تحرك الإصلاحيون في إيران للتحقيق في الاتهامات الأميركية، فيما أعلنت أوساط المحافظين استعدادات ل"عمليات انتحارية ضد العسكريين الأميركيين والإسرائيليين" في حال نفذت إدارة الرئيس جورج بوش تهديداتها ضد إيران التي صنفها بوش ضمن "محور دول الشر". ووصف رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية الجنرال فيروز آبادي مواقف الرئيس الأميركي بأنها "تشبه مواقف النازية"، في حين هدد قائد "الحرس الثوري" اللواء رحيم صفوي الإدارة الأميركية برد قاسٍ إذا هاجمت إيران. ودعا الرئيس محمد خاتمي مواطنيه الى المشاركة في تظاهرة في طهران غداً لمناسبة ذكرى الثورة الاسلامية "لإظهار وفائهم للنظام الاسلامي بعد التصريحات المهينة والمضللة" التي اطلقها القادة الاميركيون. وقال في كلمة بثها التلفزيون ان 11 شباط فبراير "كان وسيبقى رمزاً لتحرر الشعب الايراني من التبعية والديكتاتورية والاذلال"، معتبراً ان المشاركة في تظاهرة هذه السنة أهم من المسيرات المماثلة سابقاً بسبب "التصريحات المضللة والمهينة التي اطلقت ضد ايران". ودخل البرلمان الإصلاحي الإيراني على خط التحقيق في اتهامات واشنطن المتعلقة ب"تسلل" عناصر من تنظيم "القاعدة" وحركة "طالبان" إلى الأراضي الإيرانية، فأوفد لجنة تحقيق إلى الحدود مع أفغانستان وباكستان. واتهمت اللجنة بعض البلدان المجاورة وأجهزة تجسس وأجهزة أمنية بالضلوع في دفع أشخاص إلى عبور الحدود الإيرانية، وذلك في اتهام غير مباشر لباكستان. وعلمت "الحياة" أن هناك تجاذباً إيرانياً - باكستانياً حول وجود عشرين ألف متطوع من جنسيات مختلفة في المناطق الأفغانية الحدودية "كانوا لبوا دعوة طالبان إلى الجهاد"، ولم يدركوها بسبب الانهيار السريع للحركة، ولا علاقة لهم بتنظيم "القاعدة". وحذرت أوساط رسمية إيرانية إسلام آباد من الدفع بهؤلاء نحو الأراضي الإيرانية. ونفت اللجنة البرلمانية وجود أي مساندة إيرانية لعناصر "القاعدة" أو وجودهم في إيران، فيما تزايدت مطالبات النواب الإصلاحيين بضرورة اخراج قلب الدين حكمتيار، زعيم الحزب الإسلامي، من الأراضي الإيرانية، بسبب حملاته على الحكومة الأفغانية الموقتة برئاسة حميد كارزاي. ووُجِّه انذار إلى حكمتيار بالتزام الصمت وعدم التلويح بالحرب في أفغانستان. إلى ذلك، لوحت أوساط إيرانية محافظة بعمليات "انتحارية" تطاول جنوداً أميركيين وإسرائيليين. وقال مدير صحيفة "كيهان" حسين شريعتمداري، أحد الوجوه البارزة في التيار المحافظ، أمام طلاب المدارس الدينية في قم، إن "العديد من الشبان يستعدون لعمليات استشهادية بدافع الانتقام"، وان "حب الشهادة يحرك قلوب قسم كبير من الشعب". وزاد ان "بوش وزمرته يخلطان بين إيرانوأفغانستان والعراق". وأضاف: "عندما يكون أمن مواطنينا مهدداً، لماذا لا يكون الوضع ذاته للرعايا الأميركيين والإسرائيليين؟".