بعد سنوات من الغياب السياسي عاد الأحد ما يعرف ب "حركة العروش البربرية" التي يقودها الناشط البربري بلعيد عبريكا إلى سطح المشهد السياسي الجزائري بعد تقدم الأخير مسيرة سلمية استنكارية شهدتها ولاية تيزي وزو العاصمة الكبرى لبلاد القبائل عقب تخريب أشخاص تجهل هويتهم نصبا تذكاريا لضحايا الربيع البربري 2001. وقال شهود عيان ل"الرياض" ان ممثلي الحركة الذين جابوا وسط المدينة حاملين لافتات بها شعارات مضادة للسلطة تجاهلوا المارة ولم يتعرضوا لأي قمع أمني في حين عادت مسيرة الحركة لأذهان سكان المدينة التي استرجعت أمنها واستقرارها منذ رئاسيات أبريل 2004 إلى فترة العنف الذي شهدته منطقة القبائل البربرية بمدنها الثلاث الكبرى تيزي وزو وبجاية والبويرة عقب اندلاع أحداث ما أصبح يعرف ب "الربيع الأسود" إثر مقتل الشاب قرماح ماسينيسا بقرية بني دوالة بولاية تيزي وزو (شرق الجزائر) في 18 أبريل 2001 وعي الأحداث التي سقط خلالها نحو مئة قتيل وآلاف الجرحى استنادا إلى تقارير رسمية و أخرى صحفية. وكان الوجه الأبرز في تنسيقية العروش البربرية الراديكالي السابق بلعيد عبريكا ابتعد عن الأضواء بعد الانشقاق الذي شهدته "حركة العروش" خلال رئاسيات العام 2004 وهو الشقاق الذي يقوده جناحان متنازعان أحدهما كان يؤيد المشاركة في الانتخابات ومواصلة الحوار مع السلطة ويقوده القيادي المعتدل "علي غربي" وجناح يدعو إلى المقاطعة إلى غاية "رحيل النظام الحالي" ويقوده الراديكالي فضلا عن مسائل خلافية زادت من الهوة بين المتخاصمين داخل الحركة تتصل بترسيم الأمازيغية إلى جانب اللغة العربية وطرحها على الاستفتاء الشعبي، وإصرارهم على التطبيق الكلي وليس الانتقائي لبنود لائحة «أرضية القصر» التي تضم 15 مطلبا غير قابل للتفاوض.