وافق رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق بنيامين نتانياهو على تولي منصب وزير الخارجية في في حكومة رئيس الوزراء ارييل شارون بشرط اجراء انتخابات مبكرة، فيما انتهت المشاورات التي اجراها شارون لضم سبعة نواب من حزب "الاتحاد الوطني - اسرائيل بيتنا" اقصى اليمين الى التحالف الذي يعتزم تشكيله، من دون احراز اي تقدم.وابلغ شارون حكومته امس قراره تسليم رئيس الاركان السابق الجنرال شاؤول موفاز وزارة الدفاع بعد استقالة وزراء حزب العمل من الحكومة. القدسالمحتلة - أ ف ب، رويترز - أعلنت الاذاعة الاسرائيلية مساء امس ان رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق بنيامين نتانياهو قبل امس خلال لقائه الثاني مع رئيس الوزراء ارييل شارون في القدس الانضمام الى الحكومة وزيراً للخارجية خلفاً لوزير حزب العمل المستقيل شمعون بيريز. واضافت ان الجانبين اتفقا على تقريب موعد الانتخابات التشريعية المقبلة المقررة نهاية تشرين الاول اكتوبر عام 2003، من دون اي ايضاحات اخرى عن الموعد الجديد. وكان نتانياهو وشارون ناقشا في اجتماعهما الجمعة قضايا مثل الاقتصاد والحرب الاميركية على العراق، وانتقد نتانياهو ادارة حكومة شارون للاقتصاد الاسرائيلي، وقال ان الوضع الاقتصادي يستدعي اجراء انتخابات جديدة بسرعة والشروع في تطبيق خطة اقتصادية جديدة لان "كل شهر يكلف الاقتصاد خسارة بالبلايين". وطالب بامور عدة في المجال الاقتصادي ابرزها خفض الضرائب، بما فيها ضريبة القيمة المضافة، وتجديد الخصخصة وازالة العقبات الادارية لتشجيع النشاط الاقتصادي والاستثمار في البنى التحتية. وذكرت صحيفة "يديعوت احرونوت" ان شارون "اتخذ قراراً استراتيجياً" باجراء انتخابات مبكرة وان التاريخ المفضل لديه هو 27 ايار مايو 2003، وربما يقدم الموعد الى آذار مارس أو نيسان ابريل المقبلين". من جهة اخرى، أفاد بيان صادر عن رئاسة الحكومة الاسرائيلية ان شارون ابلغ اعضاء حكومته قراره تسليم وزارة الدفاع الى موفاز، مضيفا: "انا مقتنع بأن موفاز الذي اعطى عشرات السنين من حياته للجيش الاسرائيلي لضمان امن اسرائيل وكان قائداً ممتازاً لرئاسة الأركان سيعرف كيف يتحمل مسؤولية هذا المنصب بنجاح". وتابع: "أنوي رفع تسميته غداً الاثنين الى الكنيست للموافقة عليها". وكتبت صحيفة "يديعوت احرونوت" امس ان موفاز قبل منصب وزير الدفاع شرط ان يعين في المنصب نفسه مرة اخرى في الحكومة التي يشكلها شارون بعد الانتخابات المقبلة. في غضون ذلك، اتفق شارون وزعيم حزب "الاتحاد الوطني" افيغدور ليبرمان على استئناف مشاوراتهما اليوم في وقت بدا ان مشاوراتهما لم تحرز اي تقدم على طريق ضم الحزب الى الحكومة الجديدة، وهي خطوة من شأنها ان تسمح لشارون بتأمين غالبية من 62 نائباً في الكنيست. وحض ممثلو شارون في هذه المشاورات نواب الحزب على التصويت اليوم في الكنيست ضد اقتراح حجب الثقة الذي قدمه حزب ميريتس يساري علماني، 10 نواب وحزب شينوي يمين الوسط، 6 مقاعد والأحزاب العربية 10 مقاعد، ودعم تعيين موفاز وزيراً للدفاع خلفاً لزعيم حزب العمل بنيامين بن اليعيزر المستقيل. ومن شأن اصوات الكتلة ان تقرر مسألة سقوط حكومة شارون واجراء انتخابات مبكرة، فاذا صوت نواب هذه الكتلة على اقتراح حجب الثقة الى جانب "ميريتس" و"شينوي" والاحزاب العربية بدعم محتمل من حزب العمل وحزب "عام احاد" شعب واحد، نائبان المعارض بشدة لمشروع موازنة التقشف للعام 2003 وممثل حزب حيروت أقصى اليمين، فإن حجب الثقة سينال 61 صوتاً. ويشارك في المفاوضات من "الاتحاد الوطني" النائبان يوري ستيرن وبني ايلون مع وزير البيئة تساهي هنغبي ليكود الذي قال للاذاعة الاسرائيلية: "نريد توسيع قاعدتنا في الكنيست عبر ادخال الاتحاد الوطني -اسرائيل بيتنا الى الحكومة، ولا بد من اقرار موازنة 2003 في القراءة الثانية والثالثة"، مضيفاً ان "الموازنة ستقر في كل الاحوال ويجب ان نحقق تقدما في اتصالاتنا هذا الاسبوع". كما اكد انه "لا مجال لتغيير البيان الوزاري" الذي وافق عليه المتشددون عبر مشاركتهم على مدى سنة في حكومة الوحدة الوطنية قبل الاستقالة منها في آذار، وينص على استمرار التزام اسرائيل اتفاقات اوسلو 1993 على رغم ان شارون يعتبرها منتهية. ويعتبر ليبرمان من المدافعين عن تكثيف الاستيطان ومن المؤيدين للتشدد مع الفلسطينيين. ويعارض خطة اللجنة الرباعية الخاصة بإقامة دولة فلسطينية على مراحل التي وافق عليها شارون، ويدعو الى انتخابات مبكرة. وانطلاقاً من هذا الموقف يخوض ليبرمان المفاوضات من موقع قوة ويمكن ان يطمح للحصول على حقائب وزارية مهمة. ورأى رئيس الكتلة البرلمانية في يكود زيف بوييم ان "الانتخابات المبكرة غير مواتية، انما اذا ماطل حلفاؤنا المحتملون فلن يكون امامنا خيار آخر". واشارت وسائل الاعلام الاسرائيلية الى ان شارون اعطى نفسه مهلة "اسبوع او اسبوعين" لتوسيع حكومته، والا فانه سيقدم استقالته ويدعو الى انتخابات مبكرة خلال الايام التسعين المقبلة.