رافاييلا كارنيفالي مصممة أزياء إيطالية درست في معهد دراسات الأزياء في إيطاليا، وبعدها عملت مع جان فرانكو فيري الذي يعتبر المصمم الأول في إيطاليا حتى الآن. وتعمل في الوقت الحاضر مستشارة لأزياء المصمم الشهير جيني، بعد أن تمَّ اختيارها العام الماضي لتصميم الثياب الخاصة بملكة جمال إيطاليا في مسابقة ملكة جمال العالم العام 1997. وتختلف أزياء 99 التي عرضتها رافاييلا في الرياض قبل أيام عن تصاميم عرضها الأول في الرياض كذلك أيار 1998، اذ خصت رافاييلا المرأة العاملة بأزيائها البدلات /الأطقم السادة ما جعله أقل نجاحاً من عرضها الأخير الذي سبقته دراسة اجتماعية. حضرت رافاييلا عدداً من المناسبات التي أقامتها السيدات السعوديات، وبعض مناسبات الزواج، وزارت الأسواق في العاصمة السعودية. وانتبهت من خلال جولاتها إلى أزياء المرأة السعودية، ودعَّمت ذلك بالاطلاع على التقاليد السعودية، فجاءت النتائج إيجابية. ومن منطلق تلك التجربه تؤكد رافاييلا أهمية دراسة عادات وطرق تفكير المجتمعات لأن ذلك "يساعد في إرضاء الذوق العام للمجتمع وتحقيق رغباته، كما يعلم المصممة ويثقفها ويجعلها أكثر خبرة. وهذا ما حدث لي في الرياض لأننا نحن الأوروبيات لا نعرف ماذا ترتدي المرأة السعودية تحت عباءتها وكيف ترتديه؟". ويبدو تأثر رافاييلا واضحاً بمعلمها المصمم الإيطالي جان فيري من حيث قصات الجاكيت والتنانير والذيل في الملابس الطويلة. لكن على خلاف المتوقع من مصممة غربية مثلها، فانها ترى أن سحر المرأة يشع عن طريق تغطية جسدها، ولذلك فهي تحب العباءة العربية، وتكره التعرية الزائدة في التصاميم المنتشرة الآن. وبهذه الخبرة العريقة في تصميم الأزياء الأوروبية، تتجه منذ مدة إلى اقتحام مجالات أخرى مختلفة في تصاميم الأزياء. فقد اهتمت بأزياء المرأة في معظم دول العالم ومنها السعودية التي عرضت فيها مجموعاتها مرتين. تقول: "أحاول الآن ادخال خيوط الألمنيوم في الأقمشة، فنحن على مشارف العام 2000 ولا بد من تجهيزات خاصة لسيدة ذلك العام". وترى رافاييلا أن "الاهتمام العالمي بالأزياء الفرنسية جاء نتيجة للحملات الإعلامية التي أعطت صيتاً كبيراً لباريس. كما أن اتجاه المصممين الفرنسيين إلى العارضات المشهورات يجذب الإعلاميين. وللتمويل علاقة كبيرة بالأمر، فالتسويق لعروض الأزياء والدعاية وتوجيه الدعوات لنجوم السينما من أسباب نجاح الأزياء الفرنسية". وفي مقارنة مختصرة بين أكثر الأزياء العالمية شيوعاً الفرنسية والإيطالية تُميز كارنيفالي التصميم الإيطالي عن الفرنسي: "الزي الإيطالي للمرأة العملية / العاملة، بسيط وأنيق في الوقت ذاته، أما التصميم الفرنسي فيعتمد على الحرفية وكأنه يرتبط بمناسبة معينة ما يحد من فاعليته ومن حركة المرأة عندما ترتديه". وتضيف كارنيفالي قائلة ان أسلوب الرجل في تصميم الأزياء ليس نابعاً من حاجات داخلية للمرأة "فالمصمم لا يفكر كثيراً في كون المرأة عملية ومضموناً يضاف إلى الشكل ما يجعل تصميماته تحد من انطلاقها. وهو دقيق في الكماليات دقة تفوق المصممة، ويهتم بشغل الفستان وبهرجته بينما تكون المصممة أكثر قرباً ونجاحاً في تصميمها للمرأة لأنها تقدّر اختلاف الظروف الصحية والاجتماعية للمرأة والأمزجة التي ترتبط بتغيرات جسدها كما تدرك بحسها التاريخي الألوان المناسبة لكل ظرف أو مناسبة". ومن خلال احتكاكها بالمرأة السعودية في مناسبات كثيرة تؤكد رافييلا أن أناقة المرأة السعودية "أناقة تختلف عن الأوروبية إن لم تفقها" مع حشمة أرغبها جداً. وأكثر ما يميزها تلك العباءة الساحرة التي ترتديها بطريقة معينة وتمشي فيها بشكل ملفت". وفي التصميمات التي عرضتها رافاييلا للعباءة، الخليجية مبالغة في مساحة الدانتيل التي تشغل به قماش العباءة وكذلك القطيفة والشيفون، وهذا أمر غير مألوف في العباءة السعودية. وترى رافاييلا في تصميمها رسالة "أردت بتصميمي للعباءة أولاً شكر سيدات هذا المجتمع اللواتي منحنني دعما وتشجيعاً وإيجاد نوع من التقارب بين الإيطالية والسعودية عندما يكون الدانتيل إيطالياً والعباءة سعودية"