أكد الأمين العام ل "حركة الضباط الأحرار" العراقية العميد الركن نجيب الصالحي ان لقاءاته مع المسؤولين الأميركيين تركز على "التغيير في العراق بشكل عام"، ونفى تطرق هذه اللقاءات الى "التفاصيل الفنية لعملية التغيير"، مستبعداً في الوقت نفسه "وجود خطة تفصيلية لهذا الغرض". وشدد في اتصال مع "الحياة" على انه "حتى لو وجدت هذه الخطة فسيحتفظ الأميركيون بتفاصيلها لأنفسهم"، مشيراً الى "ان البعض يطلق بالونات اختبارية، كقائمة الضباط ال 56". ولفت الصالحي الى ان "عملية تغيير النظام تهم كل العراقيين، وللجيش دور مهم فيها كما للمعارضة في الخارج". وأضاف ان "هناك معطيات تشير الى نية الاميركيين القيام بعمل عسكري كبير ضد نظام صدام بما في ذلك إمكان إرسال قوات برية كبيرة الى المنطقة خصوصاً بعدما اعتبرت ادارة الرئيس جورج بوش ان الوضع العراقي يشكل تهديداً للأمن القومي الأميركي". من جهته رفض رئيس أركان الجيش العراقي السابق الفريق الركن نزار الخزرجي في اتصال مع "الحياة" اللتعليق على الأنباء التي أشارت الى حصول "اتصالات" معه للعب دور في إطار الاستعدادات الأميركية للاطاحة بالنظام العراقي. الى ذلك، استبعد المدير السابق للمخابرات العسكرية العراقية اللواء وفيق السامرائي نجاح نظرية "كارزاي عراقي"، واعتبر ان "تشكيل حكومة موقتة في الخارج تنقل الى الداخل خطأ كبير لأنه سيسدي خدمة كبيرة للنظام العراقي إذ سيؤدي ذلك الى عملية التفاف خطيرة حول الرئيس صدام حسين تساعده على الاستمرار في الحكم". وقال في حديث الى "الحياة" أمس ان "الولاياتالمتحدة لم تبحث مع أي عسكري عراقي في الخارج خطة لاسقاط نظام صدام أو البحث في مرحلة ما بعد سقوطه". وأكد ان "لدى واشنطن رغبة في تغيير النظام العراقي لكن لا خطة محددة لتنفيذ ذلك، وقد يكون المدخل إصرارها على عودة المفتشين وتنفيذ بغداد القرارات الدولية". وأكد السامرائي ان الولاياتالمتحدة لم تبحث حتى الآن في أمر تشكيل قيادة من المعارضة العراقية لتسلم الحكم في بغداد، وقال ان "دور المعارضة في الخارج ينحصر في مجالي الاعلام والسياسة"، مشيراً الى ان "معهد واشنطن للدراسات الاستراتيجية يجري منذ ثلاث سنوات دراسات بشأن الوضع العراقي بعد سقوط النظام الحالي"، وان الاتصالات ركزت حتى الآن على "وضع القوات المسلحة في مرحلة ما بعد صدام"، ونفى علمه بأي قوائم أعدتها واشنطن لضباط عراقيين سابقين لاختيار "كارزاي عراقي"، ورأى ان "الذي يحكم العراق هو الذي يستطيع تحريك القوات المدرعة والأجهزة الخاصة والسيطرة على الأوضاع في البلاد". ووصف اللواء السامرائي سياسة الولاياتالمتحدة بشأن العراق بأنها "باتت واضحة جداً تتلخص بتوجيه ضغط شديد على النظام لارغامه على إعادة المفتشين، وإذا رفض فستوجه اليه ضربات جوية وصاروخية قوية جداً تصل الى حد زعزعة أركان النظام وتشجع قادة القوات المسلحة على التحرك بما يؤدي ربما الى الاطاحة به".