توغلت قوات اسرائيلية في مناطق السلطة الفلسطينية، ودهمت مواقع لحرس الرئيس ياسر عرفات القوة 17، واعتقلت ستة من عناصره، في عملية هي الأولى من نوعها، وصفتها السلطة بأنها "خطف وقرصنة". في الوقت ذاته دعا وزير اسرائيلي خلال جلسة عقدتها أمس حكومة ارييل شارون الى قصف مقر عرفات، فيما أذيع ان شارون رفض مبادرة مصرية - أردنية ل"تخفيف حدة العنف" واستئناف المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين. راجع ص 4 وسيعرض الرئيس حسني مبارك المبادرة خلال لقائه الرئيس جورج بوش في البيت الأبيض، واستبق اللوبي الاسرائيلي في الولاياتالمتحدة القمة المصرية - الأميركية بحملة شرسة على دور مصر في المنطقة، متهماً اياها بعدم الضغط على عرفات لوقف الانتفاضة. وفي تبرير لعملية التوغل في مناطق السلطة، المعروفة بالمنطقة أ، بثت الاذاعة الاسرائيلية ان الدولة العبرية تتهم اجهزة الأمن الفلسطينية، خصوصاً "القوة 17" ب"التورط بأعمال عدائية ضد أهداف اسرائيلية". وأكدت ان بين الستة الذين اعتقلوا في العملية شمال رام الله أحد قادة القوة المكلفة حراسة عرفات، في حين شهدت جلسة الحكومة الاسرائيلية أمس ارتفاع أصوات الوزراء المتشددين وفي مقدمهم وزير السياحة رحبعام زئيفي ووزير البنى التحتية افيغدور ليبرمان ووزير الأمن الداخلي عوزي لنداو ووزير العمل شلومو بنزري المطالبة برد عسكري عنيف على العملية الانتحارية الفلسطينية. ودعا زئيفي الى قصف مقر الرئاسة في غزة، وقال شارون، رداً على الوزراء الذين انتقدوا سياسة حكومته: "ليس كل ما نقوم به من عمليات عسكرية نستعرضه في جلسات الحكومة والمطلوب من الوزراء دعم موقف الحكومة وتأكيد قوة الردع الاسرائيلية". الى ذلك قال الرئيس الفلسطيني أثناء لقائه أول من أمس نواب كتلة الجبهة الديموقراطية للسلام والمساواة ان شارون يتغاضى عن مبادرة مصرية - أردنية لاستئناف المفاوضات "تهدف الى التوصل الى سلام عادل وشامل وثابت". وأوضح بنود المبادرة الأساسية وهي: "إعادة الأمن الى الشعبين الفلسطيني والاسرائيلي بموجب اتفاق شرم الشيخ، وتنفيذ الاتفاقات الموقعة وعودة فورية الى التفاوض على الحل الدائم وفقاً لجدول زمني مفصل". وكانت "الحياة" انفردت الجمعة الماضي بنشر خبر المبادرة المصرية - الأردنية، ونقلت عن مصادر عربية ان فحوى المبادرة أبلغ الى الادارة الأميركية والاتحاد الأوروبي في 19 آذار مارس الماضي. ونشرت صحيفة "يديعوت احرونوت" أمس ما وصفته بالنص الحرفي، وهو يشمل أربعة محاور اساسية. مبارك في واشنطن الى ذلك، يبدأ الرئيس مبارك في واشنطن اليوم حملة ديبلوماسية لاصلاح ما أفسده رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون الأسبوع الماضي، أثناء زيارته العاصمة الأميركية، والذي انعكس من خلال تطور الموقف الأميركي من المواجهات الفلسطينية - الإسرائيلية ليضع اللوم على الطرف الفلسطيني ويصر على وقف الرئيس ياسر عرفات الانتفاضة. وعشية بدء محادثات مبارك مع المسؤولين الأميركيين، شن اللوبي الإسرائيلي حملة شرسة على مصر، ونشطت جماعات الضغط الإسرائيلية في الكونغرس للحد من تأثير محادثات مبارك على موقف إدارة الرئيس جورج بوش، خصوصاً بعدما أدرك الإسرائيليون أن محادثات وزير الخارجية المصري عمرو موسى مع نطيره الأميركي كولن باول تركت صدى ايجابياً، ممهدة الطريق لاجتماع مبارك - بوش. وعلمت "الحياة" أن الحملة الإسرائيلية تركز على اتهام مصر بعدم الضغط على عرفات لوقف الانتفاضة، لذلك طلب اللوبي الإسرائيلي من عدد من الشخصيات اليهودية الأميركية مقاطعة عدد من نشاطات الاحتفاء بالرئيس المصري. وأفادت مصادر ديبلوماسية أن شارون حاول أن يسمم العلاقات المصرية - الأميركية على كل المستويات التي تتعلق بالمنطقة وليس فقط ملف السلام، والنيل من الدور المصري وفعاليته بالنسبة إلى الموضوع العراقي والعلاقات العربية - العربية. وتعلق مصادر أميركية أهمية كبرى على لقاء مبارك - بوش لجهة شرح الموقف العربي، وتعتبره فرصة أساسية لشرح وجهة النظر العربية من الأحداث في المنطقة، وطرح الأوضاع بنظرة تختلف عن السرد الإسرائيلي الذي استمع إليه بوش من شارون. وذكرت المصادر أن التعبير عن وجهة نظر موحدة بين القاهرة وعمّان سيساهم في استعادة الموقف الأميركي توازنه، علماً أن الملك عبدالله الثاني سيزور الولاياتالمتحدة الشهر الجاري. وأوضحت مصادر أميركية أن باول ما زال غاضباً من اصرار عرفات على التصويت على مشروع قرار في مجلس الأمن لتأمين حماية دولية للفلسطينيين، وعدم قبوله انتظار نتائج المساعي الأوروبية للتوصل إلى حل وسط، مما أدى إلى استعمال واشنطن "الفيتو". وتوقعت المصادر أن يدعو الرئيس المصري إدارة بوش إلى الانخراط مجدداً في ملف السلام وعدم الاكتفاء بدعوة الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي إلى الاتفاق في ما بينهما، مكررة أن الإدارة مستعدة لأن "تساعد ولكن لن تصر"، بحسب تعبير باول.