قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي فلسطينيين اثنين وجرحت أكثر من 23 آخرين، وهدمت ثلاثة منازل وجرفت أراضي زراعية واعتقلت عددا من الفلسطينيين وواصلت فرض الحصار والإغلاق في الضفة والقطاع. وقال وزير الاعلام والثقافة الفلسطيني ياسر عبد ربه امس ان توغل الجيش الاسرائيلي المتكرر في غزة وقتل المدنيين الفلسطينيين وهدم منازلهم يلاقي تشجيعا وغطاء من الولاياتالمتحدة. نسفت قوات الاحتلال الاسرائيلي ثلاثة منازل لشهداء ومطلوبين، وجرحت نحو 18 مواطناً، واعتقلت آخرين في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة خلال اجتياحها البلدة لمدة ساعتين انسحبت بعدهما دبابات الاحتلال وآلياته الستون فجر أمس. وكانت نحو 30 دبابة وآلية خرجت من مستوطنة "دوغيت" اليهودية الجاثمة فوق الأراضي الواقعة شمال غربي البلدة في اتجاه البلدة ومشروع بيت لاهيا الإسكاني، والتقت مع نحو 30 دبابة وآلية أخرى جاءت من المواقع العسكرية الواقعة غرب البلدة. وفرضت قوات الاحتلال سيطرتها على البلدة والمشروع وهو حي إسكاني أقامته سلطات الاحتلال في سنوات السبعينات لإسكان عائلات من لاجئي مخيم جباليا الذين هدمت قواتها منازلهم عنوة لتوسيع شوارع المخيم. وشرعت قوات الاحتلال بفرض نظام حظر التجول على البلدة والمخيم عبر مكبرات الصوت، وإطلاق النار من الرشاشات بكثافة، تساندها في ذلك طائرتان مروحيتان من نوع "أباتشي" اميركية الصنع، اللتين أطلقتا النار في كل الاتجاهات في محاولة لإرهاب السكان ومنع أي محاولة للتصدي لقوات الاحتلال. ومع ذلك، خرج عشرات المقاتلين من كتائب شهداء الأقصى فتح وكتائب القسام حماس وكتائب أبو علي مصطفى الجبهة الشعبية وسرايا القدس الجهاد الاسلامي وغيرها لملاقاتها، ودارت اشتباكات عنيفة بين الطرفين. وحاصرت قوات الاحتلال منازل ثلاثة مواطنين ومسجداً وسط البلدة وطلبت من المصلين المعتكفين في الأيام العشرة الأواخر من رمضان للعبادة، الخروج ووضع أيديهم فوق رؤوسهم. وأرغمت افراد عائلات الشهيد جهاد المصري الذي سقط في عملية فدائية قبل اشهر عدة، ومختار البلدة خالد حمودة، الذي تطارد قوات الاحتلال ابنه احمد منذ سنوات عدة، وهشام سالم ديب الناشط في حركة الجهاد الإسلامي الذي خطط للعملية الفدائية التي نفذت عام 96 في شارع ديزنغوف في تل أبيب وقتل 20 إسرائيليا وجرح 70 آخرين، على الخروج من منازلهم وزرعتها بالمتفجرات ودمرتها. وقال شهود من المنطقة ل"الحياة" إن قوات الاحتلال أرغمت عشرات من الأطفال والنساء والشيوخ على الخروج من المنازل الثلاثة وتم تفجيرها ما أدى إلى إلحاق أضرار بعدد من المنازل المجاورة. وتبين في ساعات صباح أمس في أعقاب انسحاب قوات الاحتلال ان منزل ديب نسف فوق رأس الكهل عاشور سالم ديب 70 عاماً، الذي يعاني من ضعف في السمع، وعثر على جثته تحت أنقاض المنزل شهيداً. وأعلنت مصادر طبية في مستشفى الشفاء بغزة استشهاد الكهل ديب والشاب محمد صالح النعراني الذي سقط برصاص قوات الاحتلال أثناء وجوده