أثار الهجوم المزدوج ضد اهداف اسرائيلية في كينيا امس حالاً من الصدمة والارتباك في الاوساط الأمنية والسياسية الاسرائيلية في وقت انشغلت اجهزة الأمن بحربها على الفلسطينيين. وتبنت منظمة "جيش فلسطين"، وهي منظمة غير معروفة حتى الآن في بيان وزع في بيروت، الهجوم المزدوج. وقال مصدر حكومي لبناني ان هذا البيان "صادر عن منظمة وهمية، وان جيش فلسطين لا وجود له وفي حال وجد فليس له مكتب في بيروت". ووجه مسؤولون اسرائيليون اصابع الاتهام الى تنظيم "القاعدة" بتنفيذ الهجوم بسيارة مفخخة على فندق تملكه شركة اسرائيلية في مدينة مومباسا الكينية حيث قتل 15 شخصاً واصيب 80 آخرون بجروح، وكذلك باطلاق صاروخين على طائرة ركاب اسرائيلية على متهها 261 راكباً عقب إقلاعها من مطار المدينة نفسها، من دون أن تُصاب باضرار. كذلك لم تستبعد الحكومة الكينية تورط "القاعدة" بتنفيذ العمليتين. واعلنت السلطات الكينية انها عثرت على قاذفة الصواريخ التي استخدمها الاشخاص الذين اطلقوا الصاروخين. كما اكدت ان الشخصين اللذين اوقفتهما الشرطة بعد العملية الانتحارية هما "من اصل عربي" وكذلك الانتحاريين الثلاثة الذين نفذوا العملية. وسارع المجلس الاسلامي الكيني الى إدانة العمليتين. وقال ناطق باسم المجلس في اتصال هاتفي ل"الحياة" ان "المجلس الذي يمثل مسلمي كينيا دان من قبل التفجيرات التي استهدفت سفارتي الولاياتالمتحدة في نيروبي ودار السلام العام 1998، ونحن ندين اليوم تفجير مومباسا". وكلف رئيس الوزراء الاسرائيلي جهازي "المهمات الخاصة" والاستخبارات العامة موساد مهمة كشف الجهة التي تقف وراء العملية الانتحارية في فندف "بارادايس بيتش" في مدينة مومباسا المطلة على المحيط الهندي ومحاولة اسقاط الطائرة الاسرائيلية التي اقلعت من مطار المدينة نفسها. وبثت الاذاعة الاسرائيلية انه تقرر تعزيز اجراءات الامن في الممثليات الاسرائيلية في العالم خشية ان تكون عملية مومباسا بداية لسلسة عمليات ضد اهداف اسرائيلية في الخارج. وقال مسؤول في سفارة اسرائيل في جنوب افريقيا ان سفارة بلاده في بريتوريا اغلقت أبوابها امس بعد تلقي تهديد غير محدد. وسارعت مصادر أمنية اسرائيلية الى توجيه اصابع الاتهام الى تنظيم "القاعدة" وزعيمه اسامة بن لادن او "تنظيم اسلامي متطرف له علاقة بالقاعدة". ونقل عن هذه المصادر قولها ان "بن لادن له قاعدة صلبة ومتينة في شرق افريقيا، خصوصاً في كينيا وتنزانيا". وقال نائب الرئيس الكيني موساليا مودافادي "لا يمكننا استبعاد اولئك الذين هاجمونا في العام 1998"، في اشارة الى تفجير السفارة الاميركية في نيروبي في ذلك العام. وقالت مصادر أمنية اخرى ان اجهزة الاستخبارات الاسرائيلية لم تحصل على تحذيرات في شأن وقوع هجوم على فندق، ولكن كانت هنالك معلومات عن هجمات تستهدف اسرائيليين في الخارج قبل شهور. وقال مفوض الشرطة في كينيا فيليمون ابونجو في بيان رويترز ان "المعلومات المتاحة تفيد ان 15 شخصاً قتلوا في الانفجار وهم تسعة كينيين يعتقد بأنهم من عمال الفندق وثلاثة سياح يعتقد بأنهم اسرائيليون وثلاثة انتحاريين لم تحدد هويتهم بعد". واعلنت الشرطة الكينية مساء امس انها عثرت على قاذفة الصواريخ التي استخدمها الاشخاص الذين اطلقوا الصاروخين في اتجاه طائرة الركاب الاسرائيلية. وقال الناطق باسم الشرطة كينغ اوري موانغي ان "قاذفة الصواريخ وعلبتي الصاروخين عثر عليها وهي الآن مع المحققين". ولم يذكر الناطق تفاصيل عن نوع الصاروخين. واكد وزير الامن الداخلي الكيني جوليوس سانكولي ان الشخصين اللذين اوقفتهما الشرطة بعد العملية الانتحارية قرب مومباسا هما "من اصل عربي". لكنه لم يحدد هويتهما. ولا يعني كون الرجلان "من اصل عربي" انهما اجانب بالضرورة، لان عدداً كبيراً من المواطنين الكينيين الذين يعيشون على الساحل حيث اكثرية السكان من المسلمين، من اصل عربي. وذكرت الشرطة الكينية ان المنفذين الثلاثة للعملية الانتحارية التي استهدفت الفندق في مومباسا هم ايضاً "من اصل عربي". وقال الطيار في شركة "اركياع" الاسرائيلية الخاصة رافي مارك ان صاروخين استهدفا طائرته اثناء اقلاعه بها من مدينة مومباسا. وأضاف، بعد هبوطه في مطار بن غوريون في تل ابيب، ان الطائرة كانت على ارتفاع 130 متراً عندما اقترب منها الصاروخان. واضاف: "شاهدنا خطين من الدخان الابيض يمران على الجانب الايسر من المؤخرة الى المقدمة ثم يختفيان بعد بضع ثوان".