قتل اربعة فلسطينيين في الاراضي الفلسطينية خلال بضع ساعات امس ما ادى الى ارتفاع حدة التوتر عشية الانتخابات التمهيدية لحزب ليكود. وسقط اثنان من الفلسطينيين الاربعة في مخيم جنين للاجئين، احدهما قائد كتائب شهداء الاقصى التابعة لحركة "فتح" والآخر احد قادة "كتائب عز الدين القسام" الجناح العسكري ل"حركة المقاومة الاسلامية" حماس. وفي مخيم عسكر للاجئين قرب نابلس قتلت قوات الاحتلال المسحراتي جهاد الناطور. اما الرابع فكان فلسطينيا ينتمي للجناح العسكري للجبهة الشعبية فجر نفسه في سيارة في شمال قطاع غزة. ثلاث ساعات فقط فصلت بين اعلان التهنئة بولادة المولود الاول لقائد كتائب شهداء الاقصى في مخيم جنين علاء صباغ وبين "زف" نبأ استشهاد الاب الشاب الى والدته ام محمد عبر شاشة تلفزيون محلي لينفطر قلب الام - الجدة "حسرة على ما مضى وعلى ما بقي" حسب تعبيرها. قالت "ام محمد" التي يقبع ابنها البكر محمد في سجن عسقلان الاسرائيلي: "أين انت يا محمد. اردت ان تهنئ شقيقك بمولوده الجديد. ومن ذا الذي سيربيه ويعتني به وانت لا تستطيع ان تلقي نظرة الوداع الاخيرة على وجه اخيك علاء؟". بكت ولدها علاء صباغ 22 عاما الذي اغتالته قوات الاحتلال الاسرائيلي ورفيقه عماد نشراتي 27 عاما احد قادة "كتائب عز الدين القسام" داخل منزل في مخيم جنين قبل منتصف ليل اول من امس بقليل. وكان محمد، شقيق علاء الاكبر طلب بث تهنئة خاصة اقترنت بصورة علاء وولده زياد الذي لم يتجاوز الاسبوعين من العمر والذي اطلق عليه هذا الاسم تيمنا برفيق دربه احد قادة كتائب الاقصى الذي استشهد في عملية اغتيال اخرى قبل اسابيع. محمد الشقيق الاكبر الذي حكم عليه بالسجن المؤبد بتهمة قتل ضابط اسرائيلي في الانتفاضة الاولى وهدم منزل عائلته في المخيم يشهد اليوم على شقيقه الاصغر الذي انضم الى صفوف الجناح العسكري لحركة "فتح" في المخيم واصبح قائدها بعد اجتياح جنين ومخيمها في نيسان ابريل الماضي. وهذه المرة احرق منزل العائلة. مخيم جنين لم يغمض له جفن بعد اغتيال صباغ ورفيقه نشراتي، وخرج اهالي المخيم عن بكرة ابيهم وخيل لمن اصغى الى هتافاتهم انهم جميعا تحولوا الى "مشاريع استشهاديين" اذ توعد المتظاهرون الغاضبون بان تكون "العمليات في حيفا وتل ابيب" اي داخل الخط الاخضر. واعلنت كتائب شهداء الاقصى ان "العمليات الاستشهادية داخل الخط الاخضر لن تتوقف وان الكتائب ستفاجئ اسرائيل تماما كما فاجأتها اسرائيل باغتيال صباغ ونشراتي". وكان مخيم جنين قد شهد اسبوعا دمويا قتل فيه الجيش الاسرائيلي مسؤول مشروع اعادة اعمار المخيم في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين اونروا وطفلا في العاشرة من العمر في ما يعتبره الفلسطينيون حلقات متسلسلة من مخطط يستهدف المخيم واهله منذ عام كامل في عمليات عسكرية انتقامية. وتوقع مراقبون داخل المخيم ان تكون ردة الفعل الفلسطينية على عملية الاغتيال المزدوجة شديدة جدا، مشيرين الى الغضب العارم الذي طغى على المخيم الذي يعيش حالة غليان حقيقية واوضاعا معيشية مزرية. وعلى رغم نفي اسرائيل رسميا مسؤوليتها عن اغتيال الشابين صباغ ونشراتي، اكدت مصادر عسكرية اسرائيلية انها نفذت عملية الاغتيال المزدوجة بحسب ما اعلنته وسائل الاعلام الاسرائيلية نفسها. ووقعت عملية الاغتيال بعد الساعة الحادية عشرة والنصف قبل منتصف الليل باطلاق مروحية عسكرية من طراز اباتشي صاروخا باتجاه منزل زكريا الزبيدى وهو ايضا من قادة كتائب شهداء الاقصى ما ادى الى استشهاد الشابين. وانفصل رأس نشراتي عن جسده فيما اصيب صباغ بحروق شديدة وشظايا في انحاء جسده. وكانت المروحيات العسكرية اضاءت عتمة المخيم بقنابل ضوئية قبل عملية الاغتيال بقليل. وفور اطلاق الصاروخ اقتحمت الدبابات الاسرائيلية باعداد كبيرة المخيم من كافة الجهات وحاصرت المنزل الذي تم قصفه، وبقيت في المنطقة "الى ان تأكدت من مقتل الشابين حسب ما قال شهود عيان. وجاءت عملية اغتيال القائد الفتحاوي