استمرت قضية تحليق المقاتلات الاميركية والبريطانية فوق شمال العراق وجنوبه في اثارة الجدل اذ طلب العراق من مجلس الامن منح عمليات التحليق وانتقد وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد الامين العام للامم المتحدة كوفي انان لتأكيده ان مجلس الامن لا يساند مزاعم واشنطن ان اطلاق العراق النار على المقاتلات الاميركية التي تحلق فوق شمال العراق وجنوبه تمثل خرقاً للقرار 1441. لكن انان حصل على تأييد من الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى في هذا الموقف. بغداد، واشنطن، القاهرة - أ ف ب، رويترز - طالب العراق مجلس الامن الدولي امس بمنع عمليات تحليق الطائرات الاميركية والبريطانية في منطقتي الحظر الجوي معتبرا ان سكوت المجلس ازاء ذلك "تشجيع منه لأعمال القرصنة والعدوان". وتساءلت صحيفة "الثورة" الناطقة باسم حزب البعث الحاكم "ما الذي يمنع مجلس الامن اذاً من التصدي لهذا الاجراء اذا كان يحرص على ما يسمى الشرعية الدولية ويحترم حقاً القرارات التي يصدرها". واعتبرت ان سكوت المجلس و"لامبالاته في هذا الأمر يمثلان تشجيعاً منه لاعمال القرصنة والعدوان" داعية مجلس الأمن الى تنفيذ التزاماته حيال العراق دون "انتظار". واتهمت صحيفة "الجمهورية" الولاياتالمتحدة بالسعي الى "خلط الاوراق" من خلال اعتبارها اطلاق النار العراقية على الطائرات الاميركية والبريطانية فوق المنطقتين اللتين فرضت فيهما الحظر الجوي شمال العراق وجنوبه "انتهاكاً صريحاً" لقرار مجلس الامن رقم 1441. وكتبت ان واشنطن تهدف الى "خلط الاوراق في محاولة للتشويش على عودة المفتشين والسعي المحموم لافشال مهمتهم لكي لا تظهر الحقيقة بتعرية الافتراءات والاكاذيب الاميركية بخلو العراق من اسلحة الدمار الشامل". ولا تعترف بغداد بمنطقتي الحظر الجوي اللتين اقامتهما الولاياتالمتحدة وبريطانيا اثر حرب الخليج 1991 ولم يشملهما أي قرار دولي. واعتبر الامين العام للأمم المتحدة كوفي انان الثلثاء ان اطلاق الدفاعات العراقية النار في منطقتي الحظر الجوي لا يعد خرقاً للقرار 1441. وفي واشنطن وجه وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد انتقادات الى موقف الامين العام للامم المتحدة كوفي أنان. وانتقد رامسفيلد ما سماه "تقاعس الاممالمتحدة طويلاً في شأن العراق"، حتى حض الرئيس الاميركي جورج بوش المنظمة الدولية على مطالبة بغداد بأن تكف نهائياً عن تطوير اسلحة نووية وكيماوية وبيولوجية.وقال الوزير لصحافيين يرافقونه في رحلة العودة الى واشنطن من تشيلي: "لا ادري هل يعكس أنان بالضرورة الاممالمتحدة مركز الجاذبية في مجلس الامن او قضية معينة او وقت معين". وقال رامسفيلد رداً على سؤال انه لم يندهش من الجدل حول القرار قائلاً انه "كلما صدرت قرارات فانها تميل الى ان تكون حلولاً وسطاً وهي تميل الى ان تتضمن اوجه غموض محسوبة مكتوبة فيها لكسب اصوات التأييد". واضاف: "ولذا فانه اختلاف وجهات النظر لم يكن مفاجأة لنا". وقال الوزير: "انه أنان قطعاً الامين العام وله صوت ودور". وأكدت الولاياتالمتحدة الثلثاء انها ستعتبر القصف العراقي على طائراتها التي تقوم بطلعات في شمال العراق وجنوبه "انتهاكات فاضحة" لقرار الاممالمتحدة في شأن نزع السلاح العراقي. لكن وزارة الخارجية الاميركية ذكرت ان واشنطن لا تنتظر اقل حادث لشن حرب. وذكر مساعد المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية فيليب ريكر بأن واشنطن تعتبر ان هذه المناطق تستخدم لفرض تطبيق القرارات الاخرى للامم المتحدة حول حماية المدنيين العراقيين. وفي القاهرة، أعرب الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى عن تأييده لتصريحات الامين العام للأمم المتحدة التي قال فيها ان فتح العراق النار على الطائرات الاميركية والبريطانية شمال العراق وجنوبه ليس انتهاكاً لقرار مجلس الامن الاخير. وقال موسى إن أنان "يعبر في هذه التصريحات عن الشرعية الدولية والدول العربية هي جزء لا يتجزأ من الشرعية الدولية".