توقعت مصادر في الأممالمتحدة أن يكتفي مجلس الأمن الدولي، لدى درس تطورات قضية الصحراء الغربية مطلع الشهر المقبل، بتمديد فترة جديدة للبعثة الدولية "مينورسو" والتي تنتهي نهاية الشهر الجاري. وعزت ذلك إلى انشغال المجلس بتطورات الأزمة العراقية، وإلى ظهور بعض بوادر الانفراج بين المغرب والجزائر، وإلى صعوبة الاتفاق على أحد الخيارات الأربعة للحل في الصحراء والتي كان طرحها الأمين العام كوفي أنان الاستفتاء، الحكم الذاتي، التقسيم، الانسحاب الدولي من القضية. ومن المقرر أن يتوجه الموفد الدولي ويليام سوينغ، المكلف ملف الصحراء، في ختام زيارته للمغرب وموريتانيا والجزائر واتصالاته مع جبهة "بوليساريو" إلى نيويورك لإطلاع أنان وممثله جيمس بيكر على التطورات. وعزز الاتصال الهاتفي الذي أجراه العاهل المغربي الملك محمد السادس، قبل أيام، مع الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة حظوظ الانفراج في علاقات البلدين، وربما ساهم في معاودة تفعيل اتحاد المغرب العربي الذي تعتزم الجزائر استضافة قمته المؤجلة في مطلع العام المقبل. ورأت مصادر ديبلوماسية في اشارة البيان المغربي إلى أن الجانبين بحثا في "القضايا ذات الاهتمام المشترك"، تلميحاً إلى معاودة الحوار بينهما، خصوصاً أن رئيس الوزراء المغربي السيد ادريس جطو حرص على الاجتماع، في مراكش، مع الوزير المنتدب في الخارجية الجزائرية السيد عبدالقادر مساهل، على هامش المنتدى الدولي حول التنمية والديموقراطية. يذكر أن جطو زار الجزائر العام الماضي عندما كان وزيراً للداخلية، إثر الفيضانات التي عرفتها الجزائر التي ردت بمبادرة إنسانية للتضامن عقب الفيضانات الأخيرة في المغرب. مما أفسح في المجال أمام بداية حوار إنساني يرجح أن يتطور سياسياً. ويعتبر الاتصال الهاتفي بين الملك محمد السادس والرئيس بوتفليقة الأول من نوعه، بعد فشل محاولات عدة لعقد قمة بينهما. وكانت الزيارة الأخيرة التي قام بها الرئيس الجزائري للمغرب تمت في تموز يوليو 1999، إثر وفاة الملك الحسن الثاني. والتقى الزعيمان مرتين على هامش قمم عربية، لكن من دون حدوث انفراج واسع في العلاقات. وقالت مصادر ديبلوماسية إن الرباط تلقت في الفترة الأخيرة عروضاً من أطراف ثالثة للتوسط مع الجزائر لاحتواء الموقف، وان العروض نفسها طرحت على الجزائر، مما يحمل على الاعتقاد بأن الاتصالات الراهنة بين البلدين لها خلفيات سياسية أبعد من التضامن الإنساني، ويبدو أن معاودة الإدارة الأميركية طرح فكرة إقامة شراكة بين واشنطن وكل من المغرب والجزائر وتونس، دفعت في اتجاه التقارب، خصوصاً أن أميركا ترهن ذلك بسيادة الأمن والاستقرار في منطقة الشمال الافريقي.