيراً الى خيبة أمل بسبب عدم قدرة السلطة على الوفاء ببعض التزاماتها، معترفاً بالمسؤولية التي تقضي بمحاولة الجمع بين الفلسطينيين والإسرائيليين للابتعاد عن دائرة العنف واستئناف العملية السياسية مجدداً. ثم شدد ماهر على أنه لا يمكن لأي احد أن ينكر أن عرفات هو الرئيس الشرعي المنتخب للشعب الفلسطيني وأنه ثبت زيف أي تخيلات راودت البعض بشأن عرفات، وأنها "تخيلات لا تصلح وإنما هي مجرد اضغاث أحلام". وقال ان عرفات "سيقود الشعب الفلسطيني الى اقامة الدولة التي يتبناها ويرجوها ويناضل من أجلها الشعب الفلسطيني".