بوينس أيرس - رويترز - عزت الأرجنتين أمس عجزها عن سداد الديون المستحقة عليها للبنك الدولي الى السياسات "القاسية" التي يفرضها صندوق النقد الدولي. وكان صندوق النقد والارجنتين أصرا الاسبوع الجاري على مواصلة المحادثات الصعبة الدائرة منذ 11 شهراً في شأن تقديم معونات لبوينس أيرس. ويشير محللون الى ان حظوظ الحكومة الأرجنتينية في التوصل الى اتفاق "تكاد تكون معدومة" ما لم تحشد تأييد السياسيين المنقسمين في شأن مطالب الصندوق. وفي الوقت الذي عاد وفد أرجنتيني خالي الوفاض من الاجتماع مع صندوق النقد في واشنطن، عزت الحكومة عجزها عن سداد 805 ملايين دولار مستحقة للصندوق الى الجمود الذي يعتري المحادثات. وقال رئيس الوزراء ألفريدو اتاناسوف أول من أمس الجمعة ان بلاده ليست لديها أموال كافية لتجنب هذا "الوضع المحرج" من دون الحصول على مساعدات من صندوق النقد الدولي. ويحرم ذلك الأرجنتين من أحد المصادر الخارجية الأخيرة للحصول على أموال، بعدما عجزت عن سداد ديون مقدارها نحو 95 بليون دولار لمستثمرين من القطاع الخاص في كانون الثاني يناير الماضي. وأضاف اتاناسوف للصحافيين ان الأرجنتين "لن تقبل سياسة إدخال تعديلات قاسية على الموازنة كاستراتيجية للتغلب على مشاكلها. هذا ما انتهينا اليه في أطول مفاوضات في تاريخ صندوق النقد الدولي". وكان وزير الاقتصاد روبرتو لافانيا نقل بنفسه الأنباء السيئة للبنك الدولي في واشنطن الخميس الماضي. وقال ان بوينس أيرس ستسدد مبلغاً رمزياً فقط مقداره 79.2 مليون دولار من إجمالي المبلغ المستحق. وينقسم الاقتصاديون في شأن انعكاسات عجز الارجنتين عن سداد الدين على حال الركود التي تعاني منها منذ أربعة أعوام وأدت الى سقوط نحو نصف عدد سكان البلاد البالغ 36 مليون نسمة في هوة الفقر. وأعرب الاقتصادي في "ماكسينفر كونسالتنسي" للاستشارات، هيرنان فاردي، عن اعتقاده بأن "الأرجنتينيين اعتادوا فكرة العجز عن تسديد الدين لكل الجهات في العالم". وقال: "لا أعتقد انه العجز سيؤثر كثيراً على الجميع. قد نرى بعض التوتر في الأسواق، لكنه لن يتجاوز ذلك في الوقت الحالي". من جهته، أعلن هورست كولر، العضو المنتدب في صندوق النقد الدولي، في مؤتمر مصرفي في برلين، ان الصندوق "ملتزم بالتوصل الى اتفاق". لكنه قال انه "يجب ان تكون له أسس"، مشيراً الى انه يتعين على الأرجنتين ان تتحمل مسؤولية الأزمة. ويبدو ان تعليقاته تتفق مع ما أعلنته آن كروغر، المسؤولة الثانية في الصندوق، عندما قالت ان الأرجنتين وافقت على السعي الى التوصل "للإجماع اللازم" من قِبل الزعماء السياسيين كي يُصبح من الممكن إبرام اتفاق. ويعكس التعليقان المخاوف التي تنتاب الصندوق تجاه الارجنتين، أهمها عدم الوفاء بأي من الوعود التي تقطعها على نفسها بسبب الخلافات بين السياسيين في البلاد، قبل الانتخابات العامة التي ستجري في آذار مارس المقبل. ومن بين 19 اتفاقاً تم توقيعها مع الصندوق منذ عام 1958، فشلت الأرجنتين في الوفاء بالشروط المتفق عليها في 15 منها.