في سيارته عائداً إلى منزله أثناء انسحابها من البلدة. وأشارت المصادر ذاتها إلى أن 11 جريحا وصلوا إلى عدد من المستشفيات منها مستشفى العودة التابع لاتحاد لجان العمل الصحي في مخيم جباليا القريب، الذي وقفت الدبابات على مشارفه الشمالية. في غضون ذلك، أعلنت "كتائب الشهيد عز الدين القسام" الذراع العسكرية ل"حركة المقاومة الإسلامية" حماس مسؤوليتها عن "تفجير عبوة ناسفة جانبية شديدة الانفجار زنتها 70 كيلو غراما لدى مرور دبابة من نوع "ميركافا" أثناء اجتياح بلدة ومشروع بيت لاهيا". وأضافت في بيان حصلت "الحياة" على نسخة منه: "أكد راصدنا تفجير الدبابة وإعطابها وقد شوهدت آليات العدو وهي تقوم بسحبها". وافادت مصادر طبية فلسطينية ان مروحية اسرائيلية اطلقت امس صاروخين على سيارة في قطاع غزة ما ادى الى جرح احد الركاب وثلاثة فلسطينيين من المارة. ووقع الهجوم شرق مدينة غزة وتمكن ركاب السيارة من الخروج منها بسرعة قبل ان يدمرها الصاروخان اللذان اصابا اثنين من المارة. وقالت مصادر امنية فلسطينية ان ركاب السيارة ينتمون لحركة "حماس". واعتاد الجيش الاسرائيلي استخدام المروحيات القتالية في هذا النوع من الهجمات لتصفية الناشطين الفلسطينيين في المناطق الخارجة عن سيطرته. من جهة أخرى، أصيب ثلاثة فلسطينيين بجروح مختلفة في حي السلام جنوب شرقي مدينة رفح أقصى جنوب القطاع برصاص قوات الاحتلال التي توغلت في الحي في ساعة متقدمة من ليل السبت - الأحد. وقال شهود إن الآليات والجرافات العسكرية الإسرائيلية توغلت في الحي وشرعت في إطلاق النار عشوائيا وجرفت مساحات من الأراضي المزروعة بأشجار الزيتون. وفي رام الله رويترز، رأى وزير الاعلام والثقافة الفلسطيني ياسر عبد ربه امس ان توغل الجيش الاسرائيلي المتكرر في غزة وقتل المدنيين الفلسطينيين وهدم منازلهم يلاقي تشجيعا وغطاء من الولاياتالمتحدة. وقال عبد ربه: "هذه الحرب الذي يشنها شارون بقتل المدنيين وتدمير المنازل تلقى تشجيعا اميركيا. ومجرمو الحرب في اسرائيل يواصلون مجازرهم بتوفير الغطاء السياسي لهم". واضاف ان الغطاء السياسي هو خطة "خريطة الطريق" التي طرحتها الادارة الاميركية لاعادة عملية السلام في الشرق الاوسط لمسارها باعلان دولة فلسطينية موقتة الحدود في غضون ثلاثة اعوام. الى ذلك، أ ف ب، افادت مصادر الشرطة الاسرائيلية ان اجهزة الامن وضعت امس في حالة تأهب قصوى في القدس بسبب ورود معلومات حول احتمال حصول هجمات فلسطينية. واضافت المصادر نفسها ان قوات الامن نشرت تعزيزات وضاعفت دورياتها وحواجزها في العديد من شوارع القدسالشرقية. وصدرت اوامر الى العناصر الامنية لحماية تظاهرات لبعض الاجراء المضربين عن العمل كان من المقرر ان تجري امس في القدس، ولحماية احتفالات دينية اخرى. كما أمرت السلطات باغلاق ستاد المدينة والغاء مباراة في كرة القدم كانت مقررة امس خوفاً من هجمات محتملة. وحسب الاذاعة العامة فان اجهزة الامن تملك معلومات عن عمليات انتحارية محتملة كان يمكن ان تستهدف الستاد.