سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
موسكو بين "الضغوط والوعود" وشيراك "يقاوم" محاولة جديدة من بوش لإقناعه . بلير يلوح لروسيا ب"جزرة" المصالح الاقتصادية وبوتين يثير شرعية الضربات "الوقائية"
بدأ رئيس الوزراء البريطاني توني بلير امس زيارة لروسيا لاجراء محادثات مع الرئيس فلاديمير بوتين تركز على الازمة العراقية، ووصفت في لندن بأنها "حاسمة" فيما اعتبرت في موسكو صعبة. وفيما لوّح بلير ب"جزرة" المصالح الاقتصادية لروسيا معترفاً بأهمية اخذها في الاعتبار، علم ان بوتين سيثير معه مبدأ شرعية الضربات "الوقائية". وكان الرئيس الفرنسي جاك شيراك تمسك في اتصال هاتفي اجراه معه نظيره الاميركي جورج بوش بوجهة نظره التي تعتبر الخيار العسكري مع العراق "خياراً اخيراً" وتصرّ على استبعاد الضربة "التلقائية". وصل رئيس الوزراء البريطاني الى موسكو في محاولة لإقناع الرئيس بوتين بقبول قرار "متشدد" ضد العراق، فيما كرر مسؤول في وزارة الخارجية الروسية ان عودة المفتشين الى هذا البلد "لا تحتاج الى قرارات جديدة" لمجلس الأمن. ورأى ان المشاورات في شأن القرار المقترح يجب ألا تعيق بدء عمليات التفتيش. وتستمر زيارة بلير يومين يجري خلالهما محادثات مع بوتين في ضاحية زافيدونو على بعد مئة كيلومتر من موسكو، بهدف الابتعاد عن دائرة الضوء الاعلامية. وإذ أكد رئيس الوزراء البريطاني في لندن ان روسيا "شريك" في معالجة الملف العراقي، معرباً عن الأمل بالتوصل الى حل يراعي "هواجس" كل الأطراف، قال ل"الحياة" ديبلوماسي روسي ان المحادثات "لن تكون سهلة". وتابع ان موسكو ما برحت ترفض تبني مشروع القرار الاميركي الذي تؤيده بريطانيا ويتضمن بنوداً تعد موافقة على ضرب العراق، أو تفرض عليه شروطاً وصفتها موسكو بأنها "تعجيزية". وأشار احد الخبراء الى ان الرئيس الروسي يريد ان يتسع النقاش ليشمل "مبدأ الضربات الوقائية" ومدى انسجامه مع احكام القانون الدولي، في حال نفذت هذه الضربات من دون العودة الى مجلس الأمن. لكن ديبلوماسياً عربياً أعرب عن مخاوف من احتمال "تراخي" الموقف الروسي نتيجة "الضغوط المتزايدة والوعود الكثيرة"، ولاحظ ان هناك في المقابل "لوبي" يدفع في اتجاه موقف اكثر استقلالية يراعي المصالح الروسية وليس الاميركية. وفي هذا السياق، كان اللافت تأكيد رئيس مجلس الدوما النواب سيليزنيوف ان العراق "شريك قديم لروسيا التي تملك هناك مصالح اقتصادية". ودعا الى مراعاة الجانبين السياسي والاقتصادي في معالجة الملف العراقي، مشدداً على ان فرق التفتيش الدولي يجب ان تذهب الى بغداد "من دون قرارات جديدة" لمجلس الأمن. واكد نائب وزير الخارجية الروسي يوري فيدوتوف ان المشاورات داخل المجلس لإيجاد حل وسط في شأن الملف العراقي "يجب ألا تكون ذريعة للتسويف" في ارسال المفتشين الى بغداد. بلير مهتم بمصالح روسيا ويعلق المسؤولون البريطانيون أهمية خاصة على زيارة بلير لروسيا، في محاولة للحصول على دعمها، لاصدار قرار جديد من مجلس الأمن للتخلص من أسلحة الدمار الشامل العراقية. وشدد رئيس الوزراء البريطاني قبل توجهه الى موسكو على الأهمية الحيوية لحصول المفتشين على تفويض جديد من الأممالمتحدة يخوّل اليهم العمل من دون أي عوائق. وقال في حديث الى "هيئة الاذاعة البريطانية" بي. بي. سي في برامجها التي تذاع باللغة الروسية ان "السبيل الوحيد لتفادي الصدام هو السماح للمفتشين بأداء عملهم على أفضل وجه في العراق، وعندما توجهوا اليه سابقاً لم يسمح لهم بأداء مهمتهم على نحو سليم، بل طردوا". وعن موقف روسيا قال رئيس الوزراء: "واضح أن لديها اهتماماً بهذا الأمر ولها مصالح". لكنه استبعد أن تكون المسألة "ما الثمن الذي ستحصل عليه". واستدرك: "المسألة هي التأكد من اننا نقوم بهذه المهمة بطريقة تجعل العالم أكثر أماناً، وأن يتم تطوير العراق وتنميته، وأن نضع في الاعتبار مصالح الجميع بمن فيهم روسيا. شيراك لبوش: القوة خيار أخير الى ذلك، أعلن قصر الاليزيه في وقت متقدم ليل الأربعاء ان الرئيس جاك شيراك ونظيره الاميركي جورج بوش كلفا وزيري خارجيتهما مواصلة التشاور حول العراق "من اجل تقريب وجهات النظر حيال القلق الذي يساور فرنسا والولايات المتحدة". وقالت الناطقة باسم الاليزيه كاترين كولونا ان الرئيسين أجريا محادثات هاتفية تناولت في شكل أساسي العراق و"الوسيلة الأفضل لحمله على احترام التزاماته الدولية". وأكدت ان "مشاورات مكثفة بدأت لتحديد ما يمكن ان يكون عليه مضمون قرار حازم، يحافظ في الوقت ذاته على وحدة مجلس الامن". وذكرت ان المحادثات الهاتفية بين الزعيمين استمرت عشرين دقيقة بمبادرة من الرئيس الاميركي، وذكّر شيراك بأن "الهدف هو نزع اسلحة العراق، وفرنسا ترغب في عودة المفتشين من دون شروط مسبقة، وفي أن تكون عمليات التفتيش فعالة قدر الامكان". واضافت ان شيراك اعرب عن "انفتاحه على تعزيز سلطات المفتشين ووسائل عملهم وهو يعلق اهمية كبرى على رأي هانس بليكس" رئيس لجنة التفتيش والتحقق انموفيك، ومحمود البرادعي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية.