قتل أمس أربعة إسرائيليين وانتحاريان فلسطينيان في هجومين منفصلين نفذ اولهما بعد الظهر قرب مستوطنة "معاليه ادوميم" اليهودية وسقط فيه انتحاري فلسطيني وشرطي إسرائيلي وجرح شرطي آخر على مشارف القدسالشرقية، والثاني مساء قرب معبر "كيسوفيم" الذي يربط بين قطاع غزة التابع للسلطة الفلسطينية والاراضي الاسرائيلية، وسقط فيه جنديان ومستوطنة يهودية واصيب رابع بجروح في هجوم شنه فلسطيني عمد بعد ذلك الى قتل نفسه، وفق ما افاد مصدر مقرب من المستوطنين والتلفزيون الاسرائيلي. وبذلك يرتفع عدد القتلى الاسرائيليين منذ الخميس الماضي الى 11 معظمهم من العسكريين. وترأس رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون مساء أمس اجتماعاً أمنياً حضره عدد من كبار الضباط. وفيما تواصلت انتقادات المحللين والمعلقين واقطاب اليسار واليمين في اسرائيل لسياسات شارون لعدم تحقيقها الامن للاسرائيليين، قوبلت تصريحات الأمير عبدالله بن عبد العزيز ولي العهد السعودي لصحيفة "نيويورك تايمز" حول تطبيع العرب العلاقات مع اسرائيل في حال انسحابها من الاراضي الفلسطينية بترحيب من الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات والامين العام للجامعة العربية عمرو موسى. راجع ص4 وقال عرفات في حديث لوكالة الانباء الفلسطينية الرسمية وفا ان "التصريحات والمواقف السياسية المهمة التي ادلى بها سمو الأمير عبدالله ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء السعودي الى صحيفة نيويورك تايمز تشكل تعزيزاً ودعماً لجهود السلام من أجل قيام السلام العادل والدائم والذي يضمن قيام دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشريف ويحقق الأمن لدولة وشعب اسرائيل". ومن جهته، قال موسى تعقيباً على ما صرح به ولي العهد السعودي بشأن علاقات عادية بين العرب واسرائيل اذا ما انسحبت من كل الأراضي العربية والقدس إنه "ليس هناك تراجع عربي وكلام الأمير عبدالله واضح في هذا الشأن ورسالة يجب أن تؤخذ في الاعتبار وهي ان المعوقات التي تؤخر الوصول الى سلام معظمها من اسرائيل ويجب الانتهاء من هذا الوضع اذا أريد للسلام أن يستتب". ومع ارتفاع الأصوات في اسرائيل عن قرب انتهاء ولاية حكومة أرييل شارون، كشفت مصادر اسرائيلية ان وزير الدفاع الاسرائيلي زعيم حزب العمل الاسرائيلي بنيامين بن اليعيزر يعكف بصورة مشتركة مع مسؤولين فلسطينيين على بلورة "وثيقة سياسية" سيتضمنها البرنامج الانتخابي لحزب العمل في الانتخابات المقبلة. وذكرت صحيفة "يديعوت احرونوت" العبرية على موقعها في الانترنت نقلاً عن مصادر فلسطينية ان بن اليعيزر يعقد منذ وقت طويل لقاءات "شبه يومية" مع مسؤولين فلسطينيين من بينهم محمد رشيد خالد سلام المستشار الاقتصادي للرئيس الفلسطيني بمعرفة عرفات وموافقته. وزادت ان بن اليعيزر يعمل على بلورة وثيقة سياسية تكون بمثابة مسودة اتفاق تظهر ضمن برنامج حزب العمل الذي سيعرض خلال الانتخابات المقبلة. وقالت الصحيفة إن بن اليعيزر أبلغ المجتمعين معه بان الانتخابات المقبلة ستكون في تشرين الثاني نوفمبر المقبل. ونقلت الصحيفة عن مكتب بن اليعيزر القول إن الاخير تربطه روابط منذ سنوات مع رشيد وانهما يلتقيان كل عدة اشهر وان هذه اللقاءات ذات طابع شخصي نافياً أن يكون هناك عمل مشترك حول أي وثيقة سياسية. وكان بن اليعيزر أجرى محادثات منفصلة مع أركان الادارة الاميركية في مطلع الشهر الجاري تزامنت مع محادثات موازية أجراها شارون في البيت الابيض. وانتقد وزير الدفاع الإسرائيلي في حينها شارون، وادعى ان الأخير حاول "تخريب" زيارته بصفته الزعيم الجديد لحزب العمل عندما جعل موعد زيارته إلى واشنطن يترافق مع زيارة بن اليعيزر المقررة سابقاً. وتعرض شارون خلال الايام الماضية الى موجة من الانتقادات على اكثر من صعيد لعدم توفير "الأمن" للإسرائيليين خلال سنة من حكمه رغم قطعه الوعود لناخبيه بتوفيره خلال 100 يوم. وثارت ثائرة وزراء اليمين خلال جلسة للمجلس الوزاري الاسرائيلي المصغر للشؤون الامنية ليل الاحد لعدم اتخاذه قرارات بالرد على سلسلة العمليات النوعية التي هزت المؤسسة الامنية الاسرائيلية وأحدثت صدعاً في قوة "الردع" الاسرائيلية حسب وصف الاسرائيليين أنفسهم.