في الوقت الذي يجري فيه المستوى السياسي في حركة "فتح" حوارا بشأن وقف العمليات العسكرية داخل الخط الاخضر. وقال مسؤولون في الحركة ان عملية الاغتيال تهدف اولا الى دب الفوضى داخل صفوف حركة "فتح" التي تحاول تنظيم نفسها في اطار استراتيجية مقاومة موحدة، وثانيا الى نسف الجهود كافة لحصر المقاومة في مناطق الاراضي الفلسطينيةالمحتلة عام 1967. استشهاد المسحراتي الناطور وقتلت قوات الاحتلال الاسرائيلي "المسحراتي" جمال الناطور 24 عاما برصاصة مباشرة في الصدر اثناء تجوله في ازقة مخيم عسكر للاجئين الفلسطينيين في نابلس معلنا عن بدء يوم صوم جديد في شهر رمضان. واستشهد الناطور فور اصابته فيما اصيب فلسطينيون اخرون توجهوا الى المساجد لاداء صلاة الفجر بشظايا رصاص رشاشات الجنود الذين اطلقوا النار بكثافة اتجاههم لمنعهم من الصلاة بحجة فرض حظر التجول على نابلس ومخيماتها. وحالت اجراءات الحصار المطبق ومنع التجول على مدينة نابلس دون تشييع ودفن اول شهيد مسحراتي في شهر رمضان هذا العام. من جهة اخرى، واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب جرائمها في قطاع غزة، في وقت واصل فيه الفلسطينيون الرد على تلك الجرائم بتنفيذ عمليات فدائية ضد مواقع عسكرية ومستوطنات يهودية. فقد شن الطيران الحربي الإسرائيلي غارات على مدينة خان يونس فجر أمس استهدفت مدرسة ومنزلاً. وأطلقت مروحيات "أباتشي" اميركية الصنع خمسة صواريخ سقط أربعة منها في مدرسة الخالدية الأساسية للاجئين التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين اونروا ولم ينفجر أحد الصواريخ، فيما سقط خامس على منزل لأحد المواطنين. وفي تطور لافت فجر فلسطيني نفسه في سيارة مفخخة قرب مكتب التنسيق والارتباط العسكري الفلسطيني - الإسرائيلي المشترك في بلدة بيت حانون شمال القطاع صباح أمس. وتبنت العملية "سرايا غيفارا غزة" التابعة لكتائب الشهيد أبو علي مصطفى، الذراع العسكرية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. وشب حريق جراء انفجار السيارة، التهم معظم المكاتب المجاورة لمستوطنة "نيتسانيت" اليهودية الجاثمة فوق أراضي بلدة بيت حانون بالقرب من حاجز "ابرز" شمال القطاع. وقالت كتائب الشهيد أبو علي مصطفى في بيان لها تلقت "الحياة" في غزة نسخة منه عبر الفاكس ان "النيران التهمت الموقع، واستطاعت كاميرا كتائب الشهيد أبو علي مصطفى تصوير العملية والموقع وهو يحترق"، مشيرة إلى أن العملية التي نفذها أحد كوادرها مهند اسماعيل مهدي من حي الكرامة بمدينة غزة تأتي "ردا على جرائم الاحتلال المتكرر ضد جماهير شعبنا"، وتعهدت "بمواصلة المقاومة حتى طرد الغزاة الصهاينة من أرضنا، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس". وجاءت العملية مع اقتراب حلول الذكرى السنوية الخامسة والثلاثين لانطلاقة الجبهة الشعبية في الحادي عشر من كانون الاول ديسمبر عام 1967. من جهة أخرى، منعت الزوارق الحربية الإسرائيلية الصيادين الفلسطينيين من النزول إلى البحر صباح أمس، وذلك بعد إعلان إسرائيلي بتخفيف الحصار المفروض على القطاع منذ نحو أسبوع في أعقاب تنفيذ فلسطينيين عملية فدائية ضد سفينة حربية إسرائيلية قبالة شاطئ غزة. وقالت مصادر رسمية وأخرى من جمعيات الصيادين وصيادين ان الزوارق الحربية اطلقت نيران أسلحتها في اتجاه الصيادين الذين حاولوا النزول إلى البحر لصيد الأسماك أمس. إلى ذلك، تضاربت الأنباء حول سقوط ثلاثة شهداء في مدينة رفح أقصى جنوب القطاع ليل الثلثاء - الأربعاء. ففي حين قالت الإذاعة الإسرائيلية أن قوات الاحتلال قتلت فلسطينيا في ساعة متقدمة من ليل الثلثاء - الأربعاء عند مستوطنة "رفيح يام" وآخرين عند مستوطنة "عتسمونا" الجاثمتين فوق أراضي مواصي رفح في اشتباكات مع مسلحين فلسطينيين حاولوا التسلل إلى المستوطنتين، أفادت مصادر محلية في المدينة بعدم وجود أي شهداء أو مصابين أو حتى مفقودين في المدينة، مشككة في الرواية الإسرائيلية.