دعت موسكو أمس رجال الأعمال والمستثمرين السعوديين الى المساهمة معها والاستثمار في بناء خطوط أنابيب للغاز في وسط وشمال روسيا، على غرار خط الأنابيب الممتد الى بحر قزوين الذي شاركت عُمان في الاستثمار فيه وتنفيذه. قال وزير الطاقة، رئيس اتحاد منتجي النفط والغاز الروسي، يوري شافراتيك، عقب توقيع اتفاق إنشاء "مجلس الأعمال السعودي - الروسي" في الرياض، أمس الثلثاء، ان روسيا تشهد حالياً عملية خصخصة كبيرة لعدد كبير من قطاعاتها، وانها عملت في الأعوام العشرة الماضية على إعادة تطوير تقنيتها في مختلف القطاعات، خصوصاً النفط والغاز، ما يؤكد أهمية جذب رأس المال السعودي للاستثمار في روسيا أو بناء مشاريع مشتركة فيها أو في دولة ثالثة، خصوصاً في اوروبا الشرقية. ودعا في اجتماع عقده مع عدد من رجال الأعمال والمستثمرين السعوديين، الى السعي الى تثبيت سعر النفط عند 22 دولاراً للبرميل، مؤكداً أهمية التفاهم بين أعضاء منظمة "اوبك" حول هذا الأمر. وقال ان بلاده ستعمل مع السعودية على "تشكيل مجموعة قوية تحافظ على استقرار الأسعار". وأوضح انه ناقش مع وزير النفط السعودي، المهندس علي النعيمي، وضع أسعار النفط، وضرورة تشكيل مجموعة العمل، وبناء هياكل محددة تسعى الى المحافظة على استقرار الأسعار في الأسواق العالمية. وأكد شافراتيك أهمية التعاون بين روسيا والسعودية في مجال الاستثمار في قطاعي الطاقة والغاز، خصوصاً في دول اوروبا الشرقية التي يتوقع ان تشكل قوة اقتصادية مستهلِكة للطاقة في المستقبل القريب. وأشار الى ان توقيع اتفاق مجلس الأعمال بين البلدين "سيساهم في شكل كبير في دفع عملية التعاون" في مختلف المجالات، والعمل على بناء هياكل يتم من خلالها تطوير العلاقات الاقتصادية. ودعا الى التعاون بين البلدين في مجال المشاريع المشتركة في قطاعات الطاقة والزراعة والصناعة، خصوصاً صناعة الأنابيب والتكنولوجيا والطاقة الذرية والطاقة البسيطة وقطاع أنابيب الغاز، والعمل على إقامة مصانع مشتركة في قطاع تكرير البترول وتسويقه. وطالب الوزير الروسي بإزالة الصعوبات التي تعترض مجال الاستثمار في السعودية، مؤكداً أهمية الاصلاحات الاقتصادية في الاقتصاد السعودي. من جهته، قال الأمين العام لمجلس الغرف التجارية الصناعية السعودية، الدكتور فهد بن صالح السلطان، ان الاتفاق بين روسيا والسعودية لتأسيس مجلس الأعمال يعتبر "نقلة كبيرة لتعزيز التبادل التجاري وتوظيف واستثمار الميزات النسبية بين البلدين". الى ذلك، اكد رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية السعودية، رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية في الرياض، عبدالرحمن الجريسي، ضرورة توسيع قاعدة الشراكة "بحيث لا تقتصر على مجالات النفط والغاز"، بل تمتد الى القطاعات الصناعية والانتاجية كافة. يذكر ان الميزان التجاري بين البلدين يميل لصالح روسيا، حيث بلغ حجم الواردات السعودية من روسيا العام الماضي نحو 384 مليون ريال 102.4 مليون دولار، فيما بلغ حجم صادراتها الى روسيا في العام نفسه نحو 7.4 مليون ريال 1.9 مليون دولار.