الرباط، الجزائر - "الحياة"، أ ف ب - حذر الحزب الاشتراكي المغربي الذي يقوده رئيس الوزراء عبد الرحمن اليوسفي امس من اقدام مجلس الامن على تبني تقسيم الصحراء الغربية الذي طرح في تقرير الامين العام للامم المتحدة كوفي انان، مؤكدا ان مثل هذه الخطوة تزعزع الاستقرار في المنطقة. واكد المكتب السياسي للحزب الذي يقود الائتلاف الحكومي، في بيان نشر على الصفحة الاولى في صحيفة "الاتحاد الاشتراكي" الناطقة باسمه "ان خيار التقسيم، اذا ما تبناه مجلس الامن، سيسوق المنطقة الى حالة اللا استقرا"، معتبرا ان خيار التقسيم الذي نسبه الى الجزائر "سيفتح مسلسلا من التوتر قد يعصف بالجهود المبذولة لحد الان لاستتباب الامن". وقال البيان ان "هذا الخيار هو الذي سيجعل المستقبل قاتما"، في اشارة الى وصف انان لتقريره الاخير بانه "متشائم ولكنه واقعي". وعرض انان اربعة خيارات هي: استئناف الاتصالات بين الاطراف المعنية، واقدام مجلس الامن على فرض حل او التوصل الى اتفاق ينص على تقسيم الصحراء الغربية او اخيرا انسحاب الاممالمتحدة منها. واعرب المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي عن "امله في ان يمدد مجلس الامن مهمة بعثة الاممالمتحدة في الصحراء الغربية مينورسو بهدف مواصلة البحث في تطبيق الاتفاق - الاطار الحل الثالث الذي يعطي الصحراء حكما ذاتيا لخمس سنوات تحت السيادة المغربية وعدم فتح الملف على المستقبل القاتم والخطير". ورفضت الجزائر وجبهة "بوليساريو" الاتفاق - الاطار الذي وافقت عليه الرباط مع التحفظ. وكان انان مدد مهمة بعثة "مينورسو" التي تتخذ من العيون، كبرى مدن الصحراء، مقرا لها، حتى 30 نيسان ابريل 2002. واعتبر الحزب الاشتراكي "ان خيار التقسيم الذي روجت له الجزائر يكشف مرة اخرى الاطماع الاستراتيجية والتوسعية للجزائر التي تضرب بعرض الحائط ما كانت تدعيه من الدفاع عن مبدأ تقرير المصير". وكان المغرب جدد رفضه رسمياً أي نقاش لخيار تقسيم الصحراء. وأصدرت الخارجية المغربية أول من أمس بياناً تناولت فيه الموقف من الخيارات الأربعة التي تضمنها تقرير انان، ووصف البيان فكرة التقسيم بأنها "بالغة الخطورة حيال الاستقرار في المنطقة، واتهم السلطات الجزائرية بأنها من خلال اصرارها على احداث وادامة نزاع وتوتر مصطنع عرقلت بناء الأمن المغاربي واعاقت تطوره وحالت دون تحقيق التقارب بين شعوبه". لكن البيان التزم التعاون مع الأممالمتحدة ب"روح منفتحة" لتكريس "حل نهائي ودائم للخلاف الاقليمي" بين المغرب والجزائر على أساس احترام سيادة المغرب، في اشارة الى الحل السياسي الذي كان يرعاه بيكر. واكدت الجزائر الجمعة مجددا تمسكها بخطة السلام التي اعدتها الاممالمتحدة لحل قضية الصحراء الغربية، وذلك في رد على تقرير انان الذي عرض فيه الاربعاء الخيارات الاربعة لحل النزاع، كما افاد مصدر رسمي جزائري. الموقف الجزائري وكان ممثل الجزائر الدائم لدى الأممالمتحدة السفير عبد الله باعلي ابدى تقديره للتقرير الأخير الذي أصدره أنان عن الصحراء ومساهمة مبعوثه الخاص جيمس بيكر في ايجاد حل لها. وقال باعلي، في رسالة الى أعضاء مجلس الأمن، نشرت مساء الخميس، أن الجزائر "لا يسعها إلا أن تشيد بالواقعية والتبصر والموضوعية التي تحليا انان وبيكر بهما في تحرير التقرير وخلاصاته". وعتبر أن "المملكة المغربية تحتل بصفة غير قانونية الصحراء الغربية وبالتالي لا يمكنها التطلع إلى أي شرعية أو اعتراف دولي عدا الاعتراف بأنها قوة إحتلالية جاء تقرير الأمين العام ليذكر في فقرته 48 أنه إذا استحال تطبيق مخطط التسوية الذي وافق عليه طرفا النزاع، وهما المملكة المغربية والصحراء الغربية، وصادق عليه مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة وإذا واجه تنفيذه عراقيل جديدة مستقبلا فإن ذلك يرجع لكون المغرب لم يبد استعدادا للمضي قدما بمخطط التسوي". وأبدت الجزائر استعدادها لدراسة الاقتراحات المتعلقة بتقسيم الصحراء الغربية شرط أن "يتكفل كلية بالمصالح الوطنية المشروعة للشعب الصحراوي"، ودعت إلى تدخل الأممالمتحدة "بصفة حاسم" من أجل تسوية عادلة لقضية الصحراء حتى "تسمح بالعيش في سلام واستقرار ووئام ولمسار تشييد المغرب العربي باستئناف مجراه الطبيعي والتوصل إلى مراده الطبيعي المتمثل في اندماج كل شعوبه في كتلة منسجمة وموحدة ومزدهرة".