لندن، فرانكفورت، طوكيو - "الحياة"، رويترز - استفادت العملة الاوروبية اليورو من احصاءات متشائمة صدرت في كل من الولاياتالمتحدةوبريطانيا كما استفادت من تراجع الاقتصاد الياباني ومن دعوات اطلقت لخفض سعر صرف الدولار جددها نائب رئيس شركة "جنرال موتورز" اكبر شركة للسيارات في العالم. وارتفع اليورو صباح امس اكثر من ثلث نقطة مئوية مقابل الدولار الاميركي والين الياباني والجنيه الاسترليني مستفيداً من تقارير اقتصادية ضعيفة ادت الى هبوط كبير في قيم الاسهم في كل من الولاياتالمتحدةواليابانوبريطانيا. وانخفض الدولار الى أدنى مستوى منذ اسبوع مقابل اليورو بعد التقرير الذي صدر عن مجلس الاحتياط الفيديرالي البنك المركزي الاميركي الاربعاء ولم يظهر اي بادرة تذكر على انتعاش النشاط الاقتصادي. وفي الوقت نفسه تركزت الاضواء على مشاكل القطاع الصناعي في اليابان بصدور بيانات تظهر انخفاض طلبات شراء المعدات التي تمثل مؤشراً رئيسياً لاستثمارات الشركات. وبلغ جو القتامة الذي يغلف الاقتصاد الاميركي حداً جعل المتعاملين في اذون الخزانة الاميركية يأخذون في حسبانهم خفض أسعار الفائدة الاميركية الرسمية مرتين في المستقبل على ان يصل مقدار الخفض في كل مرة ربع نقطة مئوية. وأدى ذلك بدوره الى تقلص فجوة العائد بين الولاياتالمتحدة ومنطقة اليورو الى ما يقرب من أدنى مستوى منذ خمس سنوات لتصل الى 0.08 نقطة مئوية وهو ما عزز اليورو مقابل العملة الاميركية. خفض قيمة الدولار وانضم جون ديفاين نائب رئيس شركة "جنرال موتورز" ومديرها المالي الى قائمة الاقتصاديين والصناعيين واساتذة الجامعات الذين يطالبون بخفض الدولار وقال صراحة: "ان قوة الدولار تدمر قطاع الصناعات التحويلية في الولاياتالمتحدة". وارتفعت قيمة العملة الموحدة الى 109.28 ين بعدما انخفضت قبل اقل من 24 ساعة الى 107.6 ين. وارتفع اليورو الى 0.884 دولار بعدما انخفض الى 0.8739 دولار في معاملات الاربعاء. وتمكن الدولار من الاحتفاظ بارتفاعه أمام العملة اليابانية الضعيفة وبلغ 123.57 في المعاملات الصباحية في أوروبا من دون تغيير يذكر عن سعر الاغلاق في نيويورك. وعند الظهر سجل اليورو 109.20 ين و0.8857 مقابل الدولار في حين سجل الاسترليني 1.4205 دولار والدولار 123.85 ين. في المقابل هبط سعر صرف الجنيه الاسترليني الى أدنى مستوياته منذ ثلاثة اشهر مقابل اليورو المتألق امس الخميس تحت وطأة تقرير متشائم اصدره بنك انكلترا المركزي عن الاقتصاد البريطاني الاربعاء الذي توقع ان يكون النمو الاقتصادي في بريطانيا بطيئاً في حدود اثنين في المئة السنة الجارية منخفضاً عن التقديرات الحكومية التي قدرته بين 2.25 و2.75 في المئة. وكان الاسترليني تراجع قبل صدور التقرير بعد القرار المفاجئ الذي اتخذه بنك انكلترا الاسبوع الماضي بخفض الفائدة ربع نقطة مئوية وقال متعاملون ان جو التشاؤم الذي انطوى عليه تقرير التضخم يشير الى ان خفض الفائدة مرة أخرى أمر وارد. وانخفض الاسترليني الى أدنى مستوى منذ ثلاثة اشهر مقابل العملة الاوروبية الموحدة في المعاملات الآسيوية ثم عاود اختبار مستويات دون 62.35 بنس في المعاملات الاوروبية. وهذا هو أدنى مستوى منذ العاشر من ايار مايو وفق بيانات رويترز ويمثل انخفاضاً بنسبة نصف نقطة مئوية تقريباً عن سعر الاغلاق في نيويورك الاربعاء. وعجز الاسترليني أيضا عن تحقيق تقدم أمام العملة الاميركية التي كافحت هي الاخرى للتغلب على الاثار السلبية لتقرير أعلنه مجلس الاحتياط الفيديرالي اظهر توقف النمو في الولاياتالمتحدة. وجرى تداول الاسترليني صباحاً بسعر 1.4172 دولار من دون تغيير يذكر عن سعر الاغلاق في نيويورك. يُشار الى ان حجم ديون البريطانيين الافراد وصلت، حسب احصاءات بنك انكلترا، الى 691 بليون استرليني. وادت خسائر كبيرة في اسهم شركات الاتصالات المدرجة في بورصة لندن الى اضافة جديدة الى المشاكل التي تعصف بالاقتصاد البريطاني والى هبوط مؤشر فاينانشال تايمز للاسهم البريطانية الممتازة اكثر من واحد في المئة عند الفتح مع تجدد مخاوف المستثمرين في شأن الاقتصاد الاميركي. في فرانكفورت اكد البنك المركزي الاوروبي ان اسعار الفائدة الحالية ملائمة للحفاظ على استقرار الاسعار على المدى المتوسط لكن اوضح انه سيتابع عن كثب التطورات التي تؤثر على هذا التقويم. واشار المركزي الاوروبي في تقريره عن آب الى ان الموقف الحالي للسياسة النقدية يُعتبر ملائماً لضمان استقرار الاسعار على المدى المتوسط. ولاحظ في الوقت نفسه ان هناك ضرورة للمتابعة الوثيقة للتطورات التي قد تؤثر في هذا التقويم. ويعد التقرير الشهري من المؤشرات الرئيسية على موقف البنك المركزي خلال عطلته الصيفية التي تستمر اربعة اسابيع. وصدر التقرير بعدما ادلى اوتمار ايسينغ كبير الاقتصاديين في المركزي الاوروبي وجان كلود تريشيه محافظ البنك المركزي الفرنسي بتصريحات حدت من توقعات السوق بأن يُخفض المركزي الاوروبي اسعار الفائدة بعد استئناف اجتماعات المجلس المختص بوضع سياسات البنك. وغير البنك المركزي الاوروبي اسعار الفائدة آخر مرة في العاشر من ايار مايو عندما خفض فائدة اعادة التمويل ربع نقطة مئوية الى 4.5 في المئة.