كشف رئيس المكتب السياسي ل"حركة المقاومة الاسلامية" حماس السيد خالد مشعل وجود "اتصالات بين ديبلوماسي أميركي وأحد رموز الحركة" لم يحدد تاريخها، مشيراً الى "أننا عبرنا عن موقفنا وقلنا للديبلوماسيين الاميركيين وللأوروبيين انه طالما هناك احتلال فستكون هناك مقاومة وان الباب الصحيح ان يرحل الاحتلال" و"ان المقاومة ستصل الى هدفها واذا ساعدتمونا هذا كسب لكم والا فأنتم الخاسرون". وقال: "ان الاوروبيين وصلوا الى قناعة بأنه لا يمكن انجاز تسوية في الساحة الفلسطينية من دون التفاهم أو طرق باب المقاومة الفلسطينية"، مضيفا ان "حماس عنوان كبير في المقاومة"، و"ان الاميركيين لديهم القناعة نفسها لكنهم يكابرون". وكان رئيس المكتب السياسي ل"حماس" يتحدث في لقاء محدود في مقر اقامته في العاصمة القطرية حضرته "الحياة" وعضو المكتب السياسي عزت الرشق وسامي خاطر. وكان الاردن ابعد الثلاثة الى قطر قبل سنوات، فيما عاد ابراهيم غوشه الى عمان على متن رحلة للخطوط القطرية. وحذر مشعل من "العدوان الاميركي المتوقع على العراق" واصفا هذه المعركة بأنها "ظالمة ومرفوضة ومدانة وتفتقر الى أدنى سبب منطقي". ورأى ان العدوان الاميركي المتوقع على بغداد ستكون له تداعيات على الساحة الفلسطينية، مضيفا انه سيؤدي الى "تأمين الكيان الصهيوني من أشكال الخطر كافة من خلال الضغط على الأمة ونزع بقية الأنياب"، كما انه يهدف الى "كسر المقاومة الفلسطينية واعطاء هامش لشارون لضربها في ظل انشغال العالم بالعراق، ثم دفع العرب الى قبول التسوية مع الاسرائيليين بالرؤية الاميركية". لكنه شدد على استمرار المقاومة التي ولدت "شعوراً لدى الاسرائيليين باستحالة القضاء عليها عبر الخيار العسكري الاسرائيلي". وأضاف: "ان هذا قد يدفع الاسرائيليين اما الى الانسحاب أو التفاوض مع طرف فلسطيني". وشدد على أن "العمليات على الأرض خاضعة للظرف الميداني". وفيما قال ان "حماس متمسكة بالحق الفلسطيني الكامل"، أضاف: "لكن لا مانع للحركة من قبول أي خطوة انجاز في حدود 67 كخطوة على الطريق"، مشيراً الى "ان الشيخ احمد ياسين الزعيم الروحي للحركة كان اعلن موافقته على هدنة". وقال: "لا اعتراض على أي جهد عربي في شأن حدود 1967 لكن رؤيتنا ثابتة حول كامل الحق الفلسطيني". وشرح مشعل رؤية "حماس" للحوار مع "فتح"، فقال "ان الحوار هو مقدمة لحوار شامل يضم كل القوى الفلسطينية"، مؤكدا "ان الاخوة المصريين يحاولون التمهيد لهذا الحوار عبر زيارات تقوم بها وفود فصائل فلسطينية الى القاهرة". وأوضح "ان هناك جولة حوار مقبلة لكن لم يتم تحديد موعد حتى الآن". وأفاد "اننا اتفقنا في القاهرة على ان تعقد لجنة تنسيق اجتماعا في غزة خلال الايام المقبلة، وان يجري حوار في الخارج بشكل دائم". وقال: "اننا متفائلون بأن الحوار سينجح"، مشددا على "ان الحوار لا يهدف الى أن تكون هناك مقاومة أو لا تكون بل كيف ندير المقاومة لا كيف نوقفها". وأضاف: "ان الجميع مستهدف" وكشف "انني في آخر اتصال مع الرئيس ياسر عرفات شجعته على الصمود"، وقال "ان الرجولة تقتضي من المتحالفين الوقوف الى جانب بعضهم". وسئل عن سبب اجراء الحكومة المصرية اتصالات مع "حماس"، فقال "ان المصريين يعرفون تعقيدات الخارطة الفلسطينية، وان ميزان القوى فيها قد تغير، وهذا هو سبب تعاملهم مع حمال والجهاد". وأضاف: "ان علاقتنا مع مصر ليست جديدة لكنها طفت الآن على السطح"، مؤكدا "ان المصريين حريصون على الموقف الفلسطيني الداخلي". وسئل هل هناك ضغوط مصرية على "حماس" لوقف العمليات، فقال: "المصريون يحاوروننا ولا يضغطون علينا ويناقشون العمليات الاستشهادية وغيرها ونحن مستمرون في الحوار ولا نقبل الضغوط". وأكد "ان الرؤية المصرية تطرح على الفصائل الفلسطينية امكان تحقيق نوع من الهدوء التهدئة من جانب الفصائل لتفويت الفرصة على الاسرائيليين والاميركيين "للحيلولة دون تنفيذ مخططاتهم". وقال: "زرت القاهرة قبل شهر والآن يوجد هناك الاخوان عماد العلمي واسامة حمدان حيث يتابعان التحضير للحوار الفلسطيني الداخلي والحوار مع مصر". وعن السيناريو الذي يتوقعه في حال توجيه ضربة اميركية للعراق، قال: "السيناريو يركز على الضغط على المقاومة في الخارج والضغط على سورية ولا نستبعد الضرب الجوي لمقار ومكاتب ومنازل، خصوصا في دمشق وربما بيروت ونحن مستعدون لكل الاحتمالات". واضاف: "اننا مطمئنون لصلابة الموقف السوري"، و"حماس موجودة في الداخل وقوتها في الداخل واذا ضُربت المكاتب فالمقاومة مستمرة". وسألته "الحياة" عن ابعاد التصعيد الاسرائيلي الحالي ضد سورية استناداً الى اتهامات بتهريب اسلحة دمار عراقية الى دمشق، فقال: "ان السيناريو يصب في اتجاهين بعد ضرب العراق، فالدور على سورية بعد العراق وربما ايضاً على السعودية ومصر. وثانياً فان الحملة هي احدى وسائل الضغط على سورية لاخراج المقاومة" من دمشق. وكشف انه "مورست على سورية طوال فترة المقاومة ضغوطاً لاخراجي وآخرين ورفضت سورية التي اكدت مشروعية حق اي فلسطيني في العمل من اجل قضيته". وبالنسبة الى محاولات ايجاد قيادة بديلة لعرفات، قال مشعل انه "لا مستقبل للكرزايات" على الارض الفلسطينية، وانه "على رغم اخطاء ابو عمار فان جماعة فتح يعذرونه لانه صاحب تاريخ وطني". واكد ان "الشارع الفلسطيني لن يقبل اي قيادة تأتي على ظهر دبابة اسرائيلية". وفي شأن تجديد الاتهامات الاميركية للدكتور موسى ابو مرزوق، قال مشعل ان اميركا تحرك كل مرة ملفاتها فهذه لعبة اميركية لن تصمد". ونفى ان تكون ايران اغلقت مكاتب لحركة "حماس"، وقال انه "لا دولة عربية او اسلامية غيّرت موقها تجاه الحر"ة باستثناء الاردن قبل فترة مضت". ووصف حال عضو المكتب السياسي ابراهيم غوشة الموجود حالياً في الاردن بانه في "وضع طيب لكن للاسف عوقب لانه دخل الاردن عنوة، حيث منعوه مرتين من اداء العمرة على رغم حصوله على تأشيرة الدخول".