تحقق مصممة الأزياء العراقية الأصل الفرنسية الجنسية هناء صادق انسجاماً لافتاً بين ثيابها المشبعة بالروح العربية وبين رؤيتها الى قيمة الثوب فنياً وثقافياً. وهي اذ تحرص على وصف تصاميمها التي وجدت فيها غير تظاهرة فنية وثقافية اوروبية مؤشراً الى صورة للمرأة العربية، بأنها غنية التفاصيل وتكشف سحراً وجدانياً، انما تنطلق من فكرة ان "ملبوس الهناء" الاسم الذي تطلقه على تصاميمها، يوفّر في مرونة الخطوط وتناسق الألوان "صورة معاصرة عن الزي العربي". وهذا النجاح في صوغ ثياب عربية تتوافر على جانبي الحشمة والرقة، جعل من الباحثة في مجال الأزياء والموروث الشعبي، مصممة ملابس للملكة والأميرات في الأردن وفي عدد من الدول العربية، مثلما كان حاضراً في فوزها بالجائزة الأولى في "مهرجان عمّون للأزياء العربية" الذي شهدته العاصمة الأردنية الشهر الماضي. وعمّون هي رمز الجمال في ميثولوجيا الانباط وهم من الشعوب التي سكنت جنوب غرب الأردن البتراء عااصمتهم. وكانت صادق المولودة في بغداد والدارسة للأدب الفرنسي فيها شاركت في المهرجان بخمسة عشر تصميماً من مجموعتها لهذا العام التي حملت اسم "العودة للطبيعة"، وجذبت فيها اهتمام عارضة الأزياء المصرية السابقة والممثلة رجاء الجداوي التي كانت من بين اعضاء لجنة التحكيم. قالت الجداوي "هذه ثياب حين تعرض في الخارج فانها تعطي صورة ممتازة عن الثقافة العربية". يذكر ان "ملبوس الهناء" حاز "الميدالية الذهبية للأزياء الراقية" في ايطاليا عام 1999، ومنحت المصممة صادق، لقب "سفيرة الأزياء" العربية. خصوصاً مع مشاركتها في "بينالي سانت اتيان" في فرنسا لعرض مجموعتها الجديدة التي ضمت ثياباً انسجمت مع عنوان العرض "العودة الى الطبيعة" لجهة استخدام مواد طبيعية مثل "جريد النخل"، الخشب، الصدف، الريش، الجلد، النحاس وغيرها. وفي حين تكشف المجموعة عن تقشف في عناصر التزيين والإضافات، الا انها تميزت بحرارة الألوان : الأصفر والأحمر من دون ان تنسى المصممة صادق اللون الأسود وحضوره الطاغي بقولها "نحن من ارض السواد". والى جانب اناقة الخطوط ورقتها في ثيابها، تحرص صادق على اكمال العناصر الفنية في الثوب، عبر تصاميمها اللافتة للإكسسوارات ، وتحديدا اعمال الفضة التي عادة ما تبرع فيها. وفي المجموعة الجديدة حضرت القلائد الكبيرة والأقراط والأساور، بأشكال هندسة كالمربع والمثلث والمستطيل، غير ان انسياب القلائد الطويلة على اجساد العارضات، قلل من صلادة مظهرها المعدني والهندسي، واعطاها غنى جمالياً تناغم مع سحر انسياب الثياب على اجساد العارضات.