نيروبي - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - رفض زعيم "الجيش الشعبي لتحرير السودان" العقيد جون قرنق وقفاً شاملاً للنار أعلنته الحكومة السودانية أول من أمس في كل مناطق جنوب البلاد. ووصفت "الحركة الشعبية لتحرير السودان"، وهي الجناح السياسي ل"الجيش الشعبي" إعلان الخرطوم وقف النار بأنه خدعة، مؤكدة أنها تلتزم وقف النار على نحو محدود ولتسهيل الإمدادات الإنسانية في ولاية بحر الغزال فحسب. ولاحظ المراقبون أن الحكومة السودانية حققت مكسباً سياسياً من خلال إعلان وقف النار من جانب واحد، وأنها دفعت المتمردين إلى موقف دفاعي. وعقد قرنق أمس اجتماعات في نيروبي مع كبار مساعديه. وصرح ناطق باسمه ان الحكومة السودانية ستستغل أي وقف شامل للنار في الجنوب من أجل حشد قواتها ضد المعارضة في الشرق. وجاء إعلان الخرطوم في وقت تجري فيه الأممالمتحدة تحقيقاً في مزاعم باستخدام أسلحة كيماوية في غارات جوية في تموز يوليو الماضي على بلدتي لاينيا وكايا في أراض تخضع لسيطرة المتمردين. كما جاء عقب اتهام حركة التحرير الكونغولية بأن طائرات سودانية قتلت 528 شخصاً على الأقل عندما قصفت بلدتين على نهر الكونغو، وهو زعم يمكن أن يعرض للخطر اتفاق سلام في جمهورية الكونغو الديموقراطية. لكن وكالة "رويترز" نقلت عن السفير السوداني لدى جنوب افريقيا نفياً قاطعاً لهذه الأنباء. ونسبته إليه ان هذه الأنباء "ادعاءات قذرة... انها ملفقة". ومن دون موافقة "الجيش الشعبي" ما زال تحقيق وقف شامل للنار في جنوب السودان هدفاً بعيد المنال، لكن إعلان الحكومة يساعد شحنات المساعدات إلى المنطقة. وذكر قائمون على برنامج "شريان الحياة" التابع للأمم المتحدة ان توقيت وقف النار يرجع لمكالمة هاتفية بين وزير الخارجية السوداني مصطفى إسماعيل والمبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى السودان توم فرالسين. وحث فرالسين إسماعيل يوم الاثنين الماضي على تمديد وقف النار حتى موسم الحصاد في تشرين الأول اكتوبر، ووعد إسماعيل بالرد عليه بحلول الخامس من آب اغسطس. ونقلت وكالة "رويترز" شيريد سابرا عن منسق القطاع الجنوبي ل"شريان الحياة": "إننا نرحب بالتأكيد بإعلان الحكومة السودانية ونأمل في أن يحذو الجيش الشعبي لتحرير السودان حذوها". وقال سابرا: "تقويمنا هو ان الموقف الغذائي أفضل بكثير من العام الماضي. وإذا لم يقع عمل عدواني كبير من أي من الجانبين، فإن الحاجات لن تكون بأي حال مثل العام الماضي. لكن إذا حدث نزوح وقتال، فإن الموقف قد يتغير سريعاً".