تواصل الفنانة العراقية المقيمة في الأردن هناء صادق عملها على الثوب العربي لتقدمه بصياغة جديدة توازن بين ملامح الأناقة الرفيعة وشخصية المرأة العربية. ولم تكتف صادق بأن تعرض تصاميمها في مدارات اردنية وعربية، بل نقلت فنونها على الزي بهدف تقديم صورة عن المرأة العربية تعكس روحيتها ورقتها وذوقها، الى مدارات اوروبية وغربية عموماً. فقد وجهت اليها دعوة للاشتراك بمهرجان "لابيكو للأزياء الراقية" الذي يعنى بالأزياء بوصفها عملاً فنياً خالصاً، في موقع قريب من العاصمة الايطالية روما في السابع والعشرين من شهر آب اغسطس الماضي وعرضت فيه 45 قطعة مكّنتها من منافسة عارضين ومصممين من دول عدة، لتظفر لاحقاً بجائزة المهرجان الذهبية. وبعد النجاح اللافت الذي حققته هناء صادق في "مهرجان لابيكو للأزياء الراقية" دعيت بعد يومين للمشاركة في عرض أقيم في مدينة كاتانيا بجزيرة صقلية الذي خصص لعرض ازياء جزر البحر المتوسط، وأثار ردود فعل مصبوغة بالدهشة والاعجاب. وعن الثياب التي صممتها خصيصاً للعروض الايطالية تقول الفنانة هناء صادق: "احتفظت بخطوط الثوب العربي اي خطوط القفطان مع التأكيد على انه يوفر الاحساس عند المرأة بالرقة وحضورها الانساني الذي يميزها ويمنحها شخصيتها". وتضيف صادق التي قدمت عروضاً عدة لأزيائها في مهرجانات عربية وأردنية ان الايطاليين اظهروا فضولاً لمعرفة تفاصيل اكثر عن هذا العالم الغامض والمليء بالسحر بالنسبة لهم. منوّهة ان نقاد الأزياء الذين حضروا العرض وجدوا في الثياب اعمالاً فنية ومن هنا كتب بعضهم وكأنه يكتب عن لوحة فنية. وتستخدم هناء صادق في صنع الثياب اقمشة الحرير الطبيعي والموسلين والشيفون وتصبغها بنفسها صباغة مموجة تجعل الألوان تبدو اطيافاً وليست ألواناً صريحة، فيما تدخل عليها اثناء صنع الثوب ريشاً وصدفاً وأحجاراً نصف كريمة وخيوطاً من الفضة والذهب. كما تستعين بأنواع وكميات وأشكال مدهشة من الاكسسوارات وتولي الفضة القديمة اهتماماً خاصاً. والى جانب الاكسسوارات وعلامات الزينة التي تستخدمها العارضات بشكل يناسب ألوان وخطوط الثوب، تستخدم هناء صادق التي درست الفن التشكيلي وتدربت على ايدي امهر الرسامين العراقيين، خطوطاً عربية وزخارف راقية. فهي تعود الى المراجع القديمة وتستعين بما توصلت اليه من نتائج بحوث ميدانية قادتها الى تتبع الأزياء في دول الجزيرة والخليج العربي وبلاد الشام وشمال افريقيا اضافة الى مصر والعراق. ومن خلال الملامح العربية والشرقية التي حرصت هناء صادق على العناية بها في تصاميمها، استطاعت ان تزيل صورة لعلاقة الثياب بالمرأة العربية عند المتلقي الأوروبي والغربي. فهي تقول: "ان ثيابي تعلن ان للمرأة العربية حضوراً ناعماً وأنيقاً وبالغ الرقة، وان الثياب تمنحها الثقة لأنها تدل على شخصيتها وتمنحها حرية الحرية ولا تلغي او تكبل وجودها الانساني".