قضت محكمة كويتية أمس ببراءة الاسلامي جابر الجلاهمة من تهم التحريض على النظام العام وتأييد الارهاب، وأرجأت المحكمة النطق في قضية اسلامي آخر هو محمد المليفي الى 24 كانون الثاني يناير المقبل. وقال الجلاهمة ل"الحياة" انه احتجز على ذمة هذه القضية 36 يوماً، وان التحقيقات التي اجراها معه جهاز أمن الدولة "كانت قاسية وتركزت على قضايا ليست لها علاقة بالتهم الموجهة إليّ". وأضاف: "تعودنا على هذا الأمر منذ سنوات فكلما وقع حادث ما جُررنا الى التحقيق بلا مبرر". وكان الجلاهمة 44 سنة ألقى خطبة في التاسع من تشرين الأول اكتوبر الماضي خلال جنازة أنس الكندري وجاسم الهاجري وهما الشابان اللذان قتلا عند تنفيذهما هجوماً على الجنود الاميركيين المارينز في جزيرة فيلكا. واعتبرت السلطات ان هذه الخطبة كانت تأييداً للهجوم وتحريضاً على النظام العام وبثاً للفتنة فاعتقل وحقق معه لثمانية أيام في مقر جهاز أمن الدولة قبل عرضه على المحكمة التي جددت حبسه على ذمة التحقيق فمكث في السجن المركزي 28 يوماً قبل الافراج عنه بكفالة هو والمليفي، ثم اعتبرت المحكمة أمس ان لا دليل على صحة التهم فقضت ببراءته وأرجأت الحكم في حق المليفي الى الشهر المقبل. وقال الجلاهمة: "كنت واثقاً من بطلان التهم، فكل الذي قلته في الجنازة كان مواساة لأسرتي الشابين ورداً على من وصفهما بالارهابيين". وأشار الى ان رجال الأمن الذين حققوا معه "استخدموا الضغوط النفسية والجسدية ولم تكن اسئلتهم حول ما جرى في الجنازة بل على قضايا أمنية وحوادث لا علاقة لي بها". وكان الجلاهمة ناشطاً منذ الثمانينات ضمن ما يسمى في الكويت "مجموعة الجهاد" وهذه ليست تنظيماً محدداً بل اسم يطلق على الكويتيين الذين شاركوا في القتال في افغانستان ثم في التسعينات في البوسنة والشيشان. وغدت هذه المجموعة تشكل لائحة أمنية يكون افرادها هدفاً للمراقبة والاستدعاء والتحقيق كلما وقع حادث أمني خصوصاً بعد أحداث 11 أيلول سبتمبر. ويقول الجلاهمة انه حالياً رجل اعمال ويساهم في مجال الدعوة الاسلامية وليس له ارتباط بأي تنظيم، وكان اسمه تردد خلال التحقيقات مع آخر مجموعة اعتقلت من الاسلاميين في الكويت وتتألف من أربعة بدأت محاكمتهم الاثنين الماضي بتهم الارتباط بحكومة اجنبية الطالبان بصورة تضر المصالح الكويتية. ويرتبط احد المتهمين الأربعة وهو محمد المطيري بقرابة مع الجلاهمة اذ انه عديله، ولكن القضية المعروضة أمام محكمة الجنايات لا تتضمن أي اتهامات للجلاهمة بالتورط. اما محمد المليفي الذي يعمل في وزارة الأوقاف الكويتية فكان تحدث الى محطة "الجزيرة" عقب حادثة فيلكا فأظهر تعاطفه مع منفذي الهجوم ثم كتب ثلاث مقالات هاجم فيها الحكومة الكويتية ووزير الأوقاف فيها وجهاز أمن الدولة. وكان قبل ذلك بشهور اتصل بالمحطة نفسها وهاجم الحكومة على خلفية احتجاز مواطنين كويتيين في قاعدة "غوانتانامو"، وهو يواجه قضيتين في المحكمة بسبب ما سبق.