الجزائر - أ ف ب - ظهر رجال الدرك الجزائري مجددا تحت حماية الجيش على طرق منطقة القبائل حيث يطالب السكان بانسحابهم بعد ان تبينت مسؤوليتهم في القمع الدامي لاضطرابات الربيع الماضي. واوضح شهود ان رجال الدرك الذين كانوا منزوين في ثكناتهم منذ هذه الاضطرابات عادوا الى الظهور عند الحواجز التي كان الجنود ينفردون في اقامتها حتى الان. وشوهد رجال الدرك على الجسر بين بجاية وتكسبت في مدخل تيزي وزو 110 كيلومترا شرق العاصمة عاصمة القبائل الكبرى وعلى الطريق المؤدية الى مدينة تيقزيرت الساحلية. وهذه المرة الاولى يظهر فيها رجال الدرك منذ اضطرابات الربيع الماضي على طرق هذه المنطقة الجبلية. وكان السكان يطالبون برحيل غير مشروط للدرك بين المطالب ال 15 لعريضة القصر التي تبنتها تنسيقية العروش كبرى العائلات القبائلية التي تقف في طليعة حركة الاحتجاج في منطقة القبائل وتطالب بمثول مرتكبي الجرائم امام محاكم مدنية. واندلعت الاضطرابات في نهاية نيسان ابريل الماضي اثر مقتل طالب داخل مقر الدرك في بني دوالة القريبة من تيزي وزو واسفرت عن مقتل نحو ستين شخصا واصابة نحو الفين اخرين وفقا لحصيلة رسمية، فيما اعتبرت التنسيقية ان عدد القتلى بلغ 106 اشخاص وجرح اكثر من ستة الاف. وخلص تقرير لجنة تقصي الحقائق التي امر بتشكيلها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الى القاء المسؤولية في اندلاع الاضطرابات وقمعها على الدرك. واعلن رئيس فريق الدرك في تيزي وزو الكولونيل خروبي لصحيفة "لوماتان" أمس ان "الانتشار الامني الجديد الذي يشمل رجال الدرك والجيش وضع استثنائيا في اطار مكافحة الارهاب". واضاف: "لا يمكنني كمسؤول ان اقبل ان يقيم ارهابيون حواجز على الطريق في وضح النهار، وعلى بعد امتار من ثكنات يتجمع فيها عناصر من الدرك".