بوينس آيرس، واشنطن - رويترز - وافق صندوق النقد الدولي مساء أول من أمس، بعد اتصالات عاجلة مع الحكومة الأرجنتينية، على اجراء محادثات تهدف إلى مساعدة الأرجنتين على عدم التخلف عن سداد أكبر دين حكومي في تاريخها، ما انقذ البلاد من كارثة مالية أمس. ووصف الصندوق والأرجنتين المحادثات العاجلة بأنها "ايجابية"، وذلك بعدما جمّد الصندوق مساعدة كانت مقررة سابقاً وتبلغ قيمتها 3.1 بليون دولار، لعدم رضاه عن الاسراف في النفقات في الأرجنتين، وسط ركود اقتصادي مستمر منذ ثلاثة أعوام. وفي الوقت الذي اصطف الأرجنتينيون أمام البنوك أول من أمس لسحب ودائعهم، مع تزايد المخاوف من حدوث انهيار اقتصادي، قال وزير الاقتصاد دومنغو كابايو إنه سيبقى في واشنطن حتى مطلع الأسبوع المقبل في محاولة للحصول على الأموال التي تحتاجها البلاد بشكل مُلح. وتحتاج الأرجنتين لثقة الصندوق في محاولة لتهدئة مخاوف المواطنين، نتيجة انخفاض قيمة البيزو المرتبط بالدولار منذ 10 أعوام. وقال محللون إنه من دون قرض الصندوق ومعونات من جهات أخرى متعددة الجنسيات تم تجميدها سابقاً، فإن الأرجنتين ستواجه مصاعب في خدمة ديونها البالغة 132 بليون دولار، وأنها قد تعجز عن السداد. وأعلن البنك الدولي وبنك التنمية للدول الأميركية الخميس الماضي تجميد قروض للأرجنتين تبلغ قيمتها نحو 1.1 بليون دولار، بانتظار نتيجة المحادثات مع الصندوق. وقال الدو ابرام، الاقتصادي في مكتب "اسكانت" المحلي للاستشارات: "إن مشكلة الصندوق الرئيسية مع الأرجنتين هي المشكلة ذاتها للمستثمرين والأرجنتينيين أنفسهم... نحن لا نثق في قدرة الحكومة، لذا يجب ألا يصدق الصندوق أن الحكومة ستفي بالوعود التي تقطعها على نفسها".