واشنطن - رويترز، اف ب - أعلن رئيس الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ الاميركي ترنت لوت أمس، الاستقالة من منصبه في ظل حملة عليه، بعد ادلائه بتصريحات اعتبرت عنصرية أثارت جدلاً كبيراً. وجاء في بيان اصدره لوت: "لن اسعى الى البقاء رئيساً للغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ في الدورة ال108 اعتباراً من السادس من كانون الثاني يناير 2003"، مشيراً الى انه يعتزم البقاء عضواً في مجلس الشيوخ. وكان السناتور الاميركي ترنت لوت تعرض لانتقادات شديدة بسبب تصريحات مؤيدة للفصل العنصري ادلى بها اخيراً، منافسة قوية من السناتور الجمهوري بيل فريست في المعركة على زعامة الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ. واعلن فريست الذي يمثل ولاية تنيسي اول من امس، انه سينافس لوت. وحصل بسرعة على تأييد، فيما يحاول الجمهوريون انهاء نحو اسبوعين من الغضب العارم الذي قوض جهودهم لحشد تأييد لبرنامج الحزب المحافظ واجتذاب الاقليات. وتعهد البيت الابيض البقاء خارج المعركة على زعامة الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ. وينظر الى البيت الابيض على انه يؤيد فريست الذي ساعد حزبه الشهر الماضي على تحقيق السيطرة على المجلس، من خلال توليه منصب رئيس لجنة الحملة الانتخابية للجمهوريين في مجلس الشيوخ. ولم يصدر على الفور تعليق من لوت. لكنه كان صرح بأن زملاءه قبلوا اعتذاراته عن التصريحات التي وصفت بأنها تؤيد الفصل العنصري، وقال انه يعتقد انه سيتولى زعامة الغالبية عندما يجتمع الكونغرس الجديد في السابع من كانون الثاني يناير المقبل. وقال أحد مساعدي لوت ان لدى الاخير "سجلاً من الولاء والخبرة في رعاية برنامج الرئيس جورج بوش وتمريره في مجلس الشيوخ". وقالت مصادر في الحزب الجمهوري ان دون نيكلز مساعد زعيم الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ أصبح اول سناتور جمهوري يقترح علناً ان يبحث اعضاء الكونغرس في اطاحة لوت. واعلن السناتور جون وارنر الجمهوري عن ولاية فرجينيا والرئيس الجديد للجنة خدمات القوات المسلحة، تأييده لفريست. وعبر العضوان الجمهوريان في مجلس الشيوخ جورج الن فرجينيا وجيمس انهوفي اوكلاهوما عن موقفين مماثلين. وقال مستشار جمهوري لمجلس الشيوخ ان السناتور لينكولن تشافي الذي يمثل رود ايلاندز يزمع اقرار اختيار فريست زعيماً للغالبية. وكان صرح بأنه يود ان يرى لوت يتنحى. وأعلن سبعة اعضاء جمهوريون على الاقل انهم سيؤيدون لوت. ولم يكشف معظم الاعضاء الجمهوريين في مجلس الشيوخ البالغ عددهم 51 والذين يخططون لتحديد مصير لوت في السادس من كانون الثاني المقبل، عن مواقفهم. وبغض النظر عمن سيفوز بزعامة الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ، فان الجمهوريين سيواجهون سنة صعبة في المجلس حيث ادى الجدل الى حدوث انقسام في صفوف الحزب. ويحاول لوت 61 عاماً الذي يتزعم الكتلة الجمهورية في مجلس الشيوخ منذ عام 1996، البقاء في منصبه بعد الاتهام الذي وجه اليه نتيجة لتصريحاته في الخامس من الشهر الجاري، خلال عيد الميلاد المئة للسناتور الجمهوري المتقاعد ستورم ثيرموند. وقال لوت في حينه ان البلاد كانت ستصبح افضل لو كانت انتخبت ثيرموند رئيساً للولايات المتحدة في عام 1948 عندما خاض الانتخابات بصفته مؤيداً للفصل العنصري. وعلى رغم الاعتذارات العلنية المتكررة لم يتمكن لوت من اسكات الانتقادات الموجهة اليه من جبهات عدة، وكتاب اعمدة وزعماء للحقوق المدنية.