قال مسؤول جزائري بارز ان الرجل الثاني في الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحظورة الشيخ علي بن حاج "لن يُفرج عنه قبل انقضاء فترة عقوبته في حزيران يونيو 2003". وأكد المصدر ل"الحياة" أنه "لم يجر التداول في خصوص ملفه على أي مستوى من المستويات"، واصفاً ما تردد من عرض قدمه الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة في خصوص العفو عن القيادي "الإنقاذي" بأنه "مجرد تكهنات لا أساس لها". وجاء رد المسؤول الجزائري بعد أيام من نشر عائلة بن حاج رسالة إلى الرأي العام أعلنت فيها تلقيها معلومات من "مصادر موثوقة جداً" تفيد بأن بن حاج سيُفرج عنه في 27 رمضان الجاري. لكن العائلة أوضحت انه يرفض الخروج من السجن العسكري في البليدة 50 كلم جنوبالجزائر الذي يقبع فيه منذ أكثر من 11 سنة "إن كان العفو مشروطاً". من جهة أخرى، أعلنت أجهزة الأمن امس ان قنبلة تقليدية الصنع انفجرت مساء الإثنين خلال خروج المصلين من صلاة التراويح قرب مسجد الشيخ مبروك في حي الشطيط الغربية في بلدية الاغواط 600 كلم جنوب العاصمة. وأوضحت "وكالة الأنباء الجزائرية" الرسمية أن الانفجار لم يُسفر عن خسائر. وقتلت قوات الأمن في اليومين الماضيين خمسة من عناصر الجماعات الإسلامية المسلحة بينهم واحد وصف بأنه "خطير" في "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" التي يزعمها حسان حطاب. الشبكات الخارجية وفي السياق ذاته، لاحظ مراقبون ان "الجماعة السلفية"، وهي أكبر تنظيم مسلح في الجزائر، تواجه متاعب كبيرة بعد تعرض شبكات دعمها في الخارج لمضايقات من أجهزة الأمن في أوروبا والجزائر. وتعتقد أوساط أمنية بأن مقتل "أبو محمد اليمني" الذي تصفه السلطات الجزائرية بأنه مسؤول بارز في تنظيم "القاعدة" في المغرب العربي والساحل الافريقي، قد يؤثر على حظوظ "الجماعة السلفية" في الحصول على مساعدات أو دعم من تنظيم أسامة بن لادن في الأشهر المقبلة خاصة. وفي موازاة الحملة على "الجماعة السلفية" في الجزائر، تشن أجهزة الأمن الأوروبية حملات تستهدف قواعد هذه الجماعة وأنصارها. وأعلنت مصادر قريبة من الشرطة الفرنسية الإثنين اعتقال ستة أشخاص في منطقة سين - سان - ديني في الضاحية الباريسية. وكانت الشرطة الفرنسية اعتقلت خمسة اسلاميين من بينهم رضوان داود، وهو من اصل جزائري كان فر من السجن في هولندا في حزيران يونيو 2002. وقبل أيام اعتقلت السلطات البريطانية ثلاثة أشخاص من منطقة المغرب العربي بينهم الجزائري رابح قادري المدعو "توفيق" الذي نشرت وسائل إعلام فرنسية أنه مرتبط بجماعة إسلامية جزائرية متشددة. ولا يستبعد بعض المصادر أن تنعكس التضييقات التي تستهدف شبكات الدعم الخارجي ل"الجماعة السلفية" على النشاط الداخلي لهذا التنظيم، خصوصاً بعد فقدانه أكثر من 150 عنصراً من شبكات الدعم اللوجيستي في عمليات أمنية جرت منذ بداية الصيف الماضي في ولايات عدة وسط الجزائر وشرقها.