بيروت "الحياة" - 23 تشرين الثاني نوفمبر 2002 موعد بيروت مع الحدث الاعلاني العالمي الذي ينظم منذ اكثر من عشرين عاماً ويجول كل سنة في اكثر من 160 مدينة فيعرض ما يقارب الخمسمئة فيلم اعلاني جمعت من انحاء العالم. وهكذا بعد مرور سبع سنوات على الزيارة الاولى، تعود بيروت من جديد لتستقطب "ليلة ملتهمي الاعلانات"، فيتحول الليل الى اعلانات والاعلانات الى استعراض. ما هي هذه الليلة ومن وراءها؟ للاجابة عقدت شركة "ماجيك بوكس ايفنتس" المنظم الرسمي مؤتمراً صحافياً بالتعاون مع المركز الثقافي الفرنسي في بيروت، استهله الملحق في السفارة الفرنسية بيار دو فوليه فبين اهمية الاعلانات والدور الريادي لفرنسا في جعلها فناً قائماً بحد ذاته. ثم اكد اهمية هذه الليلة التي باتت موعداً تنتظره كل مدينة بشغف قبل ان يعطي الكلام لمنظم الحفلة طارق سيكياس الذي عرض ولادة الفكرة فقال: "ولدت الفكرة مع جان - ماري بورسيكو في فرنسا، فكانت اول ليلة من ليالي "ملتهمي الاعلانات" سنة 1981، ومع الوقت تحولت الفكرة الى مؤسسة قائمة بذاتها، تجمع من حولها الكثير من الاشخاص الى ان بدأ الغزو الى الخارج سنة 1984، فتحول الاعلان الى استعراض تنتظره كل مدينة في العالم. ومع الوقت بات الفتى المولع بالسينما يملك في مكتبته اهم إرث سينمائى اعلاني يصل الى ما يقارب 600 ألف فيلم. وبعد نجاح هذه الليالي راح بورسيكو يختار في كل سنة - من بين الكمية الهائلة من الاقلام الدعائية التي تأتيه من الوكالات المختلفة في العالم - نحو 500 فيلم من اجمل هذه الافلام وأمتعها فتعرض على التوالي في المدن التي تستقبلها. من هنا نرى ان البرنامج هو نفسه في اي مدينة. فلا يوجد مثلاً عرض خاص بلبنان او البلاد العربية إنما على العكس ستكون ليلة بيروت شبيهة بمثيلتها في فرنسا او ايطاليا او الصين. وهكذا بعد سبع سنوات تعود بيروت لتستضيف هذا الحدث الرائع في قصر الاونيسكو لنعيش ما يقارب الخمس ساعات من الفرح والبهجة في اجواء ممتعة ومثيرة. ولهذه السنة اختار بورسيكو موضوعاً خاصاً بنيويورك نظراً الى احداث 11 ايلول سبتمبر، إضافة الى موضوع آخر يتعلق بإيف سان لوران علماً ان الافلام المعروضة لا تنتمي حكماً الى مواضيع خاصة لا بل على العكس نراها متشعبة المواضيع والأهداف". وعن الجمهور المستهدف يجيب سيكياس: "أعتقد ان كل واحد منا معني بهذه الليلة. صحيح هو حدث فرنسي لكنه ليس فرنكوفونياً، فالخمسمئة فيلم هي بكل اللغات: الفرنسية والايطالية والعربية والصينية..." ثم يعود ويتساءل "لماذا هو حدث فرنسي وليس فرنكوفونياً؟" ويجيب قائلاً: "السبب هو في كون الاعلان عالمياً وليس بحاجة لأي حوار. فهو لغة يفهمها الجميع، انه صور ومشاعر...". ويستدرك قائلاً: "قد يكون هدفنا التوجه الى الطلاب الجامعيين ووسائل الاعلام والوكالات، لكن ايضاً الى كل شخص يهتم بمعرفة ما يحدث في الخارج لأن الاعلانات تعكس حاجات مجتمعاتها. فإعلان من اندونيسيا مثلاً يلقي الضوء على حاجات الشعب الاندونيسي". ويعلق دو فوليه على الموضوع قائلاً: "بالفعل ليس هذا المهرجان حدثاً فرنكوفونياً حصرياً، ولو كانت البعثة الثقافية الفرنسية في لبنان هي التي تدعمه. صحيح هو حدث ابصر النور في فرنسا غير ان كما قال سيكياس للاعلانات لغة خاصة مفهومة للكل وهكذا على الاعلان ان يتوجه الى الجميع وان يتخطى رموز اللغة". وعما اذا اعترض مقص الرقابة يجيب سيكياس: "لقد تفاجأت كثيراً لجهة عدم منع اي فيلم وهذا امر يسعدنا جداً. من هنا اشكر الدولة اللبنانية على هذا الامر، وكلنا ثقة بأنها ستكون ليلة لا تنتسى لذلك قد نفكر في اعادتها في اليوم التالي، من جهة اخرى سنقدم الكثير منالهدايا والمفاجآت خلال الاستراحات المتعاقبة وكلها امور تزيد الحاضرين شوقاً ومتعة". وأضاف: "انه احتفال استعراضي مملوء بالتشويق والإثارة وليس لتوزيع جوائز على المشتركين. لكن هذه السنة سنقوم بتوزيع استمارات على المشاركين في هذه الليلة ليصوتوا على افضل فيلم وبالتالي تكون هذه الجائزة هي جائزة الجمهور".