نفى مسؤولون فلسطينيون في مقدمهم الرئيس ياسر عرفات حدوث أي اتصالات بينهم وبين اسرائيل بشأن احتمال انسحاب قوات الاحتلال الاسرائيلي من احدى مدن الضفة الغربية التي اعيد احتلالها اخيراً والتي يمكن ان تكون مدينة الخليل بحسب تصريحات ادلى بها امس وزير الدفاع الاسرائيلي بنيامين بن اليعيزر. واعتبر مراقبون اسرائيليون ان تصريح بن اليعيزر هدفه الايحاء بأن اسرائيل تقدم "تنازلات" للفلسطينيين وذلك خلال وجود رئيس وزرائها ارييل شارون في واشنطن. رام اللهالضفة الغربية، القدسالمحتلة، الناصرة - "الحياة"، رويترز - قال الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات امس انه لم تحدث اية اتصالات مع الجانب الاسرائيلي حول انسحاب محتمل من مدينة فلسطينية في الايام المقبلة. ومضى يقول: "اتمنى ان تكون الخليل بعد بيت لحم مباشرة". وكانت اسرائيل سحبت دباباتها وقواتها من بيت لحم يوم 20 آب اغسطس في اطار اتفاق يطلب من الشرطة الفلسطينية المحلية استعادة الامن بقمع النشطين في المدينة. وجاءت تصريحات عرفات للصحافيين بعد لقائه وفداً أميركياً من الكنيسة المشيخية وكانت تعقيباً على ما قاله وزير الدفاع الاسرائيلي بنيامين بن اليعيزر عن ان اسرائيل تبحث سحب قواتها بحلول مطلع الاسبوع من مدينة في الضفة الغربية اعادت القوات الاسرائيلية احتلالها بعد موجة تفجيرات. واشار بن اليعيزر ان المدينة التي يشملها الانسحاب المقبل يمكن ان تكون الخليل. واتهم عرفات رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون الذي توجه امس الى واشنطن للاجتماع بالرئيس الاميركي جورج بوش بأنه يحاول التخلص من عملية السلام مع الفلسطينيين. وقال للصحافيين: "عملية السلام لا يستطيع احد ان يقتلها فهي إرادة العالم كله. فهذه ارض مقدسة للمسلمين والمسيحيين واليهود". وقال بن اليعيزر لاذاعة الجيش الاسرائيلي اثناء زيارة رسمية لباريس: "نجري محادثات الآن بشأن توسيع منطقة الانسحاب من بيت لحم أولاً إلى كل يهودا جنوبالضفة الغربية أولاً". واضاف: "نجري محادثات مكثفة حول هذه المسألة". وأعرب عن أمله بحدوث ذلك بحلول مطلع الاسبوع "اذا سمحت الظروف الميدانية". وتحل خطة "يهودا أولاً" اي جنوبالضفة الغربية محل خطة "بيت لحم وغزة أولاً" التي اقترحها أيضاً بن اليعيزر والتي اقتضت في حينه الانسحاب من الخليل ايضاً لولا رضوخ بن اليعيزر للتكتل اليميني في الحكومة الذي طالب بارجاء الانسحاب من هذه المدينة الى ما بعد الاعياد اليهودية لتمكين آلاف المستوطنين من الاحتفال في قلب المدينة. وزعم وزير الدفاع الاسرائيلي انه كان ينوي الانسحاب من المدينة قبل شهر لكنه ارجأ ذلك في اعقاب تجدد الاعمال الاستشهادية داخل اسرائيل. ونفى كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات وجود محادثات مع السلطة الفلسطينية في هذه المسألة. وقال ل"رويترز" ان الانسحاب كان يجب ان يحدث منذ فترة طويلة. كذلك نفى نبيل ابو ردينة مستشار الرئيس الفلسطيني أمس وجود أية اتصالات سياسية او غير سياسية بين الفلسطينيين والاسرائيليين، وقال: "حتى هذه اللحظة لا توجد أي اتصالات مع الجانب الاسرائيلي". وقال ابو ردينة ان تصريحات بن اليعيزر "للاستهلاك المحلي" وتهدف للايحاء بأن هناك استعداداً إسرائيلياً للتحرك. وقال بن اليعيزر: "اذا كان الوضع الحالي يسمح لاسرائيل بالانسحاب من الخليل فساشجع ذلك بالتأكيد". وأضاف: "انسحبنا من بيت لحم بالفعل. وافترض ان الخليل وبيت لحم ستنضمان لمنطقة اريحا الخالية من القوات الاسرائيلية". ونفى بن اليعيزر في حديث للاذاعة الرسمية أي صلة للجيش او الاجهزة الامنية الاسرائيلية باغتيال الناشط في كتائب شهداء الاقصى محمد عبيات. لكن وسائل الاعلام العبرية نقلت عن مسؤولين عسكريين كبار ان اغتيال محمد عبيات نجم عن خطأ في التشخيص وان المستهدف كان ناصر عبيات. وزاد هؤلاء ان جهاز الأمن العام شاباك هو الذي خطط للعملية وتلقى المصادقة عليها من المستوى السياسي. ونقل قريبون من بن اليعيزر انه فوجئ مع وصوله الى العاصمة الفرنسية بنبأ اغتيال محمد عبيات وشعر بحرج بالغ أمام مضيفيه.