سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
معلقون بارزون رأوا ان هدفه من الاجتماع بمسؤولين فلسطينيين ايهام بوش انه يعمل لوقف النار . شارون يعتبر "وثيقة" قريع - بيريز غير ملزمة له ويتمسك بإنهاء السلطة "العنف وتفكيك المنظمات الارهابية"
اكدت تصريحات رئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل شارون في جلسة الحكومة الاسبوعية امس وتعليقات كبار الصحافيين في اسرائيل ان الاجتماع بين شارون وثلاثة من مسؤولي السلطة الفلسطينية، الاربعاء الماضي، لم يتعد كونه خطوة تكتيكية أراد منها شارون نسف المبادرات السياسية سواء تلك التي يقودها وزير خارجيته شمعون بيريز أو الأوروبية والعربية المتداولة أخيراً في العاصمة الاميركية. أبلغ شارون وزراءه ان الوثيقة التي يعكف بيريز ورئيس المجلس التشريعي الفلسطيني أحمد قريع أبو علاء على بلورتها لا تلزمه وحكومته وأنه أبلغ ضيوفه الفلسطينيين بذلك، كا أبلغهم أنه صاحب القرار الأول والأخير في الدولة العبرية. وبعدما استعرض الطلبات التي تقدم بها المسؤولون الفلسطينيون ورده عليها، قال شارون انه يعارض التقيد بجداول زمنية لبدء مفاوضات الحل النهائي ويتبني "جدول توقعات" يتقرر بموجبها التقدم في المسار التفاوضي "ومثل هذا التقدم منوط بتطور العلاقات بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية وتحديداً بعمل جاد من جانب السلطة لوقف العنف وتفكيك التنظيمات الارهابية". ولم يستبعد شارون ان يستأنف لقاءاته بالمسؤولين الفلسطينيين بعد عودته من واشنطن التي يزورها أواخر هذا الاسبوع. وباستثناء وزير السياحة المتطرف بيني ألون الذي انتقد الاجتماع السري مع الفلسطينيين واعتبره خطيراً لأنه يتناقض واعلان المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية السلطة الفلسطينية داعمة للارهاب ورئيسها "غير ذي أهمية"، تميزت ردود غالبية الوزراء بالترحيب باللقاء "وتشدد شارون في مطالبته الفلسطينيين وضع حد للارهاب"، كما قال زعيم حركة "شاس" الدينية ايلي يشاي. واعلن الرئيس الاسرائيلي موشيه كتساف الذي منعه شارون من زيارة مقر المجلس التشريعي الفلسطيني في رام الله لإلقاء كلمة تتضمن اعلان هدنة لمدة عام، دعمه اللقاء "الساعي لوقف النار من دون ان يتسم اللقاء بالتفاوض في أمور سياسية". من جهته، وجرياً على مواقفه المتذبذبة، نفى بيريز ان يكون توصل الى تفاهمات نهائية مع رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني واعتبر الانباء عن ذلك مبالغاً بها، وقال لاذاعة الجيش انه تناول ومحدثه الفلسطيني مختلف القضايا وان من حقه كشريك في الائتلاف الحكومي ان يتقدم بأفق سياسي. ورد زعيم المعارضة البرلمانية رئيس حركة "ميرتس" اليسارية يوسي سريد على هذا التصريح بدعوة وزير الخارجية الى الانسحاب من الائتلاف الحكومي، وقال ان بقاء بيريز فيه لا يحتمل، لا سياسياً ولا اخلاقياً وان دوره في الساحة الدولية هامشي. وفي مقابل تنديد عتاة اليمين الاسرائيلي ومجلس المستوطنات باللقاء الذي جمع شارون بالمسؤولين الفلسطينيين واعتباره تفاوضاً تحت وقع النار قال سريد ان هذا اللقاء ليس سوى ضرب من المكر والخديعة من جانب شارون، لكن الوزير العمالي رعنان كوهين رأى في اللقاء تشجيعاً لبروز قوى معتدلة في السلطة قادرة على خلافة الرئيس الفلسطيني. وفي هذا السياق رأى أبرز كتاب الأعمدة في "يديعوت احرونوت" ناحوم برنياع ان اللقاء المذكور يندرج في اطار مساعي شارون لدق الأسفين بين الرئيس الفلسطيني ورجالاته وانه يرى ان اللحظة لذلك مواتية الآن بهدف تشديد عزلة عرفات. وتابع ان توقيت اللقاء لم يأت من فراغ انما مرتبط بزيارة شارون الى واشنطن ليظهر للرئيس الاميركي انه لا يدخر جهداً لتحقيق وقف النار. وقال: "لقد التقت مصالح عرفات وشارون. الأول يريد تأشيرة خروج من رام الله والثاني يريد تذكرة جلوس في المقاعد الأولى في البيت الأبيض. كل منهما مستعد لدفع ثمن ما لكن ما يعرضانه، كما أرى، يكاد يكفي لشراء تذكرة للسينما". ورأى المعلق السياسي في "هآرتس" الوف بن ان شارون أراد ان يقول للاميركيين: نعم للسلطة الفلسطينية، لا لعرفات، وتشجيع من يعتبرهم "عناصر براغماتية" في الطرف الفلسطيني. وحسب المعلق فإن اللقاء تم استجابة لرغبة الولاياتالمتحدة خفض صدى المواجهات الاسرائيلية - الفلسطينية. وقال: "لقد كشف اللقاء عمق تباين مواقف الطرفين ولم يؤد الى أي تقدم. لكن الاميركيين حصلوا على الحوار الذي أرادوه وسارعوا للترحيب به وفي المقابل حصل شارون على التذكرة لواشنطن". ويتابع المعلق ان شارون بادر الى هذا اللقاء بهدف الأخذ بزمام الأمور وعدم اخلاء ساحة المبادرات لبيريز أو وزير الدفاع بنيامين بن اليعيزر "وقد نجح في اسقاط مبادرتيهما أيما نجاح". ورأى المعلق عوزي بنزيمان هآرتس انه على رغم مسعى شارون، من خلال اللقاء المذكور، لعرقلة الاتصالات بين بيريز وقريع ولتسجيل نقاط لمصلحته في البيت الأبيض "لكنه لن ينجح في التهرب من المطلب الملح وهو ضرورة توضيح موقفه من كيفية حل النزاع". وزاد ان شارون لم يعد قادراً على تجاهل ارتفاع عدد الضحايا والمشكلات الاقتصادية الخانقة وظاهرة رفض الخدمة العسكرية في المناطق المحتلة وغيرها". الى ذلك ا ف ب، قال بيريز مساء السبت لصحافيين بعد محادثاته مع رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني احمد قريع في نيويورك: "على عرفات ان يبدأ بتفكيك المنظمات الارهابية المختلفة واقامة سلطة فلسطينية واحدة". واضاف: "لن يتمكن الشعب الفلسطيني فعلا من اجراء مفاوضات طالما انه لن يتكلم بصوت واحد على الاقل من ناحية الامن". وكان بيريز عقد جلسة محادثات مع العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني هي الاولى منذ تسعة اشهر وتناولت الاوضاع في الشرق الاوسط و"الجهود المبذولة حاليا لانهاء حدة التوتر في المنطقة واعادة الهدوء"، علما ان العاهل الاردني سيزور مصر اليوم لاطلاع الرئيس حسني مبارك على نتائج محادثاته في نيويوركوواشنطن.