أثار الإعلان عن توصل الدكتور احمد مسعود، استاذ الجهاز الهضمي والكبد والأمراض المتوطنة في كلية الطب في جامعة الأزهر الى صنع دواء فاعل لمعالجة مرض البلهارسيا اهتمام الأوساط العلمية والصحية. "الحياة" قابلت مسعود الذي بادر الى القول ان دواءه هو تتويج لرحلة مضنية من البحث استمرت اكثر من 20 عاماً. وهناك نحو 200 مليون إنسان معرضين للإصابة بهذا المرض في العالم، إذ أنه يستوطن 76 دولة. وللعقار الجديد فاعلية غير مسبوقة في علاج المرض من دون مضاعفات جانبية وتصل نسبة نجاحها الى اكثر من 95 في المئة، ويخفف من تأثير المضاعفات المزمنة لمرض البلهارسيا التي تصل الى تليف الكبد ودوالي المريء واورام الكبد والقولون والجهاز البولي والتناسلي. والعقار الجديد مستخلص من نبات برّي يسمى "كوموفورا مولمول" الذي يزرع في الصومال وكان يستخدم في علاج "الدوزنتاريا". ووافقت وزارة الصحة المصرية على الدواء الجديد بعد أن شكلت لجاناً عدة لمتابعة نتائج الابحاث عن هذا الدواء ومنها "لجنة الرقابة على الدواء المستجد". وكذلك اعترفت به منظمة الصحة العالمية والاتحاد الاوروبي وأجازته هيئة الغذاء والدواء الأميركية. ورفض مسعود عرضاً بمليون دولار من إحدى شركات الدواء الأميركية لشراء حق تصنيع الدواء. وقرر اعطاءه لاحدى الشركات المصرية شرط ان يطرح بسعر يلائم المرضى البسطاء. ويكمن تفرد هذا العقار في كونه أيضاً يهاجم دورة حياة طفيل البلهارسيا داخل الانسان، في مراحلها كافة. ومن أهم مزاياه انه يضرب القواقع النهرية التي "تستضيف" البلهارسيا. والمعلوم ان الطفيلي يستكمل دورة حياته داخل القواقع التي تعيش في مياه الانهار. ثم يخرج منها في شكله المعدي الذي يسمى "سركاريا"، ويدخل الى الجسم ليحدث المرض. ولان دواء مسعود يضرب القواقع، فإنه يسهم في الحد من انتشار البلهارسيا واصاباتها. وكذلك يقضي على طفيلي البلهارسيا في الجسم، و يمنع خروجه مع بول المريض اوبرازه. وتخدم هذه المزايا في التقليل من انتقال العدوى من المريض الى غيره. وأوضح ان اختبارات الدواء الجديد نفذتها مراكز بحث علمي مرموقة وشملت اكثر من سبعة آلاف مريض. واثبتت الابحاث انه آمن اماناً كاملاً وخال من السُميّة، وهي من المشكلات الكبيرة في ادوية البلهارسيا. كما أظهر الدواء فاعليته في القضاء على ديدان "الفاشيولا" أيضاً، التي تسبب مرضاً لا يقل خطورة عن البلهارسيا ويعتبر من الامراض التي تهدد المواشي. واجريت احدى التجارب في قرية في محافظة الدقهلية في شمال مصر يبلغ تعداد سكانها خمسة آلاف نسمة، وجميعهم مصابون بالبلهارسيا والفاشيولا. وبينت الفحوص شفاءهم نهائياً من كلا المرضين. ويأمل ان يصار الى الاهتمام بزرع نبات "الكوموفورا مولمول" في مصر، بعد ان ينتشر استعمال الدواء المصنوع منه.