شهدت الآونة الأخيرة وفاة العشرات من الاطفال جراء الجوع في إقليم توكومان شمالي الارجنتين، مما حدا بالحكومة الارجنتينية إلى البدء في خطة شاملة لمكافحة الجوع. وقد أحدثت هذه الانباء صدمة وذهولا في أروقة الحكم في بيونس ايرس عاصمة الارجنتين التي ظلت قرنا من الزمان مصدّرة كبيرة للحبوب ولحوم الابقار. وأعلنت السيدة الاولى في البلاد هيلدا جونزاليز دي دوالدي قرينة الرئيس الارجنتيني إدواردو دوالدي في بيونس ايرس أنها ستقوم بتنسيق مشروع مكافحة الجوع الوطني الجديد الذي سيكون مقره في إقليم توكومان.وقالت السيدة الاولى سنكافح حالات سوء التغذية الخطيرة في كل بيت. وكانت الارجنتين التي ظلت أغنى دولة في أمريكا اللاتينية معظم القرن العشرين، مصدّرة زراعية كبيرة، حتى أصيب اقتصادها بركود تدريجي ممتد أدى إلى تقلص نشاطاتها الاقتصادية منذ أربعة أعوام. وعجزت الحكومة في يناير الماضي عن سداد ديونها الخارجية وقامت بخفض قيمة عملتها الوطنية البيزو مما أدى إلى ضياع المدخرات وانهيار تام أغرق معظم الطبقة المتوسطة في البلاد في فقر مدقع. وتم الاتفاق على برنامج للانقاذ خلال اجتماع مجلس الوزراء الاجتماعي بحكومة دوالدي. وتشمل الخطة الحصول على موارد من الجيش ومن جهات خيرية ومؤسسات خاصة ومساهمة من الطلبة والأطباء. وقالت هيلدا دوالدي ان الوضع في توكومان - حيث يعاني الفقراء سوء التغذية بل يتضورون جوعا - ليس سوى قمة جبل الجليد، فأزمة الجوع تطحن الارجنتين كلها. وتعتزم الحكومة العمل على التأكد من أن المساعدات الغذائية توزع على نحو ملائم في أقاليم البلاد لتلبية احتياجات أكثر العائلات فقرا. وعلى الصعيد الوطني أصبح 55 في المائة من سكان الارجنتين يعيشون تحت خط الفقر، مع ارتفاع البطالة والتضخم بمعدل سريع. وترزح الارجنتين تحت عبء ديون خارجية تبلغ 150 مليار دولار، وقد أعلنت الحكومة للبنك الدولي الشهر الماضي عدم قدرتها على الدفع. ولم تسفر محادثات استمرت ما يقارب العام مع صندوق النقد الدولي عن أي اتفاق على إعادة التفاوض بشأن ديون الارجنتين حتى الآن.