شددت الولاياتالمتحدة ضغوطها لنزع أسلحة الدمار الشامل العراقية، عشية استقبال بغداد فريق تفتيش بقيادة رئيس لجنة المراقبة والتحقق والتفتيش التابعة للامم المتحدة انموفيك هانس بليكس، ومدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي. إذ أكد وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد ان الحرب على العراق "قد تستمر خمسة أيام" لكنها لن تطول في أي حال أكثر من "خمسة أشهر" ولن تؤدي الى "حرب عالمية ثالثة"، فيما حذّر وزير الخارجية الأميركي كولن باول نظام الرئيس صدام حسين من انه سيواجه "عواقب وخيمة" في حال عرقل عمل المفتشين. واشنطن، أوتاوا - رويترز، ا ف ب، ا ب - أعلن الوزير دونالد رامسفيلد ان الجيش الأميركي سيعمل ل"يُنهي بسرعة" أي حرب يمكن ان تخوضها بلاده في العراق، بسبب قضية اسلحة الدمار الشامل. وقال لاذاعة "انفينيتي": "لو أصبح الأمر ضرورة ستخوضها الحرب الولاياتالمتحدة بطريقة تحترم أرواح الناس من كل جانب، لكنها ستحرص على ان تؤدي المهمة وتكملها بسرعة". واشار رامسفيلد رداً على اسئلة مستمعين الى انهيار القوات العراقية سريعاً تحت ضغط هجوم قوات التحالف في حرب تحرير الكويت عام 1991. وتحدث عن واقعة استسلم فيها مئات من العسكريين العراقيين لصحافي غير مسلح. وسئل وزير الدفاع الاميركي هل تطول الحرب أو تتحول الى "حرب عالمية ثالثة"، فأجاب: "حرب الخليج استمرت خمسة ايام. لا استطيع القول ان استخدام القوة في العراق الآن قد يستمر خمسة ايام أو خمسة اسابيع أو خمسة أشهر، ولكن لن يطول الأمر أكثر من ذلك حتماً". وقارن بين ميزان القوى الحالي وحرب الخليج قائلاً ان "الجيش الاميركي أصبح أقوى بكثير، أما قدرات الجيش العراقي فتدنت في صورة ملموسة". لكنه أضاف ان الولاياتالمتحدة وحلفاءها يجب أن يكونوا "مستعدين للأسوأ" اذا اندلعت حرب بسبب عدم تعاون العراق لتنفيذ القرار 1441. وتجنب رامسفيلد الرد على سؤال هل استخدام الولاياتالمتحدة الاسلحة النووية وارد في حال استخدم الجيش العراقي الاسلحة الكيماوية او الجرثومية رداً على أي هجوم أميركي. لكنه استطرد قائلاً: "في حال استخدام القوة ضد العراق لن تكون حرب عالمية ثالثة". بوش وحلف الأطلسي الى ذلك يزور الرئيس جورج بوش براغ الأسبوع المقبل، لحضور قمة زعماء دول حلف الأطلسي الناتو الذي يضم 19 دولة، ساعياً الى إقناعهم بدعم موقفه من العراق. ويتوقع مسؤولون أميركيون ان يُصدر الحلف بياناً يُعلن "تضامنه" مع الولاياتالمتحدة، بعد نجاحها في استصدار قرار بإجماع مجلس الأمن لنزع أسلحة الدمار الشامل العراقية. وأوضح البيت الأبيض ان واشنطن لم تطلب من الحلف ان يساندها عسكرياً في أي حرب على العراق، إذا رفض نزع اسلحته، وقال رامسفيلد: "فكرة طلب مساعدة حلف الأطلسي لم تخطر في بالي، ولم نقترحها". وأوضح مسؤول في الحلف أن ليست هناك محاولة لإصدار موقف عسكري ل"الأطلسي" كون قضية العراق محل مفاوضات ديبلوماسية تتولاها الأممالمتحدة. ويُعتقد ان حصول الأميركيين على إجماع في "الأطلسي" إزاء موقفهم سيكون صعباً، خصوصاً في ضوء تمسك المانيا بمعارضتها الحرب. وقال سفير الولاياتالمتحدة لدى "ناتو" نيكولاس بيرنز ان بلاده تريد فقط تأييداً من دول الحلف لقرار مجلس الأمن الرقم 1441. باول وصبر الولاياتالمتحدة وذكر وزير الخارجية الأميركي كولن باول ان بلاده ستتحلى بالصبر في الحكم على تقيد بغداد بمطالب الاممالمتحدة لنزع السلاح المحظور، ولكن ما ان يحدث انتهاك عراقي واضح سيعقبه عمل عسكري لاطاحة نظام صدام. وأضاف في مؤتمر صحافي في العاصمة الكندية اوتاوا ان واشنطن "تحلت بالصبر" بانتظارها ثمانية أسابيع للتوصل الى اجماع في مجلس الأمن على القرار 1441 الذي يطالب بغداد بالاعلان عن أي أسلحة للدمار الشامل قد تكون لديها والتخلص منها، ويهددها بعواقب وخيمة اذا لم تتقيد. وسئل باول عن مخاوف من ان الولاياتالمتحدة ربما تستعجل الحكم على وفاء العراق بشروط الاممالمتحدة، فأجاب: "ذلك الصبر سيستمر، وفي الوقت ذاته اعتقد ان من الضروري تماماً ألا يكون هناك أي التباس أو سوء فهم: اذا لم يتقيد العراقيون ستكون هناك عواقب تشمل استخدام القوة لنزع اسلحتهم، من خلال تغيير النظام الحاكم". وقال ان النظام العراقي "سيُجرّد من أسلحته بطريقة أو أخرى. نبحث عن حل سلمي لكننا نُعد أيضاً خططاً تمهيداً لمواجهة أي احتمال، إذا بدت القوة ضرورية". وكان الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان حض اثناء زيارته واشنطن الاربعاء، إدارة بوش على الصبر، وعلّق باول قائلاً: "اتفهم رغبة الأمين العام في اعطاء هذه العملية حيزاً من الوقت، لكننا لا نريد ان يكون هناك أي التباس في انه صدام لن يجد أي تهاون قبل الشروع في العواقب الوخيمة". وكان باول يتحدث والى جواره وزير الخارجية الكندي بيل غراهام الذي تعارض حكومته أي هجوم على العراق خارج اطار الاممالمتحدة. وأعاد الوزير الأميركي تأكيد سياسة الادارة، مكرراً انه اذا لم يصدر رد فعل من مجلس الأمن في حال ارتكاب العراق "انتهاكاً مادياً" لقرار المجلس فإن واشنطن ستحشد تحالفاً عسكرياً خارج مظلة الاممالمتحدة. وتابع: "في الوقت المناسب سنتحدث الى كندا في هذا الأمر، لكنني لم آت بطلب محدد". وتحاشى تقديم اجابة مباشرة عن سؤال في شأن هل ستعتبر الولاياتالمتحدة ان هناك "انتهاكاً مادياً" للقرار الدولي اذا اطلقت القوات العراقية النار على الطائرات الاميركية والبريطانية التي تنفذ طلعات لفرض منطقتي الحظر الجوي فوق شمال العراق وجنوبه.