حلقة واحدة اخيرة ثم ينتهي استوديو الفن! لكن سيمون أسمر لن يوقف طبعاً نشاطه التلفزيوني ولو استغرقت "نشاطاته" الأخرى وقتاً غير يسير من حياته اليومية والليلية. "نهر الفنون" يدفق بحفلات الغناء والرقص وهذا الموسم سيفيض ب"المواهب" الجديدة التي أطلّت في "استديو الفن" وسواء فازت بالجوائز أم لم تفز. ف"نهر الفنون" قادر حقاً على ان يحمل كل ما يتوافر من اصوات موهوبة او غير موهوبة، حقيقية او ضحلة، علاوة على المطاعم الأخرى والنوادي التي بات سيمون أسمر وشركاؤه يمدونها بما تحتاج إليه من "مطربين" و"راقصات" و"موسيقيين" ومقلّدين... سيمون أسمر الذي بات اشبه بالمؤسسة لم يعد يؤثر فيه اي نقد بل لم يعد اي نقد يطاوله بعدما نجح في لعب لعبته وفرض نفسه في السوق الفنية كصانع "نجوم" و"مواهب" و"ظواهر" يعرف هو تمام المعرفة انها عابرة ولا تدوم كثيراً. وهو يعرف ايضاً ان الجمهور يحتاج الى مثل هذه الوجوه والأصوات والأعمال بعدما تدنّت الذائقة العامة وهبط "الفن" الى مدارك لم يصل إليها سابقاً. قد لا يحمل هذا الكلام جديداً. فالنقد الذي وجّهته الصحف والمجلات الى سيمون اسمر هو اكثر من أن يُحصى، والفضائح التي أثيرت اصبحت معروفة جداً، وهبوط الفن لن توقفه الآراء النقدية والمقالات التي تحاول توجيه الجمهور أو إيقاظه. على أنّ المطلوب الآن من سيمون اسمر وشركائه وقفة ضمير! اجل وقفة ضمير! المطلوب من سيمون اسمر الآن ان يستعيد ذاكرته الأولى أو ماضيه الفني ايام كان يملك همّاً ثقافياً حقيقياً بل ايام كان خير كاشف للمواهب الحقيقية والأصيلة. المطلوب من سيمون اسمر ان يقف وقفة تأمل في الحال التي آلت إليها الأغنية والألحان والأصوات وأن يسعى الى رأب الصدع الذي يتحمّل هو - وآخرين - تبعته! حال التردي هذه باتت تشكل خطراً حقيقياً لا على الفن الغنائي والموسيقي فحسب بل على الثقافة والذائقة العامة. يدرك سيمون اسمر ان "صناعته" الفنية هي التي يطلبها السوق ويدرك ايضاً انها "صناعة" رديئة فنياً. فهذا المخرج المثقف والفرنكوفوني يملك أسرار "المهنة" التي جاء إليها من التخصص والمثابرة ويعلم كلّ العلم ان في إمكانه ان يرتفع بالذائقة العامة او الشعبية الى مستوى أرقى! بل إن في إمكانه ان يوفّق بين الاتجاه الشعبي والاتجاه الفني الرفيع لو هو شاء ولو هو بذل بعض الجهد والتضحية. انتهى استديو الفن، المواهب قليلة لكنّ الوجوه الجديدة كثيرة ومعظمها سينتقل الى "نهر الفنون" والمطاعم الأخرى والنوادي... وجميع هؤلاء نالوا رضا الدكتور وليد غلمية ونضال الأشقر ووليد عوني وسواهم من "الحكّام" الذين يحتاج بعضهم الى لجنة تحكيم! المطلوب الآن من سيمون اسمر ان يفاجئ جمهوره التلفزيوني الكبير ببرنامج فني حقيقي يصالح هذا الجمهور مع الفن، غناء وطرباً وموسيقى... المطلوب من سيمون اسمر ان يطل ببرنامج فني آخر يعيد الى ذاكرة الجمهور الأغنية الحقيقية واللحن الحقيقي والقصيدة الحقيقية. برنامج يطل فيه فقط النجوم الحقيقيون والوجوه الحقيقية! اما صيغة هذا البرنامج فسيمون اسمر هو اعلم بما يجب ان تكون عليه! يكفيه ان يستعيد "ذاكرته" الأولى وذائقته الخاصة ويقف وقفة ضمير!