سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"خط ساخن" بين بغداد والمفتشين وطالباني قلق من احتمالات إطاحة صدام من دون تعاون مع المعارضة ."الإحتلال" الأميركي للعراق يدوم سنتين وتحذير من "كوارث وصدامات طائفية"
مع وصول طلائع فرق التفتيش الى بغداد اليوم، يبدأ العد العكسي لاختبار تعهد العراق تنفيذ القرار 1441. وأعلن أمس ان لجنة "أنموفيك" أقامت "خطاً ساخناً" لمعالجة أي أزمة تطرأ بين خبرائها والسلطات المعنية في بغداد، وان المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي سيناقش اليوم مع الرئيس حسني مبارك ضمانات حياد المفتشين راجع ص4. وكشفت مجلة "يو اس نيوز اند وورلد ريبورت" ان مسؤولين بارزين في ادارة الرئيس جورج بوش قطعوا أشواطاً في بحث خطة من ثلاث مراحل لحكم العراق، أولاها تقضي ببقاء قوات اميركية في هذا البلد لفترة سنتين، في ظل حكم عسكري برئاسة جنرال اميركي، على ان يستبعد تشكيل حكومة موقتة أو في المنفى، وتكون المرحلة الثانية لإدارة مدنية دولية تمهد لنقل السلطة الى حكومة متعددة الأعراق. وفي لقاء مع "الحياة" في لندن أمس حذر الزعيم الكردي العراقي جلال طالباني من "فوضى عارمة وكوارث واحتمالات صدامات طائفية" في العراق، في حال اسقط نظام الرئيس صدام حسين من الخارج، من دون تعاون مع المعارضة. واعرب عن قلقه خصوصاً إزاء احتمالات انفلات الوضع في بغداد بعد تفكك القوات المسلحة نتيجة شن حرب، مشيراً الى انه يتوقع الهجوم الاميركي بين شباط فبراير وآذار مارس "إذا لم يرتكب النظام مخالفات تعجل الحرب". وزاد ان المعارضة "قادرة على ضبط الوضع في بغداد، اذا حصلت انتفاضة شعبية"، داعياً الى "قيادة ميدانية للمعارضة تضم العرب السنة والشيعة، والأكراد". وسئل عن قلقه من "صدامات طائفية" في ظل التوافق بين القيادات الكردية و"المجلس الأعلى للثورة الاسلامية" بزعامة محمد باقر الحكيم و"المؤتمر الوطني العراقي"، فأشار الى وجود "تفاهم مع أحزاب أخرى تعمل في الداخل"، مشدداً على ان "تفادي الكوارث بعد الحرب وضبط الشارع رهن بتنسيق جدي" بين كل فصائل المعارضة وتنظيماتها. معروف ان طالباني زار أخيراً طهران ودمشق وأنقرة، ويزور اليوم فرنسا حيث يلتقي وزيري الخارجية والداخلية ورئيس مجلس الشيوخ، ويحضر في باريس مع زعيم الحزب الديموقراطي الكردستاني مسعود بارزاني مؤتمراً ينظمه المعهد الكردي. واعرب عن اعتقاده بأن الرئيس السوري بشار الأسد الذي التقاه أخيراً، مقتنع بأن الحرب باتت أمراً لا مفر منه، لافتاً الى "تحول في موقفي روسيا وتركيا" من التعامل مع المعارضة العراقية، وارتياحه الى الحكومة الجديدة في أنقرة. وقال ان ليست لدى زعيم حزب "العدالة والتنمية" مشاعر "شوفينية" حيال الاكراد. واكد اقتناعه بأن المؤتمر الموسع للمعارضة سيعقد في لندن، بعدما ذللت مشكلة التمثيل بالاتفاق على زيادة عدد المشاركين الى 300، نافياً وجود "صراع مع جناح" القيادي في "المؤتمر الوطني" أحمد الجلبي. ورأى ان على النظام في بغداد اعتماد خطوتين اذا أراد تفادي الحرب: "تسليم كل أسلحة الدمار الشامل للأمم المتحدة، واللجوء الى التغيير الديموقراطي". ورداً على سؤال أقر طالباني بتلقي "اتصال من جهاز" في بغداد "للاستفسار عن رؤيتنا للأزمة والمستجدات". الى ذلك أ ف ب، بثت "وكالة أنباء الشرق الأوسط" المصرية ان الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان بحث في اتصال هاتفي مع الرئيس مبارك في "تطورات الأزمة العراقية بكل جوانبها مع وصول فريق الخبراء الدوليين". وكان وزير الخارجية العراقي ناجي صبري بعث امس برسالة الى انان اتهم فيها الولاياتالمتحدة بالعمل لاستغلال القرار 1441 غطاء لشن هجوم على بلاده.