شهدت الساعات الاخيرة السابقة للاقتراع في مجلس الأمن على مشروع القرار الاميركي الخاص بالعراق اتصالات مكثفة وتوضيحات. وأكدت الولاياتالمتحدة قبيل الاقتراع ان الاعلان عن انتهاك العراق القرار الدولي الجديد الرقم 1441 ليس حكراً على المفتشين الدوليين، وانها تحتفظ مثل بقية الدول الاعضاء في مجلس الامن بحق اعلان بغداد منتهكة للقرار من دون العودة الى مجلس الامن. واجرى الرئيسان الفرنسي جاك شيراك والروسي فلاديمير بوتين محادثات عبر الهاتف امس، واعربت فرنسا عن ارتياحها الى حصولها على "توضيحات اخيرة" اكدت وانها ادخلت على القرار. واكدت موسكو ايضاً ان القرار لم يعد يتضمن "استخداماً تلقائياً للقوة ضد العراق". باريس، موسكو، واشنطن - "الحياة"، أ ف ب - اعربت باريس امس عن ارتياحها الى "ايضاحات اخيرة" تم ادخالها على مشروع القرار الاميركي لنزع الاسلحة العراقية خصوصاً عدم اللجوء التلقائي الى القوة ضد العراق. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية ان نص القرار "حازم جداً، ويعطي العراق فرصة اخيرة للوفاء بالتزاماته حيال المجتمع الدولي". وكان ناطق باسم الرئاسة الفرنسية ذكر ان الرئيس جاك شيراك ونظيره الروسي فلاديمير بوتين اعتبرا ان النص "مُرضٍ وحازم ويفسح في المجال امام تسوية سلمية" للأزمة العراقية. ونقل الناطق عن شيراك وبوتين قولهما خلال اتصال هاتفي اجرياه امس، ان اللجوء الى القوة "ليس سوى الخيار الاخير" في مواجهة هذه الأزمة. وفي موسكو، اكد مسؤول في وزارة الخارجية الروسية ان مشروع القرار "لم يعد يتضمن استخدام القوة تلقائياً ضد العراق" لكنه شدد على ان موسكو تريد ازالة "هواجس" تتعلق بعمل المفتشين. ولم تكشف تفاصيل عن الاتصال الهاتفي بين الرئيسين الروسي والفرنسي. لكن الكرملين اصدر بلاغاً اشار الى ان الزعيمين اعربا عن ارتياحهما ل"تعاون بناء" بين موسكووباريس اثناء مناقشة الموضوع العراقي. وفي تطور آخر قال نائب وزير الخارجية الروسي يوري فيدوتوف ان الصيغة الاخيرة لمشروع القرار "اختفت منها تلقائية استخدام القوة". واضاف ان "تغييرات جوهرية" اخرى ادخلت ومنها تعديلات جعلت اجراءات التفتيش "متماشية مع مواصفات الاممالمتحدة، ولا تخرج كثيراً عن الأطر التي عمل ضمنها المفتشون الدوليون سابقاً". لكنه قال انه ما زالت لدى روسيا "هواجس" في هذا الشأن، وقال ان عملاً على ازالتها تم في مشاورات قبل التصويت. واعتبرت الولاياتالمتحدة ان الاعلان عن انتهاكات العراق للقرار الجديد لمجلس الامن في شأن ازالة اسلحته ليس حكراً على مفتشي الاممالمتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية. واوضح الناطق باسم البيت الابيض ريتشارد باوتشر ان الولاياتالمتحدة والاعضاء الاخرين في مجلس الامن يحتفظون بحق الاعلان عن تلك الانتهاكات من جانب بغداد من دون العودة بصورة تلقائية الى الاممالمتحدة. وبعد اسابيع من المفاوضات الشاقة، توصلت فرنساوالولاياتالمتحدة مساء الخميس الى اتفاق فتح الطريق امام التصويت بالاجماع في مجلس الامن على مشروع القرار الاميركي. واعلنت الناطقة باسم الرئاسة الفرنسية كاترين كولونا ان الرئيسين الفرنسي والاميركي "وضعا اللمسات الاخيرة" على مشروع القرار الخميس.