وقعت حكومة بوروندي المؤقتة في ساعة مبكرة من صباح أمس الثلاثاء اتفاقا لوقف اطلاق النار مع احدى جماعتين رئيسيتين للمتمردين في محاولة لانهاء حرب اهلية تعصف بالبلاد منذ تسع سنوات فيما حث زعماء افارقة جماعة المتمردين الاخرى على وقف القتال او مواجهة عقوبات. وقال الرئيس الاوغندي يويري موسيفيني الذي يرأس عملية للسلام في بوروندي بعد توقيع الاتفاق اثناء قمة افريقية اننا على وشك فرض مجموعة من العقوبات القوية التي ستمنعهم من القتال. وفي حفل في ختام قمة افريقية في مدينة اروشا بشمال تنزانيا صافح بيير بويويا رئيس حكومة بوروندي المؤقتة بيير نكوروزينزا زعيم جماعة المتمردين المعروفة باسم قوات حماية الديمقراطية بعد ان وقعا اتفاق وقف اطلاق النار. وقال بيان للقمة ان قوات حماية الديمقراطية ستصبح حزبا سياسيا وانها ستشارك ايضا في ترتيبات اقتسام السلطة للحكومة الانتقالية بعد مناقشات بين الحكومة والجماعة بشأن كيفية التنفيذ. وتم توقيع وقف اطلاق النار بعد اشهر من المساومات على بنود هدنة لانهاء حرب قتل فيها نحو 300 ألف شخص في تلك الدولة الصغيرة الواقعة في وسط افريقيا.وتدور الحرب الاهلية في بروندي بين متمردين ينتمون الى قبائل الهوتو التي تشكل غالبية سكان البلاد وبين الجيش الذي تنتمي قياداته الى قبائل التوتسي. وفي العام الماضي اعلن عن تشكيل حكومة لاقتسام السلطة بين الهوتو والتوتسي بهدف قيادة البلاد نحو المصالحة والديمقراطية.لكن حتى انعقاد هذه القمة الافريقية في اروشا لم تتمكن الحكومة من توقيع اتفاق لوقف اطلاق النار مع اي من جماعتي المتمردين. والجماعة الاخرى تعرف باسم قوات التحرير الوطني. ولم توجه الدعوة الى قوات التحرير الوطني لحضور القمة لانها رفضت الاجتماع مع بويويا في محادثات سابقة في العاصمة التنزانية دار السلام. وحث موسيفيني مقاتلي جماعة قوات التحرير الوطني على القاء اسلحتهم قائلا اناشد قوات التحرير الوطني وقف القتال. المنطقة لن تسمح به. انه شيء مرفوض. اذا لم يفعلوا فاننا سنتخذ اجراءات ضدهم مشيرا الى العقوبات. وسئل موسيفيني عن طبيعة تلك العقوبات فقال سترون. وكان زعماء جنوب افريقيا واوغندا واثيوبيا وتنزانيا قد وصلوا الى اروشا يوم الاحد في مسعى اخير لضمان اتفاق لوقف اطلاق النار بين الحكومة ومتمردي جماعة قوات حماية الديمقراطية.وغادر رئيس الوزراء الاثيوبي ملس زيناوي اروشا يوم الاحد فيما غادرها رئيس جنوب افريقا ثابو مبيكي والرئيس التنزاني بنجامين مكابا امس الاول. وحضر حفل توقيع اتفاق وقف اطلاق النار الذي اقيم في اروشا بويويا ونكوروزينزا وموسيفيني وجاكوب زوما نائب رئيس جنوب افريقيا ومسؤولون تنزانيون. ورغم ان التوتسي يشكلون اقلية في بوروندي الا انهم يسيطرون على الحكومة والجيش منذ استقلال البلاد عن بلجيكا في عام 1962 .وخطة المصالحة التي تنفذ على ثلاث سنوات والتي اعلنت في نوفمبر2001 حولت ادارة بوروندي التي يهيمن عليها التوتسي الى حكومة مؤقتة لتقاسم السلطة بين الهوتو والتوتسي مع هدف نهائي لاجراء انتخابات ديمقراطية.وتقضي الخطة بان يبقى بويويا وهو من التوتسي في السلطة لثمانية عشر شهرا قبل ان يحل محله نائب للرئيس من الهوتو سيرأس الحكومة الانتقالية في الاشهر الثمانية عشر الباقية.