أعلن وزير الداخلية الكويتي الشيخ محمد الخالد الصباح أمس أن 15 كويتياً أعضاء في التنظيم المسؤول عن الهجوم على "المارينز" في جزيرة فيلكا الثلثاء الماضي، احيلوا على النيابة العامة بعد استكمال التحقيقات معهم. وأكد أنه ثبت أن أنس الكندري الذي قُتل في الهجوم كان "أميراً" على هذا التنظيم، وكان بايع أسامة بن لادن زعيم "القاعدة"، ولكن لا معلومات لدى الأمن الكويتي عما إذا كان الهجوم في فيلكا تم بتوجيه من "القاعدة" أم بمبادرة محلية. كذلك لم يعثر على علاقة مباشرة بين باقي أعضاء التنظيم وبين "القاعدة"، أو أنه متصل بمجموعات أخرى خارج الكويت. وامتنع الوزير، الذي كان يتحدث في مؤتمر صحافي، عن تقديم اسماء المتهمين أو تفاصيل اعترافاتهم، وكذلك عرض الأدلة والأشرطة التي توصل اليها رجال الأمن، وتشير الى مخططات التنظيم أو الأسلحة والمعدات الهجومية التي عثر عليها في حوزتهم، قائلاً ان "ملف القضية برمته صار بين يدي القضاء الكويتي". لكنه أوضح ان المخطط الرئيسي للتنظيم طالب في السنة السادسة في كلية الطب، وأن أفراد التنظيم "استطلعوا خمسة أهداف على الأقل تتضمن مرافق أميركية وأجنبية لكنهم كانوا مقتنعين بأن بعضها محصن أمنياً ومستعصٍ على قدراتهم". واستبعد معلومات عن خطط للتنظيم لنسف بناية كبيرة جنوب مدينة الكويت، وقال ان امكانات التنظيم "دون ذلك". ووجه الوزير انتقادات ضمنية ولكن قوية الى الجانب الأميركي لغياب التنسيق الأمني، قائلاً ان رجال الأمن منعوا من قبل "المارينز" من دخول جزيرة فيلكا وتفحص مسرح الجريمة لأربع ساعات، وأضاف: "تعرف رجالنا الى أنس الكندري عند معاينتهم جثته، وبادروا الى ضبط المجموعة المحيطة به خلال وقت قصير". واستدرك: "ولكن لو كان المخطط يتضمن مهاجمة أهداف أخرى بعد هجوم فيلكا مباشرة لتعذرت علينا مواجهة ذلك في شكل فاعل، بسبب تعطيل وصول الأمن الكويتي في تلك الساعات الأربع ومباشرته التعامل مع الجريمة والخيوط المتصلة بها". وأيد ما أشارت اليه "الحياة" أمس من احساس الجانبين الكويتي والأميركي بالتقصير في التنسيق بين القوات الأميركية من جهة ووزارة الدفاع الكويتية من جهة والأمن الكويتي من جهة ثالثة"، وقال ان ضعف التنسيق بدا أيضاً في حادثة اطلاق "المارينز" النار على سيارة مدنية ليل الاربعاء، وفي حادث انفجار لغم بجنود أميركيين صباح الخميس، مشيراً الى اتصالات بدأت لتلافي هذا التقصير الذي وصفه بأنه "مؤسف". ورفض اتهامات لأجهزة الأمن الكويتية بالتقصير كونها أطلقت أنس الكندري وآخرين ضمن التنظيم العام الماضي، بعدما كانوا محتجزين ولم تراقبهم. وقال الوزير: "لسنا دولة بوليسية وأطلقنا هؤلاء لأنه لم يكن لدينا شيء أكيد ضدهم ولا نراقب جميع الناس كل الوقت كما يحدث في دول أخرى، لأن الجهاز الأمني له التزامات كثيرة أخرى". ورداً على سؤال عن موقف السلطات من أشخاص مثل جابر الجلاهمة الذين اتهموا بالقاء خطب تحريضية خلال جنازة منفذي هجوم فيلكا، قال الوزير ان وزارة الداخلية ليس لديها شيء ضد الجلاهمة و"أحلنا أمره على النيابة العامة التي ستقرر ما اذا كان ما قام به جريمة أم لا". وأوضح ان فريق تحقيق أميركياً وصل الى الكويت "للتنسيق وتبادل المعلومات" على خلفية حادث فيلكا، وشدد على أن التحقيقات مع اعضاء التنظيم اقتصرت على الأمن الكويتي ولم يشارك فيها أميركيون. وقال ان الحكومة لم تتلق طلباً من الجانب الأميركي لأخذ بعض المتهمين الى قاعدة غوانتانامو "ولو طلبوا اعتقد اننا سنرفض، لأن الدستور الكويتي لا يسمح بذلك". وأشاد بفتوى الشيخ عجيل النشمي التي أكد فيها حرمة التعرض للجنود الاميركيين في الكويت، كونهم موجودين باتفاق وعهد مع الدولة، وقال ان الشبان المتورطين بالتنظيم "يبقون أبناءنا، لكننا سنضرب كل من تسول له نفسه العبث بأمن البلد".