شهد "المارينز" الأميركيون في الكويت أمس مزيداً من الاصابات عندما انفجرت عبوة عسكرية من مخلفات مناورات سابقة في ميدان تدريب صحراوي وأصابت ثلاثة جنود بجراح متفاوتة. وكان التوتر الذي سببه الهجوم على "المارينز" في جزيرة فيلكا صباح الثلثاء سبباً في حادثة أخرى ليل الاربعاء شمال غربي العاصمة اذ اطلق جندي اميركي النار في اتجاه سيارة مدنية ظن ان راكبها يشهر سلاحاً على سيارة ال"هامر" التي يستقلها "المارينز"، ثم تبين ان الراكب انما كان يحمل هاتفه النقال ولم تقع اصابات في الحادثة. ونقلت وكالة "رويترز" عن مصدر أميركي ان واحداً من الجنود الثلاثة الذين جرحوا أمس اصابته خطيرة" وأن جندياً آخر اصابته "خطيرة جداً". في غضون ذلك توصلت سلطات الأمن الى مؤشرات الى وجود خطط عند متطرفين كويتيين لمهاجمة أهداف أميركية أخرى في البلاد، عند تفتيشها بيوتاً لشبان لأفراد ممن صاروا يسمون محلياً ب"مجموعة سليمان بوغيث". وقال مصدر أمني ل"الحياة" ان خرائط مؤشر عليها مواقع ومنازل ومدارس أميركية في ضواحي مدينة الكويت عثر عليها في منازل بعض من 35 شخصاً هم رهن التحقيق الآن في حادثة فيلكا. وتبين لدى فحص بعض أجهزة الكومبيوتر التي تم جمعها خلال عمليات الدهم وجود رسائل بالبريد الالكتروني متبادلة مع جهات محسوبة على تنظيم "القاعدة". وأوضح ان أهم المعتقلين هم أقرباء وأصدقاء لأنس الكندري وجاسم الهاجري اللذين قتلا في هجوم الثلثاء في فيلكا ومعظمهم من ضاحية "الرميثية" وفي الحي المجاور للمسجد الذي كان يؤم المصلين فيه قبل 11 أيلول سبتمبر 2001 سليمان بوغيث الناطق باسم "القاعدة". وكانت جنازة الكندري والهاجري أول من أمس شهدت خطابات من اسلاميين أيدوهما ووصفوهما بأنهما شهداء. وقال أحدهم وهو جابر الجلاهمة ل"الحياة" أمس انه ألقى خطبته خلال جنازة أنس الكندري وجاسم الهاجري دفاعاً عنهما "بعدما هاجمهما بعض الحضور ووصفهما بأنهما ارهابيان، فوقفت بعد الانتهاء من الدفن وقلت ان هذا الكلام لا يجوز بحق أنس وجاسم لأنهما عند ربهما الآن، وهما اجتهدا في أمر يرونه جهاداً فلم لا نعتبرهما شهيدين فإن نيتهما كانت الشهادة؟". وامتنع عن تحديد موقف محدد من الهجوم على المارينز في فيلكا، وقال: "تحديد الموقف يتم بعد دراسة شرعية متأنية ونظر في المسألة". وهاجم الجلاهمة بعض وسائل الاعلام المحلية خصوصاً الليبرالية و"أولئك الكويتيين الذين هم متأمركون أكثر من الأميركيين، ونحن نعلم أن الأميركيين انما جاؤوا الى الكويت من أجل مصالحهم ولتنفيذ مخططاتهم". وكانت صحيفتان كويتيتان انتقدتا السلطات الأمنية لأنها لم تعتقل الجلاهمة بعد خطبته في الجنازة. وأوضح الجلاهمة ان السلطات الأمنية لم تستجوبه و"إذا أرادوا التحقيق معي فانهم يتصلون بالهاتف وأنا أذهب اليهم اذ لا يوجد ما أخشاه وأنا لم انتهك أي قانون"، ونفى علمه بقيام الأمن بحملة شملت جميع "الأفغان الكويتيين". وقال: "بحسب علمي المباحث لم تستدع معظم الكويتيين الذين ذهبوا الى افغانستان ابان الحرب هناك وعددهم يصل الى ثلاثين أو أربعين شخصاً وانما اقتصرت الاعتقالات على ثمانية شبان صغار السن ممن لهم علاقة بأنس الكندري وجاسم الهاجري". الى ذلك أ ب نقل الى مستشفى عسكري في برلين احد عناصر "المارينز" الذي جرح في حادث فيلكا، فيما نقل الى قاعدة اميركية قريبة جثمان العسكرية الأميركي الذي قتل في الحادث، تمهيداً لنقله الى الولاياتالمتحدة.