غزة، القاهرة - "الحياة" - يعقد مجلس الأمن اليوم جلسة يخصصها للبحث في الأوضاع المتدهورة في الأراضي الفلسطينية، نتيجة استمرار الاعتداءات الاسرائيلية والصدامات، وسط غموض يكتنف الموقف الاميركي في المجلس، في حال أصر الجانب الفلسطيني على مطالبته بقرار يتبنى ارسال مراقبين دوليين الى المنطقة. لكن معلومات نشرت في اسرائيل امس أفادت ان الرئيس جورج بوش وعد رئيس الوزراء ارييل شارون باستخدام "الفيتو" ضد أي قرار يؤيد إرسال المراقبين أو يدين الدولة العبرية بسبب "الاغتيالات والجرائم" التي ترتكبها بحق الفلسطينيين. وكشف تقرير نشرته صحيفة "معاريف" ان واشنطن تعد "حزمة" اقتراحات شاملة لوقف النار، تتضمن خفض فترته من سبعة ايام الى يومين، وتبني الادارة الاميركية حلاً للوضع النهائي على أساس "دولتين مستقلتين لشعبين ضمن حدود آمنة". في الوقت ذاته نفت القاهرة علمها باقتراحات اميركية جديدة، مشددة على أهمية وجود مراقبين في الأراضي المحتلة. وكان اللافت امس ان حكومة شارون استبقت جلسة مجلس الأمن بتصعيد القصف الصاروخي على قطاع غزة، بعد ليل ساخن انتهى بتدمير مقر الأمن الفلسطيني في خان يونس، خلال هجمات صاروخية. واكد مصدر أمني ان طائرات هليكوبتر قصفت أمس موقعاً مماثلاً قرب البلدة ودمرته. جاء ذلك بعد ساعات على اعلان وزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيريز ان هناك قناة حوار "سرية" مع السلطة الفلسطينية، الأمر الذي نفاه صائب عريقات، فيما تحدث وزير الاعلام ياسر عبدربه عن "مجزرة يرتكبها جيش احتلال فاشي"، مندداً ب"ادعاءات بيريز عن نية الحوار". واعتبر أمين سر حركة "فتح" في الضفة الغربية مروان البرغوثي، ان مثل هذه الاتصالات ان وجدت "لا تخدم سوى شارون بانقاذه من ورطته"، داعياً الى "دعم الانتفاضة والمقاومة". وكتبت صحيفة "معاريف" امس ان الرئيس الاميركي قرر ان تستخدم الولاياتالمتحدة حق النقض الفيتو ضد أي مشروع قرار في مجلس الامن يندد باسرائيل بسبب "الاغتيالات والجرائم" التي ترتكبها بحق الشعب الفلسطيني، وضد اقتراح ارسال قوة مراقبين دوليين الى المنطقة. واضافت ان هذا القرار "نقل سراً الى رئيس الوزراء شارون، لكن الجانبين يحاولان عدم اعلان ذلك لتفادي ضغوط اضافية على البيت الأبيض". وأشارت الى ان الولاياتالمتحدة تعد منذ أيام "حزمة" اقتراحات شاملة لوقف النار بين اسرائيل والفلسطينيين، وان مصر تشارك في وضع بعض تفاصيل "الحزمة" وناقشها الدكتور اسامة الباز، المستشار السياسي للرئيس المصري خلال زيارته واشنطن الاسبوع الماضي. وجاء في تقرير "معاريف" ان "الحزمة" تقضي بأن "تواصل الولاياتالمتحدة دعم اسرائيل من دون تحفظات في الميدان الدولي، لكنها ستحاول اقناع شارون بالموافقة على خفض فترة وقف النار من سبعة ايام الى يومين او ثلاثة كحد اقصى، وفي الوقت ذاته ستعد واشنطن الفلسطينيين بأنهم سيتلقون خلال فترة بناء الثقة مساعدات أكثر من الاميركيين والاتحاد الاوروبي". وزادت الصحيفة ان جزءاً آخر من "الحزمة" يقصد منه اعطاء الرئيس ياسر عرفات "الافق السياسي" الذي يريده، ويرفض شارون اعطاءه اياه الى حين "توقف العنف والارهاب والتحريض تماما". وأكدت ان "مجمل الحزمة الذي يصاغ في واشنطن، يتضمن بيانا اميركيا يشرح كيفية تصور الادارة للترتيبات السياسية التي ستعقب فترة وقف النار. وسيوضح البيان، الذي ما زال في مراحله الأولية جداً من الصياغة، ان واشنطن تشير الى حل للوضع النهائي على اساس دولتين مستقلتين لشعبين ضمن حدود آمنة". وتابعت ان المسؤولين في واشنطن يعتقدون أن هذا الاقتراح سيساعد عرفات في ان يظهر لشعبه أنه حقق انجازاً سياسياً، لكن هذا التصور سيعفي شارون من مناقشة امور سياسية طالما لم يكن هناك وقف للنار. واكدت "معاريف" ان بيريز يعرف معظم التفاصيل التي تناقشها واشنطن، ووعد بالتحدث الى شارون لاقناعه بخفض ايام وقف النار السبعة، موضحة انه تحدث هاتفياً الى نظيره الاميركي كولن باول مساء السبت وناقشا الأفكار التي تصوغها الإدارة بمباركة مصرية.