اعلن محققون كينيون امس انهم لم يجدوا، حتى الآن اي دليل يؤكد وجود علاقة بين تنظيم "القاعدة" والمحتجزين ال12 لديها في قضية الهجوم المزدوج على اسرائيليين في مدينة مومباسا الخميس الماضي، واكدوا اطلاق اثنين من المحتجزين امس اميركية وزوجها الاسباني لعدم تورطهما في الهجوم. وفيما تواصل الشرطة التحقيق مع ستة باكستانيين وثلاثة صوماليين، اعلن مسؤول اميركي ان واشنطن تشتبه بحركة "الاتحاد الاسلامي" الصومالية، في حين تعتقد اسرائيل بأن "القاعدة" وراء الهجوم. مومباسا كينيا، القدسالمحتلة، واشنطن، لندن - "الحياة" أ ف ب، رويترز - واصل المحققون الكينيون استجواب ستة باكستانيين وأربعة صوماليين اعتقلوا في اطار التحقيق في الهجوم المزدوج على اسرائيليين في مدينة مومباسا على ساحل المحيط الهندي الخميس الماضي. وانتشر عشرات من رجال الاستخبارات الاسرائيلية موساد لمعاينة فندق "بارادايس بيتش" حيث قاد ثلاثة انتحاريين سيارة مفخخة انفجرت في الفندق الذي تملكه شركة اسرائيلية وغالبية رواده من الاسرائيليين، وقتل في الانفجار 16 شخصاً. وفي الوقت ذاته تقريباً اطلق مجهولون صاروخين على طائرة ركاب اسرئيلية بعد دقائق من اقلاعها من مطار مومباسا، لكنهم اخطأوا الهدف. وقال كبير فريق المحقيقين الكينيين وليام لانغات في مؤتمر صحافي عقده في مومباسا امس ان المعتقلين العشرة وصلوا الاثنين الماضي على متن سفينة كانت المياه تتسرب الى هيكلها. موضحاً ان "اسباب مجيئهم الى كينيا غير واضحة ... الوثائق التي في حوزتهم لم تكن كلها قانونية". وافرجت السلطات الكينية امس عن اسباني وزوجته الاميركية بعد يومين من اعتقالهما في اطار التحقيقات. وقالت الاميركية اليسيا كالهامر من فلوريدا وزوجها الاسباني خوسيه تينا بعد اطلاقهما للصحافيين امام مقر الشرطة في مومباسا انهما "في حالة جيدة ...قلنا لهم ان لا علاقة لنا بما حصل". وقال لانغات ان التحقيقيات الجارية مع المحتجزين لم تؤكد حتى الآن وجود اي علاقة بينهم وبين تنظيم "القاعدة". وعلم من مصادر قريبة من ملف التحقيق في العملية الانتحارية ان احد منفذي الهجوم ركض في اتجاه ردهة الاستقبال في الفندق لتفجير حزام المتفجرات الذي كان مزنراً به قبل ان تتمكن السيارة المفخخة من اجتياز بوابة المدخل الى الفندق حيث انفجرت. وقالت المصادر ان الراكب في المقعد الخلفي من سيارة الدفع الرباعي من طراز "باجيرو" نزل من السيارة بعد فشل محاولتها الاولى اقتحام بوابة الفندق. ثم ركض باتجاه المدخل الذي يبعد حوالى ثلاثين الى خمسين متراً، لتفجير ما كان يحمله من متفجرات. وفي هذا الوقت، تراجعت السيارة التي بقي فيها رفيقاه الى الوراء ثم عادت ونجحت في تحطيم البوابة واقتحام مدخل الفندق حيث انفجرت. ولم يكن من الممكن التحديد ما اذا كان الانتحاري نجح في تشغيل المتفجرات التي كان مزنرا بها. وتابعت المصادر، ان الانتحاريين اعدوا خطتين للوصول الى اهدافهم في الفندق، على ان تشكل احداهما بديلا للاخرى في حال فشلها. واشنطن و"الاتحاد الاسلامي" وكان مسؤول اميركي اعلن مساء الجمعة ان الولاياتالمتحدة تعتبر ان منظمة اسلامية صومالية قريبة من تنظيم "القاعدة" الذي يتزعمه اسامة بن لادن، هي من المسؤولين المحتملين عن الهجمات. وقال المسؤول الذي فضل عدم كشف هويته "انها مجموعة اخرى نفكر بها". رسمياً، تعتبر السلطات الاميركية انه لا يزال من المبكر تحديد الجهة التي تقف وراء الهجمات التي وقعت الخميس في كينيا حتى وان كانت شكوك اسرائيل تحوم حول "القاعدة". وبحسب المسؤول الاميركي، قد تكون ايضاً هذه الهجمات من صنع حركة "الاتحاد الاسلامي" الصومالية المعروفة بصلاتها مع تنظيم "القاعدة" والتي ربما يكون لها وجود ايضا في الجانب الاخر من الحدود، في كينيا. وجاء في تقرير الداخلية ان حركة "الاتحاد الاسلامي" تقف وراء الاعتداءات بالقنابل في اديس ابابا في 1996 و1997. ويشتبه بأن هذه الحركة كانت وراء سلسلة عمليات خطف موظفين انسانيين وتعمل من اجل اقامة نظام اسلامي في الصومال. ويقدر عدد المنتسبين اليها بالفي رجل تلقوا تدريبات في افغانستان واسلحة من السودان. الحكومة الانتقالية الصومالية تدين ودعت الحكومة الصومالية الانتقالية امس الى حل "الجماعات الارهابية" في شرق افريقيا بعد وردود اسم حركة "الاتحاد الاسلامي" الصومالية على انها المشتبه به الرئيسي وراء الهجومين. ونقل مسؤول من الحكومة الوطنية الانتقالية عن رئيس الوزراء محمد ابشر فرح قوله "تشعر الحكومة ان الوقت حان للعمل معا كمنطقة ومجتمع دولي لحل الجماعات الارهابية في كل مكان". اسرائيل تحذر رعاياها في القدسالمحتلة افادت مصادر رسمية ان اسرائيل حذرت رعاياها من "خطر هجمات ارهابية" قد يتعرضون لها في عدد من الدول الافريقية والآسيوية. ويشمل هذا التحذير الذي وجهته وزارة الخارجية، كينيا وجنوب افريقيا واثيوبيا واريتريا ومصر، خصوصاً سيناء التي يقصدها عدد كبير من السياح الاسرائيليين.