شيع بعد صلاة الجمعة أمس جثمان المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين المحظورة المستشار محمد مأمون الهضيبي الذي توفي في ساعة مبكرة من صباح أمس عن عمر يناهز 83 عاما. وكان الهضيبي الذي يعد سادس مرشد لجماعة الاخوان المسلمين قد أدخل أحد مستشفيات القاهرة بعد ظهر الخميس لاجراء فحص طبي عادي بالمنظار اثر آلام أحس بها في القولون ثم عاد إلى منزله بضاحية مصر الجديدة في مساء اليوم نفسه حيث توفي بصورة طبيعية في الساعة الثانية عشرة من منتصف الليل. والتأم جمع غفير من أنصار الجماعة في مسجد رابعة العدوية بحي مدينة نصر، لتوديع مرشدهم العام قبل دفنه في مسقط رأسه بمدينة شبين القناطر بمحافظة القليوبية. من جهة اخرى، لا يزال الغموض يلف منصب المرشد العام بعد الهضيبي، الذي يعد أقصر مرشد عام للجماعة (15 شهرا).. خاصة أن الوفاة جاءت عشية إفراج السلطات المصرية عن نائب الجماعة جمال حشمت و6 آخرين من أعضائها. وعلمت (اليوم) أن مكتب الإرشاد قرر أن يقوم عضو مكتب الإرشاد بالجماعة محمد هلال (83 عامًا) بمهام المرشد العام، وذلك وفقاً للائحة الداخلية للجماعة المحظورة، التي تنص على أن يتولى أكبر أعضاء مكتب الإرشاد سنًا المسئوليةَ في حالة غياب أو وفاة المرشد؛ وذلك لحين الانتهاء من إجراءات انتخاب المرشد العام الجديد. ورغم إعلان هلال قائماً بأعمال المرشد العام، إلا أن مراقبين لشؤون الجماعة المحظورة يرون أن وفاة الهضيبي ستفجر خلافات أخرى على خلفية صراع الأجيال، إذ تتنامى داخل الجماعة معارضة قوية لسيطرة الحرس القديم على مقاليدها، ومن يطلق عليهم رجال التنظيم السري، فضلاً عن تنامي تيار القطبيين (نسبة لسيد قطب) داخل المراكز العصبية للجماعة، التي تخوض مواجهة محسوبة ومحدودة مع النظام في مصر. والقائم بمهام المرشد العام، محمد هلال يعمل محامياً، وهو من مواليد العام1920، وتخرج في كلية الحقوق بجامعة فؤاد الأول (القاهرة حاليًا)، وسبق اعتقاله في الفترة من عام 1948 إلى 1950، ثمّ أُعيد اعتقاله مجدد من 1965 إلى عام 1971. وأثير عقب وفاة المرشد الأسبق مصطفى مشهور خلاف داخل الجماعة، قاده جيل الوسط حين طالب بمنصب المتحدث الرسمي لعبد المنعم ابوالفتوح عضو مكتب الارشاد، كما طالبوا الهضيبي بالاكتفاء بمنصب المرشد العام أو الجمع بين نيابة المرشد والمتحدث الرسمي على ان يترك الارشاد للحاج احمد حسانين اقدم وجوه الجماعة، لكن أمر الإرشاد حسم لصالح الهضيبي، وتمت تسوية بقية الأمور الخلافية باعتبار أن ظروف المواجهة مع السلطات لا تسمح بخلافات من هذا النوع، كما قيل حينئذ.