أعلنت "حركة المقاومة الاسلامية" حماس في بيان ان اجهزة الامن الفلسطينية اعتقلت فجر امس الدكتور عبدالعزيز الرنتيسي أحد قياديي الحركة من منزله في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة. وأعربت الحركة عن "استنكارها لهذا الاعتقال الجائر ضد الرنتيسي والذي يجيئ في مرحلة هي الاحوج الى رص الصفوف والوقوف صفاً واحداً في مواجهة العدو الصهيوني وفي وقت تكشف فيه الولاياتالمتحدة الاميركية عن المزيد من وجهها القبيح وتكريس تحالفها مع العدو الصهيوني عبر التهديدات اليومية ضد شعبنا وأمتنا ومقدساتنا". وأوضح البيان: "ان مثل هذا الاعتقال وغيره من الممارسات لن تزيد حماس إلا تمسكاً بمواقفها الشرعية والثابتة من قضية فلسطين ومضيها في طريق الجهاد والمقاومة ضد العدو الصهيوني حتى تحرير كل فلسطين وعودة شعبنا الى أرضه ودياره التي هجر منها". وطالبت "حماس" السلطة الفلسطينية ب"الافراج الفوري عن الرنتيسي". وعبر الزعيم الروحي ل"حماس" الشيخ احمد ياسين عن "اسفه لاعتقال الرنتيسي" وقال انه "لا يعرف سبب اعتقاله". وأكد مصدر في الشرطة الفلسطينية اعتقال الرنتيسي، مشيراً الى ان السبب في ذلك "قيامه بتوجيه اتهامات كاذبة للسلطة الفلسطينية عبر وسائل الاعلام". وعلمت "الحياة" من مصادر مطلعة ان اعتقال الرنتيسي جاء بأمر من النائب العام لمحكمة أمن الدولة العليا المستشار خالد القدرة، الذي لم يتسنَ ل"الحياة" الحديث معه لسؤاله عن سبب اعتقال الرنتيسي. أبو شنب وقال عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" اسماعيل أبو شنب ل"الحياة إنه لا يوجد لدى الحركة أي معلومات حول أسباب اعتقال الرنتيسي، وأضاف: "ما زلنا بعيدين بأشواط عن حرية الرأي والتعبير، الأمر الذي يجد صداه على الأرض وعند الفعل، حيث يضيق صدر السلطة بها". وكان الرنتيسي شارك نهاية الاسبوع المنصرم في برنامج للحوار في إحدى المحطات الفضائية وجه خلاله انتقادات حادة للسلطة الفلسطينية ولعدد من المسؤولين فيها. وكانت السلطة الفلسطينية اطلقت الرنتيسي قبل اشهر عدة بعد اعتقاله في سجونها من دون محاكمة دام نحو 20 شهراً. غوشة من جهة اخرى توقع الناطق باسم "حماس" السيد ابراهيم غوشة الموجود في الدوحة مع ثلاثة آخرين من قيادة الحركة ابعدها الاردن الى قطر في وقت سابق ان "تقوم السلطة الفلسطينية باعتقالات اخرى عندما تظهر بوادر مفاوضات جديدة مع اسرائيل". وقال ل"الحياة" في اطار ادانته اعتقال الدكتور عبدالعزيز الرنتيسي: "اننا نتوقع ان تشن السلطة حملة اعتقالات واسعة ضد المعارضين لأي تنازل فلسطيني". وكشف ان السلطة الفلسطينية اعتقلت قبل خمسة ايام ان خمسة من الكوادر البارزة ل"حماس" في منطقة رام الله ورأى ان الاعتقالات المتوقعة مستقبلاً ستشمل "كل من يتمسك بالقدس كاملة، سواء من القوى الاسلامية او الوطنية او القومية". وفيما دعا غوشة السلطة الى الافراج بسرعة عن الرنتيسي لفت الى ان الاعتقال جاء بعد مشاركته في "برنامج اكثر من رأي" الذي بثته قناة "الجزيرة" الجمعة الماضي . وقال ان احد المتحدثين في البرنامج وزير فلسطيني معروف بعلاقته المتينة مع "الشاباك" جهاز المخابرات الاسرائيلي واضاف انه "معروف عن هذا الوزير انه يقدم تعهدات بالحصمة وهي احدى مواد البناء لانشاء المستوطنات الصهيونية" وشدد غوشة على ان اعتقال الرنتيسي "الذي قدم كل التضحيات في سبيل فلسطين التي احبها مدان ومرفوض". وسألته "الحياة" بعد وصوله الى الدوحة من سورية برفقة اعضاء المكتب السياسي ومن بينهم السيد خالد مشعل عن زيارة الوفد الى دمشق فقال انه "جرت لقاءات مع نائب الرئيس السوري السيد عبدالحليم خدام ووزير الخارجية السيد عبدالله الاحمر ووزير الاعلام عدنان عمران" كما تم "لقاء سياسي معمّق مع السيد علي اكبر ولايتي المستشار السياسي لقائد الثورة الايرانية ووزير الخارجية السابق". ووصف هذه اللقاءات بأنها كانت "ايجابية وتم تداول موضوع اجتماع كامب ديفيد ودور الدول العربية والاسلامية في دعم الشعب الفلسطيني في التمسك بأرضه كاملة في القدسوفلسطين ورفض اي تعويض او توطين للاجئين الفلسطينيين". واكد ان اللقاءات شهدت "تأكيدات سورية وايرانية ومن قادة حماس" في هذا الشأن وقال ان المسؤولين السوريين وولايتي شددوا "على ضرورة عودة اللاجئين الى ارضهم".