واشنطن، الخرطوم - رويترز، أ ف ب - أكدت الولاياتالمتحدة انها تشعر بغضب شديد لقصف طائرات سلاح الجو السوداني قرية في جنوب البلاد في انتهاك لوعد قدم الى المبعوث الاميركي الخاص للسلام في السودان جون دانفورث. واحتجت الاممالمتحدة رسميا أمس الاربعاء لدى الحكومة السودانية على الغارات الجوية الاخيرة على القرية الجنوبية. وقال ناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية: "هذا الهجوم المروع والاحمق يشير الى استمرار استهداف المدنيين والعمليات الانسانية عمدا". وتابع أن "الولاياتالمتحدة غاضبة جدا. انهم خرقوا وعدا قدمته الخرطوم الى المبعوث الاميركي الخاص لوقف قصف الاهداف المدنية لمدة اربعة اسابيع". وأضاف أن "الهجوم الذي وقع في اكيم يبرز اهمية حل هذه المشكلة في اقرب وقت ممكن وانشاء الية للتحقق لضمان منع تكرار هذا النوع من المآسي في المستقبل". واعلن برنامج الغذاء العالمي التابع للامم المتحدة ان الحادث وقع يوم الاثنين في بلدة اكيم في ولاية بحر الغزال الجنوبية حيث تقاتل قوات الحكومة المتمردين. واضاف ان طفلة في الثانية عشرة من العمر وطفلا آخر قتلا في الغارة التي اصيب فيها ايضا نحو 12 شخصا. وقالت الناطقة باسم البرنامج في جنيف كريستين بيرثيام ان قنبلتين من أصل ست قنابل اسقطها سلاح الجو السوداني فجرتا فوق القرية، مؤكدة أن "البرنامج يستنكر بشدة القصف الجوي الذي يتسبب في الموت والاصابات والذي وقع في وقت تجمع فيه السكان للحصول على المساعدات الغذائية". واضافت ان القصف حصل فور انتهاء طائرة تابعة للبرنامج من اسقاط مساعدات غذائية في المنطقة. وأعلنت السفارة السودانية في واشنطن ان مسؤولين في الخرطوم يحققون في الحادث المزعوم وانهم لم يتوصلوا الى شيء حتى أمس. وقال السفير خضر هارون في بيان: "من الواضح انه اذا كان هذا حدث فانه خطأ خطير ومأسوي، لكن ليس لدينا اي تأكيد حتى الان". وكان دانفورث زار السودان والدول المجاورة في كانون الثاني يناير الماضي وقال انه لم ير اي ضوء في نهاية النفق في الحرب الاهلية التي تعصف بجنوب السودان. وأكد "الجيش الشعبي لتحرير السودان" من جهته ان طائرات من طراز انطونوف قصفت مراكز في نيمني وكوش في ولاية اعالي النيل السبت والاحد ما ادى الى مقتل ثلاثة رجال دين وممرضة. من جهة أخرى، اعلنت الحكومة السودانية انها تعارض مشاركة قائد "الجيش الشعبي" جون قرنق في قمة افريقية مصغرة للسلام في السودان كما اقترحت مصر وكينيا. ونقلت وكالة الانباء السودانية الحكومية عن مستشار الرئيس السوداني للسلام غازي صلاح الدين العتباني ان الحكومة "لا تعارض التفاوض مع قرنق في حال اعتبر هذا الاخير قائدا متمردا وليس رئيس دولة". على صعيد آخر، اعلنت شركة سودانية للصيد البحري في الخرطوم امس ان "الجيش الشعبي" اطلق سراح عدد من صيادي الاسماك بعدما احتجزهم طيلة فترة ستة اشهر.