واشنطن، دبي - أ ف ب - يرجح خبراء اميركيون في اجهزة الاستخبارات ان يقوم مقربون من الرئيس العراقي صدام حسين بإطاحته قبل اي هجوم اميركي على العراق، فيما تطرح المعارضة العراقية سيناريوات متعددة يبدو بعضها متناقضاً. وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" في عددها الصادر أمس، نقلاً عن مسؤولين اميركيين كبار سابقين وحاليين، انه حيال التهديد الاميركي يجد المسؤولون العراقيون العسكريون والمدنيون أنفسهم أمام خيار بين خلافة صدام او الوقوع في الأسر او حتى الموت في المعارك. وتوقع ضابط سابق في وكالة الاستخبارات المركزية سي.اي.ايه ان "احداً سيتحرك وسيحصل ذلك". من جهة ثانية تطرح اشاعات متناقضة يروج لها معارضون عراقيون سيناريوات متعددة عن مصير صدام: هل يلقي الاميركيون القبض على الرئيس العراقي؟ هل يقدم على الانتحار؟ هل يشعل النار في آبار النفط العراقية؟ ام هل يستقيل؟ لكن هؤلاء المعارضين كانوا متفقين في ردهم على اسئلة وكالة الصحافة الفرنسية على "النهاية المحتومة" للرئيس العراقي المعروف بارادته الحديد وتعطشه غير المحدود للسلطة. وقال الشريف علي بن الحسين راعي الحركة الملكية الدستورية: "اذا شعر صدام بأن سقوط نظامه حتمي، فالاحتمال الاكبر هو ان يسلم نفسه للجيش الاميركي على ان يُقتل على ايدي العراقيين عندما تعم الفوضى وعدم السيطرة على الاوضاع في البلاد". اما العميد توفيق الياسري الناطق باسم "المجلس العسكري العراقي" فيؤكد "ان كل من يعرف صدام حسين جيداً يدرك انه لن يقبل بفكرة ترك العراق مهما كانت النتائج" وسيفضل "ان يقتل نفسه بدلاً من ترك" البلاد. وذكر الياسري انه "بعد رحيل شاه ايران الى منفاه عام 1979 قال الرئيس العراقي في حديث صحافي معلقاً: لماذا يحمل الرجل مسدسه؟ قبل ان يضيف: "نحن نعرف ان الرجل يحمل مسدسه ليستخدمه وقت الضرورة. وكان على الشاه ان يستخدم مسدسه ويقتل نفسه بدلاً من ان يوافق على ترك ايران". اما اللواء وفيق السامرائي الذي كان يشغل منصب رئاسة الاستخبارات العسكرية العراقية فيقول نقلاً عن "مصادر في الداخل" ان "صدام حسين اوعز للقيادة العسكرية باتخاذ التدابير اللازمة كتفجير آبار النفط في محافظتي البصرةجنوب وكركوك شمال في حال حصول الهجوم وتدهور الوضع العسكري"، موضحاً ان هذا الحريق "يهدف الى تعقيد عملية الرصد الجوي للاهداف العراقية حيث ستمنع السحب الدخانية السوداء الرؤية". ولم يستبعد الشريف علي بن الحسين مثل هذا السيناريو، مشيراً الى ان "التجربة اثبتت ان صدام قادر على ارتكاب عمل بهذه الفظاعة" في اشارة الى الحرائق الضخمة التي اشعلتها القوات العراقية لدى انسحابها سنة 1991 في 727 بئراً نفطية كويتية. ويؤكد البير يلدا أحد أعضاء "التحالف الوطني العراقي": "نحن نعرف ان صدام شيطاني وانه بامكانه فعل اي شيء للبقاء في الحكم". وبحسب اليكس ستانديش رئيس تحرير الدورية المتخصصة "جينز انتليجانس ريفيو" فان مثل هذا العمل "سيكون له هدف مزدوج يتمثل في جعل اصابة بعض المواقع الاستراتيجية بالغة الصعوبة والتسبب في اضرار فادحة للصناعة النفطية والبيئة في المنطقة". اما بالنسبة الى مشعان الجبوري رئيس حزب الوطن العراقي، الذي يتخذ من دمشق مقراً، فان كل ذلك "كلام سخيف وغير منطقي". ويقول: "ليس امام صدام حسين من خيار سوى الاستقالة في اللحظة الاخيرة لقلب الطاولة على الكل وتجنب الضربة الاميركية"، مضيفاً "اعتقد ان صدام سيسلم السلطة الى مجموعة من الشخصيات من المعارضة في الخارج والداخل ممن يعرف عنهم مواقفهم الوطنية ... والذين لهم علاقات جيدة مع الاميركيين والبريطانيين ودول الجوار"، مشيراً الى ان بين هذه الشخصيات مسعود بارزاني زعيم الحزب الديموقراطي الكردستاني والفريق نزار الخزرجي قائد اركان الجيش العراقي السابق اللاجىء في الدنمارك منذ 1999 والزعيم الشيعي جواد الخالصي، ولفت الجبوري الى "ان ذلك يستدعي بالطبع تنظيم انتخابات ديموقراطية وتفتيش خبراء الاممالمتحدة من دون شروط المواقع العراقية" المشتبه باحتوائها اسلحة دمار شامل. ويؤكد الجبوري "هكذا فقط سيكون بإمكان صدام النفاذ بجلده وتجنيب العراق هجوماً اميركياً".