لندن - "الحياة"، رويترز - انتعش الدولار بصفة عامة أمس مرتفعاً عن مستوياته المتدنية في الاونة الاخيرة اثر سيطرة الجمهوريين على الكونغرس الاميركي، الا انه يكافح لتعزيز مكاسبه قبل خفض محتمل لاسعار الفائدة. وبدأت لجنة السوق التابعة لمجلس الاحتياط الفيديرالي المصرف المركزي الاميركي اجتماعاً أمس لبت اسعار الفائدة، وسط توقعات بخفض الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية لتعزيز النمو الاقتصادي. وسيطر الحزب الجمهوري على مجلسي النواب والشيوخ ليمنح الرئيس جورج بوش وضعاً افضل لشن حملة عسكرية ضد العراق والحصول على موافقة الكونغرس على برنامجه ويشمل مبادرات ضريبية. وبينما يقول البعض في السوق ان نتيجة الانتخابات لا تعني استمرار ارتفاع الدولار في المستقبل، الا ان رد الفعل المبدئي للدولار كان الارتفاع نحو نصف سنت بعد ان حام حول مستوى معادل لليورو الليلة قبل الماضية وتعادل الدولار في الاسواق الاوروبية بعد ظهر أمس مع اليورو، لكنه تراجع في الفترة التالية من التعامل الى 0.9960 دولار مقابل 0.999 دولار أول من أمس. وارتفع الدولار يناً واحداً الى 122.17 ين بعد ان هوى لادنى مستوى في شهر مقابل العملة اليابانية أول من أمس الى 121.8 ين. وانخفض سعر صرف الجنيه الاسترليني أمام الدولار المرتفع بصفة عامة أمس لكنه استقر مقابل اليورو الاوروبي بينما يترقب المتعاملون سلسلة من القرارات الخاصة بأسعار الفائدة. وتنتظر الاسواق قرار البنك المركزي الاوروبي وبنك انكلترا المركزي في شأن الفائدة اليوم. وبلغ الاسترليني 1.5586 دولار مقابل1.563 دولار أول من أمس. وقالت اودري تشايلد فريمان خبيرة الاقتصاد الاوروبي لدى "سي اي بي سي وورلد ماركتس": "الدولار يتولى القيادة الان. وليس للاسترليني قوة دفع ذاتية تذكر... وفوز الجمهوريين يعني انه سيكون من السهل تنفيذ السياسة المالية وهذه انباء طيبة للنمو الاميركي والدولار". وبدأ بنك انكلترا المركزي اليوم اجتماعاً يستمر يومين، لكن المتعاملين منقسمون في شأن ما اذا كان سيخفض أسعار الفائدة المستقرة منذ 12 شهراً على اربعة في المئة. واستقر الاسترليني على 63.92 بنس مقابل اليورو الاوروبي بعد ان ارتفع في الجلسة السابقة عن أدنى مستوى منذ شهرين. والعقبة الرئيسية الاخرى امام الدولار القرار الخاص باسعار الفائدة. ويتوقع على نطاق واسع ان يخفض مجلس الاحتياط الفائدة 25 نقطة اساس على الاقل من 1.75 في المئة في الوقت الحاضر وهو أدنى مستوى للفائدة على الدولار منذ 40 عاماً. وقال البعض ان قرار خفض اسعار الفائدة 50 نقطة اساس سيكون مفاجأة لحي المال في نيويورك وول ستريت وقد يساعد على ارتفاع سوق الاسهم الاميركية بعد الارتفاعات التي حققتها في الاسابيع الماضية. وقال كوسوكي هاناو رئيس مبيعات النقد الاجنبي في "رويال بانك اوف سكوتلند" في طوكيو: "لكن مثل هذا الخفض الحاد قد يعطي انطباعاً بأن مجلس الاحتياط متشائم للغاية في شأن مستقبل الاقتصاد، ما يضعف الاقبال على الدولار". وبدأ التعامل في بورصة نيويورك أمس بارتفاع مؤشر "داو جونز" 29.69 نقطة، أي بنسبة 0.34 في المئة، الى 8707.96 نقطة، عقب ارتفاعه ما يزيد على مئة نقطة أول من أمس، فيما رحب المستثمرون بالانتصار الذي حققه الحزب الجمهوري في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الاميركي. كما ارتفع مؤشر "ستاندارد آند بورز" الاوسع نطاقاً والمؤلف من اسهم 500 شركة 1.63 نقطة، أي بنسبة 0.18 في المئة، الى 917.02 نقطة. اما مؤشر "ناسداك" المجمع الذي تغلب عليه اسهم شركات التكنولوجيا المتطورة فارتفع 7.05 نقطة او 0.5 في المئة الى 1408.22 نقطة. وأشارت بيانات اداء الاقتصاد الاميركي الاخيرة الى احتمال انزلاق الاقتصاد في الركود مجدداً، اذ أظهرت ارقام العمالة فقدان الاقتصاد الاميركي 5000 وظيفة في تشرين الاول أكتوبر الماضي واشتد التشاؤم في المصانع، ما جعل الخبراء يتوقعون ان الانتعاش ربما تتعثر خطاه ويراهنون ان مجلس الاحتياط سيخفض الفائدة. الذهب وافتتح الذهب في المعاملات الفورية في اوروبا أمس على 317.40/317.90 دولار للاونصة انخفاضاً من 318.55/319.05 دولار عن اقفال سوق نيويورك أول من أمس. وتعرض الذهب لضغوط بسبب مكاسب اسهم وول ستريت الليلة الماضية وتحسن الدولار.