اروشا تنزانيا - رويترز - وقعت الحكومة الموقتة في بوروندي اتفاقاً لوقف اطلاق النار مع احدى جماعتين رئيسيتين للمتمردين، في محاولة لانهاء حرب اهلية تعصف بالبلاد منذ تسع سنوات، فيما حض زعماء افارقة جماعة المتمردين الاخرى على وقف القتال او مواجهة عقوبات. وقال الرئيس الاوغندي يويري موسيفيني الذي يترأس عملية للسلام في بوروندي بعد توقيع الاتفاق اثناء قمة افريقية في تنزانيا امس: "اننا على وشك فرض مجموعة من العقوبات القوية التي ستمنعهم من القتال". وفي ختام القمة في مدينة اروشا شمال تنزانيا، صافح رئيس حكومة بوروندي الموقتة بيار بويويا زعيم جماعة المتمردين المعروفة باسم قوات حماية الديموقراطية بيار نكوروزينزا، بعدما وقعا اتفاق وقف اطلاق النار. وقال بيان للقمة ان قوات حماية الديموقراطية ستصبح حزباً سياسياً وانها ستشارك ايضاً في "ترتيبات اقتسام السلطة في الحكومة الانتقالية"، بعد مناقشات بين الحكومة والجماعة في شأن كيفية التنفيذ. وجاء توقيع وقف اطلاق النار بعد اشهر من المساومات على بنود هدنة لانهاء حرب قتل فيها نحو 300 ألف شخص في تلك الدولة الصغيرة الواقعة في وسط افريقيا. وتدور الحرب الاهلية في بوروندي بين متمردين ينتمون الى قبائل الهوتو التي تشكل غالبية سكان البلاد وبين الجيش الذي تنتمي قياداته الى قبائل التوتسي. وفي العام الماضي، اعلن عن حكومة لاقتسام السلطة بين الهوتو والتوتسي بهدف قيادة البلاد نحو المصالحة والديموقراطية. لكن لم تتمكن الحكومة من توقيع اتفاق لوقف اطلاق النار مع اي من جماعتي المتمردين. ولم توجه الدعوة الى الجماعة الاخرى التي تعرف باسم قوات التحرير الوطني لحضور القمة لأنها رفضت الاجتماع مع بويويا في محادثات سابقة في العاصمة التنزانية دار السلام. وكان زعماء جنوب افريقيا واوغندا واثيوبيا وتنزانيا وصلوا الى اروشا يوم الاحد الماضي، في مسعى اخير لضمان اتفاق لوقف اطلاق النار بين الحكومة ومتمردي جماعة قوات حماية الديموقراطية. وغادر رئيس الوزراء الاثيوبي ملس زيناوي اروشا الاحد، فيما غادرها رئيس جنوب افريقا ثابو مبيكي والرئيس التنزاني بنجامين مكابا اول من امس. وعلى رغم ان التوتسي يشكلون اقلية في بوروندي فانهم يسيطرون على الحكومة والجيش منذ استقلال البلاد عن بلجيكا في عام 1962. وخطة المصالحة التي تنفذ على ثلاث سنوات والتي اعلنت في تشرين الثاني نوفمبر 2001، حولت ادارة بوروندي التي يهيمن عليها التوتسي الى حكومة موقتة لتقاسم السلطة بين الهوتو والتوتسي، مع هدف نهائي هو اجراء انتخابات ديموقراطية. وتقضي الخطة بأن يبقى بويويا وهو من التوتسي في السلطة لثمانية عشر شهراً قبل ان يحل محله نائب للرئيس من الهوتو يترأس الحكومة الانتقالية في الاشهر الثمانية عشر الباقية.